الدولار يرتفع لكن يظل عند مستويات منخفضة

الدولار يرتفع لكن يظل عند مستويات منخفضة
الدولار الأمريكي

ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أدائه أمام سلة من ستة عملات رئيسية 0.25% ليصل إلى 93.58 نقطة،  مبتعدا بذلك عن أدنى مستوياته المسجلة أمس الخميس عند 93.277 نقطة، وهو أقل مستوى منذ شهر تقريبا، وتداول الدولار خلال اليوم فى مستويات بين 93.32 و93.6 نقطة.

الأسواق تجاهلت تباطوء الاقتصاد الأمريكي

تجاهل المستثمرون إلى حد كبير تقديرات الناتج المحلي الإجمالي الصادرة أمس الخميس، والتى أظهرت تباطوء الاقتصاد الأمريكي حيث نما 2% على أساس سنوي في الربع الثالث ، وهو أبطأ زيادة له منذ نهاية الركود الاقتصادي في عام 2020 مقابل توقعات بنمو 2.8%.

قال ريان ديتريك ، كبير استراتيجيي السوق في LPL Financial : لم تأت بيانات الناتج المحلي الإجمالي بجديد، فجميعنا على علم أن الاقتصاد الأمريكي تباطأ بشكل كبير في الربع الثالث".

أضاف:"لكن على الجانب المشرق فإنه من المتوقع أن يتم تدارك هذا التباطوء فى الفصول المقبلة حيث تستمر تداعيات كورونا في التلاشى".

معنويات مرتفعة للمخاطرة 

ورغم ارتفاع الدولار لكنه مازال عند مستويات منخفضة فى ظل التوقعات القوية بتشديد السياسات النقدية فى منطقة اليورو وكذلك فى بريطانيا، ولذلك رغم تأكيدات لاجارد أمس أن رفع الفائدة ليس محتملا فى الوقت القريب ولا يتماشى مع توقعات البنك المركزي الأوروبي الذي يرى أن الضغوط التضخمية ستتلاشى بداية من يناير المقبل مع تراجع أثر سنة الأساس للتضخم الألمانى، وبدء الضغوط الناجمة عن أمات سلاسل الإمداد فى الانخفاض خلال 2022.

لكن مازالت توقعات السوق ترفع الطلب على العملات الخطرة، وتزامن ذلك أيضا مع تحسن شهية المستثمرين للمخاطرة بالاتجاه نحو الأسهم  بعد النتائج الفصلية القوية التي حققتها الشركات، وقلصت تلك الأسباب نسبيا الطلب على الأصول الأكثر أمانا، لتنخفض أسعار الذهب 14.6 دولار خلال تداولات اليوم وتسجل 1787 دولارا للأوقية.

وعزز تسجيل عوائد سندات الخزانة أجل 10 سنوات أسوأ تراجع أسبوع منذ سبتمبر الماضي، من تراجع الطلب على اقتناء العملة الأمريكية بشكل كبير وأدى لاستمرار تداولها عند مستويات منخفضة ودون مستوى 94 نقطة الذي كانت استقرت عنده لفترات طويلة من أكتوبر الماضي.

بيانات الإنفاق الشخصي تطابق التوقعات

وقبل قليل، أصدر مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي بيانات مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي خلال شهر سبتمبر، والتي كشفت ارتفاع  بنسبة 0.2%، بما يطابق توقعات الأسواق، ما يجعل تأثيرها طفيف على معنويات المستثمرين، وتوقعات التضخم.

وحول توقعات التضخم الأمريكي، ترى وزير الخزانة الأمريكي، جانيت يلين أن ضغوط التضخم ستنخفض بشكل طبيعي خلال النصف الثاني بالعام المقبل، مؤكدة أن التضخم المرتفع حاليا مؤقت، ولكن ذلك لا يعني استمراره شهرا أو شهرين، لكن من المتوقع أن تبدأ أسعار الطاقة في الاعتدال خلال الأشهر المقبلة بما سينعكس على التضخم.
 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image