هل يستمر انهيار الليرة التركية؟

لا تزال أصداء قرار المركزي التركي بخفض الفائدة رغم ارتفاع التضخم سارية. حيث اقتربت الليرة التركية من أدنى مستوياتها على الإطلاق اليوم الجمعة نتيجة لنزوح المستثمرين الأجانب، ولم تحم الليرة التركية سوى عمليات صيد الصفقات بالسوق المحلية والتي حدت من الخسائر بعض الشيء.

لم يتوقع الكثيرون إقدام البنك المركزي غير المتوقع على خفض أسعار الفائدة فيما لم يقدم مؤشرات تذكر على إلى أي مدى يمكن أن تنخفض.

ونزلت الليرة، وهي عرضة للتقلبات الحادة والتباطؤ في الأسواق الناشئة منذ عدة سنوات، إلى 8.8348 منخفضةً بنحو 0.83% ومقتربة من أدنى مستوى لها الذي بلغته في يونيو حزيران عند 8.880.

وقرر المركزي التركي خفض سعر الفائدة 100 نقطة أساس على عمليات إعادة الشراء "الريبو" لأجل أسبوع ليصبح 18%.

وكان 23 اقتصاديا شملهم استطلاع لوكالة "بلومبوغ" توقعوا جميعا باستثناء واحد أن يبقي المركزي التركي معدل أسعار الفائدة الأساسية عند 19% اليوم نظرا إلى ارتفاع أسعار المستهلكين بشكل غير متوقع. 

كما تراجعت الليرة يوم الخميس عندما خفض البنك سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 100 نقطة أساس إلى 18 بالمئة على الرغم من ارتفاع التضخم، مما يعني تقديم التحفيز الذي سعى إليه الرئيس رجب طيب أردوغان منذ فترة طويلة وعزز مخاوف المحللين بشأن التدخل السياسي.

ولم يقدم البنك المركزي مؤشرات تذكر بشأن المسار المستقبلي للسياسات النقدية، لكن سوسيتيه جنرال وباركليز وجيه.بي مورجان وجولدمان ساكس (NYSE:GS) توقعوا المزيد من الخفض في أسعار الفائدة خلال الأشهر المقبلة.

ومن المتوقع أن تصل الليرة مستويات الـ 9 ليرة مقابل الدولار إذا استمرت في الانخفاض أمام الدولار الأمريكي الذي عززته تصريحات جيروم باول، محافظ الفيدرالي الأمريكي، إنه سيتم البدء في عملية التشديد قبل نهاية العام. إلا أن الدولار لم يجن التعزيزات الكاملة بسبب ضغوطات أزمة إيفرجراند الصينية.