الدولار الأمريكي في محاولة تعافي .. هل يعوض خسائره؟

الدولار الأمريكي في محاولة تعافي .. هل يعوض خسائره؟
الدولار الأمريكي

استقر الدولار بالقرب من أدنى مستوى له في أسبوع واحد خلال تداولات اليوم الخميس، وسط التفاؤل بأن إصابات متحور دلتا لفيروس كورونا لن تعرقل التعافي الاقتصادي العالمي، حيث يتطلع المستثمرون الآن إلى ندوة جاكسون هول التي يعقدها البنك الاحتياطي الفيدرالي بحثا عن أدلة حول توقيت تقليص التحفيز النقدي.

وفي الساعة 6:50 ص بتوقيت جرينتش، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي DXY، الذي يقيس العملة مقابل ستة عملات رئيسية، بنسبة 0.12% إلى 92.95 نقطة بعد انخفاضه إلى 92.801 نقطة خلال تداولات المساء للمرة الأولى منذ 17 أغسطس.

لماذا يصعد الدولار؟

أصبح المستثمرون أكثر إيجابية بشأن التوقعات الاقتصادية منذ أن وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بشكل كامل على لقاح فيروس كورونا COVID-19 الذي صنعته شركتا فايزر Pfizer وبيونتيك BioNTech يوم الإثنين، في خطوة يمكن أن تسرع التطعيمات الأمريكية. ومن المقرر أن تتم الموافقة الكاملة على اللقاحات الأخرى قريبا.

ويوم الثلاثاء، قال الدكتور أنتوني فوسي، كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة، إن فيروس كوفيد -19 قد يكون تحت السيطرة بحلول أوائل العام المقبل، مما ساهم في تعزيز حركة الدولار الأمريكي.

على جانب أخر، وبين عشية وضحاها، أظهرت البيانات أن الطلبات الجديدة للسلع الرأسمالية الرئيسية المصنوعة في الولايات المتحدة كانت ثابتة في يوليو، في حين أن التسارع في الشحنات يشير إلى أن الاستثمار التجاري في المعدات، يمكن أن يعوض التباطؤ المتوقع في إنفاق المستهلكين ويبقي الاقتصاد على مسار نمو قوي في الربع الثالث، مما يدعم حركة الدولار الأمريكي

وفي محاولة لتعافي الدولار الأمريكي من انخفاضه المستمر لمدة أربعة أيام متتالية، نلاحظ تأثر حركة العملات الرئيسية بالهبوط، حيث انخفض زوج الاسترالي دولار AUDUSD، الذي يُنظر إليه أحيانا على أنه مقياس للرغبة في المخاطرة، بنسبة 0.07% إلى 0.7269 دولار، وهو ليس بعيدا عن أعلى مستوى في أسبوع واحد عند 0.72805 دولار الذي وصل إليه في اليوم السابق.

ومقابل اليورو، تغير الدولار قليلا عند 1.17685 دولار يوم الخميس، بعد أن لامس أدنى مستوى في أسبوع واحد عند 1.1775 دولار في اليوم السابق. واستقر زوج الدولار ين USDJPY أيضا إلى حد كبير عند 109.975 ين، وهي عملة أخرى كملاذ آمن، بالقرب من مركز نطاق تداوله منذ أوائل يوليو.

ماذا ينتظر الدولار اليوم؟

سيكون التركيز الحالي للأسواق على ندوة يوم الجمعة في جاكسون هول بولاية وايومنغ، وانتظار خطاب محافظ البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، والذي سيتم تحليله بحثا عن أدلة على توقيت ووتيرة تقليص التحفيز النقدي.

وكانت الإشارات تدل على أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي ينظرون إلى تباطؤ وتيرة مشتريات السندات هذا العام، وهو الأمر الذي ساعد في ارتفاع مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى في 9 أشهر ونصف عند 93.734 نقطة يوم الجمعة الماضي.

على جانب أخر، نلاحظ أن روبرت كابلان، محافظ الاحتياطي الفيدرالي بولاية دالاس من بين أقوى المدافعين عن قرار البنك الفيدرالي الأمريكي لبدء تقليل الدعم للاقتصاد، لكنه قد يحتاج إلى تعديل وجهة النظر هذه إذا أدى فيروس كورونا إلى إبطاء النمو الاقتصادي بشكل ملموس. 

ومع ذلك، يقول العديد من مراقبي السوق إن الدولار لم يصل بعد إلى الذروة. حتى أن بعض المحللين يشيرون إلى أن التأخير في حد ذاته قد يقوي الدولار. وفي هذا الصدد، كتبت جين فولي، الخبيرة الإستراتيجية في رابوبانك، في مذكرة بحثية: "في حين أن تأجيل قرار تقليص مشتريات السندات هذا سيكون عاملا سلبيا للدولار الأمريكي من ناحية، فإن مخاوف دلتا قد تزيد في نفس الوقت من جاذبية الملاذ الآمن للدولار الأمريكي".


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image