تقرير العملات الأقوى: الدولار النيوزلندي في المقدمة، لماذا؟

تقرير العملات الأقوى: الدولار النيوزلندي في المقدمة، لماذا؟
عملات

سجل الدولار النيوزلندي ارتفاعات قوية خلال تداولات سوق العملات اليوم الأربعاء وكان أكثر العملات ربحا بنسبة تصل إلى 1.96% مستفيدا من تزايد الطلب على العملة النيوزلندية بتداولات اليوم وذلك رغم غيابا البيانات الاقتصادية المهمة المؤثرة على تداولاته، ولكن قد تكون حالة التفاؤل حيال تعافي اقتصاد نيوزلندا سريعا من تداعيات فيروس كورونا المستجد هي السبب الرئيس وراء ارتفاع الدولار النيولندي وبخاصة مع قدرة البلاد على احتواء الفيروس، واحتمالية أن يدفع ذلك الاحتياطي النيوزلندي إلى التخلي عن التيسير النقدي قريبا وبأسرع من المتوقع، بما سيساهم بقوة في دعم العملة النيوزلندية أمام العملات الأخرى.

وفي المرتبة الثانية بقائمة العملات الأكثر ربحا يأتي الدولار الاسترالي بنسبة أرباح أمام العملات الأخرى تصل إلى 1.58% مستفيدا من التفاؤل حيال تعافي الاقتصاد الاسترالي سريعا من تداعيات الفيروس التاجي الخطير، بالإضافة إلى تصريحات نائب محافظ الاحتياطي الاسترالي والتي أكد فيها على أنه لا تزال لجنة السياسة النقدية في البنك الاحتياطي الاسترالي ملتزمة بتوفير أعلى دعم من خلال الظروف النقدية، وأن الهدف من إعدادات السياسة هو دعم العودة إلى التوظيف الكامل والتضخم المتوافق مع الهدف، بالإضافة إلى أن تعافي أستراليا تجاوز كل التوقعات حتى قبل طرح لقاح فيروس كورونا، وأن الكثير من القوة غير المتوقعة للتعافي تنبع من النتائج الصحية الجيدة نسبيا في أستراليا، كما أن شكل إغلاق الحدود تحديات في بعض أجزاء الاقتصاد ولكنه لم يعيق التعافي كليا، هذه النبرة الإيجابية عززت قوة الدولار الاسترالي أمام العملات الأخرى.

وبالمرتبة الثالثة بقائمة العملات الأكثر ربحا يأتي الدولار الكندي بنسبة ربح تصل إلى 1.23% مقارنة ببعض العملات الرئيسية، ولا يزال الدولار الكندي يتعرض لضغوط بفعل صدور بيانات مبيعات التجزئة السلبية، ولكن ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة الأخيرة ودورها الكبير في دعم قوة الاقتصاد الكندي لأنها تعتبر أحد أهم وأكبر القطاعات الاقتصادية في كندا، وبالتالي فإن صعود أسعار النفط الخام خلال الفترة الأخيرة يعتبر أحد الداعمين الرئيسيين لصعود الدولار الكندي بقوة أمام العملات الأخرى، وبخاصة وأن أسعار النفط تستفيد من تعافي الطلب العالمي على النفط، بالإضافة إلى استمرار قيود الإنتاج، ومن ثم فإنه على الأرجح قد تواصل صعودها وتقدم المزيد من الدعم للدولار الكندي بسوق العملات.

وأخيرا، يأتي الجنيه الاسترليني في ذيل قائمة العملات الأكثر ربحا بنسبة أرباح تصل إلى 0.24% فقط، حيث لا تزال المخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد والطفرة الجديدة داخل بريطانيا تضغط على تحركات العملة البريطانية أمام العملات الأخرى وبخاصة بعدما ارتفعت وتيرة الإصابات بهذه الطفرة الجديدة من الفيروس داخل بريطانيا خلال الأيام القليلة الماضية، وهو ما استدعى تمديد قيود الإغلاق إلى نهاية يوليو المقبل. ولكن التفاؤل حيال تعافي الاقتصاد البريطاني سريعا وعودته إلى مستويات ما قبل أزمة فيروس كورونا لا يزال يقدم دعما للاسترليني أمام العملات الأخرى وبخاصة في ظل ترقب الأسواق لصدور قرارات بنك إنجلترا غدا الخميس والتي من شأنها أن يكون لها تأثير قوي على تحركات الاسترليني بسوق العملات.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image