(اليورو / دولار) ينتظر البيانات لتحديد اتجاه واضح في محاولة لاختراق النطاق المحدود

(اليورو / دولار) ينتظر البيانات لتحديد اتجاه واضح في محاولة لاختراق النطاق المحدود

(اليورو / دولار)
على مدار أيام التداول الماضية كان هذا الزوج هو محط أنظار الجميع حيث مر بمراحل عديدة ومستويات متنوعة بين الارتفاع والانخفاض وهو الأمر الذي يجعلنا في حيرة ونحن بصدد محاولة تحديد اتجاه العملة التي بدأت منذ يومين رحلة هبوط الزوج بواقع 100 نقطة على الأقل. كان الزوج قد افتتح تعاملات الأسبوع الجاري بالقرب من مستوى 1.4233 مع بعض التحركات لأعلى وأسفل والتي تشير في مجملها إلى الاتجاه الهابط حيث تقترب المستويات الحالية من 1.4121 وهو ما يمكننا من القول بأن الزوج تم تداوله في نطاق ضيق على مدار الأسبوع وهو أيضاً ما يمكن إرجاعه إلى مجموعة من العوامل التي من بين أهمها ما يلي:


- اتجاهات المخاطرة (شهية المخاطرة - تجنب المخاطرة) ومستويات تداول الدولار الأمريكي.
- البيانات الأساسية لمنطقة اليورو.
- أمور ذات صلة بآليات وظروف التداول في سوق العملات.
وسوف نحاول تناول كل واحد من هذه العوامل بالتفصيل فيما يلي:

أولاً: اتجاهات المخاطرة:
مارس الدولار الأمريكي هذا الأسبوع لعبة استعراض العضلات بالارتفاع إلى مستويات غير مسبوقة لأسباب مختلفة أهمها ما تتابعه الأسواق يومياً وباهتمام شديد وهو شهية المخاطرة وما تعرضت له من تراجع على مدار الأسبوع وهو الأمر الذي من الطبيعي أن يؤدي إلى انخفاض اليورو مقابل الدولار والذي تكرر عدة مرات منذ منذ بداية الأسبوع الحالي والذي تحول إلى العكس تماماً اليوم بتجاوز مؤشر S&P500 للحاجز النفسي الذي يمثله مستوى 1000 بسبب تلك الموجة الإيجابية من تقارير أرباح الشركات الأمريكية والأوروبية وهو ما أوقد نيران شهية المخاطرة وأدى إلى هبوط حاد للدولار الأمريكي في أعقاب الدفعة القوية التي تلقتها شهية المخاطرة من أسواق الأسهم الأسيوية التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من الارتفاع بالأمس. منذ ذلك الحين مقابل جميع العملات الرئيسية عدا الين الياباني. يؤيد ذلك ارتفاع (اليورو / دولار) إلى مستوى 1.4128 مقابل 1.4050 وهو المستوى الذي حدده الكثير من المحللين كمستوى الدعم الأساسي للزوج..

ثانياً: البيانات الأساسية لمنطقة اليورو:

سيناريو التحسن:
تحسنت قراءة مؤشر GFK الألماني والتي ارتفعت للشهر الثالث على التوالي إلى 3.5 من 2.9. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت أسعار الواردات لأول مرة منذ يوليو 2008 بنسبة 0.4%، مما يساهم في إزالة مخاوف الانكماش. كما ارتفعت أسعار الواردات الألمانية إلى 0.4% مقابل القراءة السابقة التي أشارت إلى 0.0 وعلى الرغم من مجيئها أقل من التوقعات إلا أنه عكست ارتفاع ملحوظ في الأسعار..


كما تحسنت قراءة مؤشر التغيرات في البطالة الألمانية اليوم ليشير إلى انخفاض بواقع 6000 وظيفة مقابل التوقعات التي أشارت في وقت سابق إلى زيادة بواقع 44000. جدير بالذكر أن اليورو حقق تقدماً فاق التوقعات التي اجمعت أول أمس على استمرار الهبوط وذلك اعتماداً على تحسن قراءة الثقة حيث سجل مؤشر ثقة الأعمال لمنطقة اليورو ارتفاعاً ملحوظاً إلى 2.71- مقابل القراءة السابقة التي سجلت 2.92-. كما تحسن معدل ثقة المستهلك الأوروبي لتسجل 23.- مقابل 24- سجلتها القرءاة السابقة. كما التحقت الثقة الاقتصادية بركب التحسن عندما أشار مسح الثقة الاقتصايدية لمنطقة اليورو إلى ارتفاع إلى 76 مقابل القراءة السابقة التي سجلت 73.2، كما جاءت قراءة مؤشر أسعار المنتجين الفرنسي لتسجل أعلى المستويات منذ 10 أشهر. بصفة عامة، ترجح البيانات الأوروبية الصادرة اليوم ضرورة متابعة ما يمكن أن يحدثه هذا التحسن من آثار إيجابية على قراءة النمو.

سيناريو التدهور:
في نفس الوقت، كانت هناك بعض البيانات التي عكست تدهور اقتصاد منطقة اليورو والتي ظهرت على مدار الأسبوع الحالي وهي تدهور قراءة المعروض النقدي M3 لمنطقة اليورو إلى 3.5% 3.7% سجلتها القراءة السابقة علاوة على هبوط معدل إقراض القطاع الخاص إلى 1.5% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 1.8%. علاوة على ذلك، تحول مؤشر أسعار المستهلكين الألماني إلى المنطقة السالبة ليصل إلى 0.3-% مقارنةً بالعام الماضي وهو ما يمثل الهبوط الأول على الإطلاق منذ 22 سنة وهو ما يجعل أصابع الاتهام تشير في المقام الأول إلى أسعار الغذاء والطاقة وعلى العكس من مؤشر أسعار المستهلكين الألمان.


وهو ما يرجح تغلب البيانات التي تعكس التحسن عن نظيراتها التي تعكس التدهور وهو الأمر الذي يحملنا على توقع اتخاذ (اليورو / دولار) الاتجاه الصاعد من وجهة النظر الأساسية. على الرغم من ذلك، ومما لاشك فيه أن السبب الوحيد في تحسن الأداء الاقتصادي في منطقة اليورو هو عمليات التحفيز ومخططات التوظيف التي يتم تفعيلها في منطقة اليورو. وحتى يثبت لنا تقدم قراءة مؤشر أسعار المستهلك، أهم مؤشرات التضخم، لن نتمكن من القول بأن اقتاصد منطقة اليورو حقق الحد الأدنى من الاستقرار. كانت حركة سعر (اليورو / دولار) أثناء التعاملات الليلية تعكس عجز الزوج عن تجاوز مستوى 1.4100 وهو الوضع الذي يرجح عودة الزوج لاختبار مستوى 1.4000. على الرغم من ذلك، تظل محاولات وقف الصفقات عند المستوى المشار إليه من أهم العوامل التي من الممكن أن تؤدي محاولة الزوج لتحقيق المزيد من الارتفاع قبل معاودة الهبوط مرة ثانية..


أمور ذات صلة بآليات وظروف التداول في سوق العملات:
المنظور الفني: خلو الساحة من ثيران اليورو:

بدأت موجة من صفقات الشراء يوم الجمعة الماضية استهدفت اتخاذ الكثير من المتداولين لمواقف شراء لليورو وبيع للدولار الأمريكي حيث ارتفعت مواقف شراء اليورو إلى 34722 مقابل 13899 سجلتها تعاملات الأسبوع الماضي وذلك بداية من 21 يوليو. يشير ما سبق إلى أعلى معدلات مواقف شراء اليورو منذ مارس 2008 والارتفاع الأكثر حدة منذ وقت طويل. ومن الطبيعي في ضوء ارتفاع مواقف الشراء أن نتوقع إقبال الزوج على عمليات جني أرباح مكثفة مما قد يحمل بين طياته أخبار سيئة لليورو جيدة للدولار حيث يعني ذلك أن هؤلاء الذين لديهم الرغبة في شراء اليورو قد حددوا مواقف شراء بالفعل وهو ما يشير إلى خلو السوق من ثيران اليورو باستثناء أعداد قليلة وينذر بعمليات جنى أرباح يتعرض لها زوج (اليورو / دولار) في وقت قريب..


على صعيد منفصل تلعب البيانات المتبقية على مدار يوم التداول المتبقي من الأسبوع الجاري والتي يأتي على رأسها القراءة الأولية للناتج الإجمالي المحلي للولايات المتحدة حيث من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 1.5% للربع الثاني من العام الجاري وسط توقعات بهبوط الإنفاق الشخصي بنسبة 0.5% وتراجع في الطلب المحلي بنسبة كبيرة مما يضعف سيناريو التعافي الاقتصادي واستمرار تأثر قطاع الأعمال بتراجع قطاعي التوظيف والاستثمار وهو ما يعمل على الإضرار بشهية المخاطرة والمزيد من الهبوط للدولار مما يرجح إمكانية ارتفاع زوج (اليورو / دولار)..


على الرغم من ذلك، لا زال في جعبة المفكرة الاقتصادية ما يمكن أن ينعكس سلباً على اليورو وهي التقديرات الأولية لمؤشر أسعار المستهلكين بمنطقة اليورو والتي من المتوقع أن تشير إلى انخفاض الأسعار بنسبة 0.4-% مقابل القراءة السابقة التي سجلت انكماش الأسعار بنسبة 0.1% فقط. كما تحمل إلينا المفكرة الاقتصادية معدل البطالة في منطقة اليورو والتي تشير توقعاتها إلى الارتفاع إلى 9.7% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 9.5% وهو ما يمكن أن يقضي على الإيجابية التي حققها معدل البطالة الألمانية بالانتقال إلى 8.3% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 8.4%..

 

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image