هل تنحسم اتجاهات الأسواق اليوم على المدى القريب؟ (تعليق السوق)

مُنى الدولار بيوم جيد آخر بالأمس مع تكاتف العوامل التي دعمت تدفقات الملاذ الآمن ومن ثم الدولار. ويرجع الحافز الرئيسي وراء ذلك إلى تذبذب أسواق الأسهم بالصين وسط المخاوف بالتدخل الرسمي في الإقراض البنكي لمنع تكون فقاعة الأصول. هذا وقد اتسمت التعاملات في بورصة شنغهاي بالتذبذب حيث انخفضت بنحو 9% ولكنها انهت على انخفاض قدره 5% فقط. ثانيا، جاءت البيانات الأمريكية محبطة مع انخفاض طلبات السلع المعمرة بنحو 2.5% مقابل -0.6% المتوقعة. علاوة على ذلك، كرر البيج بوك نبرة الحرص التي تبناها بيرنانك رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي.

كما ازدادت موجة الحرص من قبل مزاد السندات الأمريكي المحبط بالأمس. هذا وقد وصل عائد سندات الخزانة لأجل 5 سنوات المقدرة بـ 39 مليار دولار إلى 2.689%، ليفوق المتوقع عند 2.63%، كما تراجعت نسبة العروض إلى التغطية لتصل إلى 1.92، وهى الأدنى منذ سبتمبر. وسنترقب اليوم بيانات مزاد السندات لأجل 7 سنوات من أجل التوصل إلى علامات أخرى لتدل على ضعف الطلب على السندات الأمريكية. هذا وقد أدى ارتفاع العوائد إلى صعود زوج (الدولار/ ين) مما أدى زيادة مكاسب الدولار.

ومن هنا اتسمت التداولات بالأمس بتضاءل شهية المخاطرة، مع أغلاق وول استريت في المنطقة الحمراء، وارتد الدولار بنسبة 1.7% من المستويات المنخفضة المحققة مسبقا. هذا وقد انخفض اليورو إلى أدنى مستوى منذ أسبوعين، ولكنه توقف بالقرب من الحاجز النفسي عند 1.40. وعلى الرغم من ذلك، يضع اليوم الثاني على التوالي من البيانات السلبية (تراجع أرباح الشركات) شهية المخاطرة محل التساؤل حيث لا يساعدنا على تحديد اتجاه واضح لها وهو الوضع الذي من الطبيعي أن يؤدي إلى عمليات جني أرباح مكثفة وتراجع ملحوظ عن عمليات شراء العملات في حالة استمرار المستويات الحالية.

هذا وقد تلقت السلع ضربة أخرى من انعكاس شهية المخاطرة مع تكبد البترول والنحاس ويلات عمليات البيع. حيث انخفضت أسعار البترول ليقترب من أدنى المستويات المحققة خلال أسبوعين حيث أظهرت بيانات مخزونات النفط الخام الأسبوعية ارتفاع المخزون بنحو 5.15 مليون برميل مقابل الانخفاض المتوقع بـ 1.5 مليون.

بدء الدولار النيوزيلندي الجلسة الأسيوية على تراجع في أعقاب قرار البنك الاحتياطي النيوزيلندي بالإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير عند 2.5% كما كان متوقعا، ولكن ما يعد مفاجاً هو موقف البنك في تصريحاته عن قوة الدولار النيوزيلندي. حيث تشير التصريحات إلى أنه إذا لم يتراجع الدولار النيوزيلندي عن المستويات الحالية فمن المحتمل أن يرغب البنك في التدخل للتصرف في الأمر. ومن المحتمل أن يتخذ التدخل شكل شفهي في حين تقل احتمالية التدخل الفعلي. كما ذكر البنك الاحتياطي النيوزيلندي احتمال انخفاض أسعار الفائدة إلى أبعد من ذلك ولكن لصالح انخفاض الدولار النيوزيلندي. هذا وقد انخفض الدولار النيوزيلندي ولكن ليس بشكل حاد.

ويبدو أن أسيا واصلت نبرة تضاءل تدفقات المخاطرة، ولكن أدت التصريحات الصادرة عن بنك الصين حول موقفه لاتخاذ سياسة تسهيل نقدي إلى بعض عمليات شراء للأزواج التقاطعية للين و عملات المخاطرة. ومع ذلك، فشلت أزواج العملات في اختراق المستويات السابقة كما هبط مؤشر شنغهاي المركب إلى المنطقة السالبة بمرور اليوم. وفي النهاية يمكن القول بأن تحركات أسواق العملات في أسيا لم تكن بالقوة التي نستطيع أن نتنبأ بها حركة العملات بعد ذلك.

علاوة على ذلك، كان للبيانات في أسيا تأثير ضعيف. حيث جاءت بيانات تصاريح البناء بأستراليا لتفوق التوقعات بـ 9.3% مقابل 6%، في الوقت الذي جاءت فيه بيانات الانتاج الصناعي الياباني لتتوافق مع التوقعات. حيث ارتفع الانتاج الصناعي بنحو 2.4% في أعقاب صعوده الشهر الماضي بنحو 5.7%، كما ظهرت التطلعات إيجابية بالنسبة لشهر يوليو مع مراجعة البيانات لتصل إلى 1.6% من 0.9% للانتاج التصنيعي. بالإضافة إلى ذلك، هبطت المخزونات بنحو -1% وكذلك الشحنات بنحو 3.5%.

وفي الفترة الأمريكية، من المقرر صدور بيانات مؤشر أسعار المواد الخام و مؤشر أسعار السلع الصناعية بكندا وكذلك إعانات البطالة الأمريكية، بالإضافة إلى مزاد السندات لأجل 7 سنوات.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image