الدولار يتذبذب بعد وصوله لأعلى مستوياته منذ أكتوبر 2020

الدولار يتذبذب بعد وصوله لأعلى مستوياته منذ أكتوبر 2020
الدولار الأمريكي

وصل مؤشر الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ أكتوبر 2020 خلال تداولات أمس. وصعد بنسبة 0.37% مقابل العملات الرئيسية الأخرى إلى المستويات 92.50 نقطة، لكنه بدأ في التراجع بعد ملامسة هذه المستويات وسط هدوء في السوق الأمريكي وغياب البيانات الاقتصادية الهامة التي قد تقود حركة الدولار خلال اليوم.

مؤشر الدولار الأمريكي يقيس أداء العملة أمام سلة من ست عملات رئيسية وبالتالي ارتفاع مؤشر الدولار يقود بقية العملات للهبوط. فيما يشير هبوط مؤشر الدولار إلى إمكانية صعود بقية العملات الرئيسية على مدار التداولات.

وتعتبر البيانات الاقتصادية الوحيدة المنتظرة في السوق الأمريكي هى بيانات مؤشر الأعمال الصغيرة NFIB الذي يقيس أداء االشركات الصغيرة التي تعمل كمشروع مستقل يهدف للربح، والذي يوظف مابين 1 إلى 250 شخص وليس من ضمنهم أصحاب العمل. ويعد تأثير هذا المؤشر ضعيف على الدولار الأمريكي، لذا لا يهتم به المتداولون كثيرا.

وبالتالي ينصب تركيز الأسواق على أول حدث هام يخص حركة الدولار الأمريكي وهو مؤشر أسعار المستهلكين الذي يقيس أداء التضخم في الولايات المتحدة والمنتظر صدوره غدا في الساعة 1:30 م بتوقيت جرينتش مع توقعات إيجابية في حال تحققها قد تدفع الدولار الأمريكي لمواصلة الصعود.

ويعتبر مؤشر أسعار المستهلكين هام لأنه يقيس التغير في أسعار السلع والخدمات المقدمة للمستهلكين على أساس سنوي وهو المقياس الأول لمعدلات التضخم. الجدير بالذكر أن التضخم يعني ارتفاع أسعار السلع والخدمات بوجه عام. وتعد العلاقة بين التضخم ومعدلات الفائدة عامل مهم لفهم كيفية تأثير هذا المؤشر على الأسواق والاستثمارات، لذا يتميز هذا المؤشر بأهمية كبرى خاصة مع انتظار الأسواق العالمية لقرارات البنك الفيدرالي الأمريكي وتقرير التوقعات الاقتصادية يوم الأربعاء من الأسبوع المقبل.

وقد لقى الدولار الأمريكي صعود بدعم من إيجابية بيانات قطاع التصنيع الأمريكي ثم بيانات سوق العمل الأمريكية، وأخيرا تصويت مجلس الشيوخ على حزمة التحفيز بالموافقة يوم السبت الماضي. وذلك بسبب أن هذا التحفيز قد يعزز انتعاش الاقتصاد بوتيرة أسرع هذا العام، كذلك أدت المخاوف بشأن ارتفاع التضخم إلى ارتفاع عائدات السندات على الرغم من تأكيدات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بأن السياسة النقدية ستظل فضفاضة.

ومع صعود عائدات السندات الأمريكية واستمرار البيانات الإيجابية في الصدور. تظل جميع العوامل الإيجابية والدافعة لتحسن حركة الدولار الأمريكي قائمة. ويعتبر الهبوط والتذبذب أمر وارد بعد كل صعود قوي. لذا قد تستمر حركة الدولار الأمريكي المتذبذبة والتي بدأها اليوم حتى ظهور أنباء جديدة أو صدور بيانات اقتصادية تحدد مصيره المقبل.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image