تقرير العملات الأقوى: الدولار الاسترالي يتصدر القائمة، فلماذا؟

خلال تعاملات سوق العملات اليوم الخميس، سجل الدولار الاسترالي ارتفاعات قوية وكان بين أكثر العملات ربحا ليتصدر القائمة بنسبة أرباح تصل إلى 2.24% خلال التعاملات، وذلك رغم غياب البيانات الاقتصادية المهمة المؤثرة على تداولاته، باستثناء صدور توقعات معهد ملبورن للتضخم والتي تجاوزت القراءة السابقة، حيث سجلت التوقعات نحو 3.7% وذلك مقارنة مع التوقعات السابقة والتي سجلت نحو 3.4% فقط، وهو ربما يعطي مؤشرا على ارتفاع معدلات التضخم في استراليا بما قد يدفع الاحتياطي الاسترالي إلى التخلي عن الفائدة المنخفضة قريبا وبخاصة وأنه يستهدف ارتفاع معدلات التضخم كأحد أهداف البنك. كما أن تصريحات وزير الخزانة الاسترالي بأن الاقتصاد الاسترالي نما بأكبر من المتوقع، وأن المشاركة في سوق العملات سجلت أرقام مفاجئة، عزز قوة الدولار الاسترالي بسوق العملات.

وربما يكون الدولار الاسترالي استفاد من التصريحات الإيجابية المتبادلة بين رئيس الصين والرئيس الأمريكي حول ضرورة التعاون واستمرار العلاقات بين البلدين، وبخاصة وأن الصين تعتبر من أكبر الشركاء التجاريين لاستراليا، وبالتالي فإن التطورات الإيجابية في الصين تؤثر إيجابيا على الدولار الاسترالي بسوق العملات.

وفي المرتبة الثانية بقائمة العملات الأكثر ربحا جاء الدولار النيوزلندي بنسبة أرباح تصل إلى  1.10%، مستفيدا أيضا من التطورات الإيجابية بين الصين والولايات المتحدة باعتبار نيوزلندا أيضا شريكا تجاريا قويا للصين، وبالتالي فالعلاقات الإيجابية بين الصين والولايات المتحدة تنعكس إيجابيا على الاقتصاد الصيني وعلى شركاؤها التجاريين وعلى رأسهم نيوزلندا.

وفي المرتبة الثالثة بقائمة العملات الأكثر ربحا اليوم الخميس، جاء الدولار الكندي، فلا يزال الدولار الكندي يسجل أرباحا قوية خلال التداولات بسبب استفادته بارتفاعات أسعار النفط والتي تستمر منذ أسبوع تقريبا مستفيدة من حالة التفاؤل حيال تعافي الطلب العالمي على النفط الخام مع هدوء وتيرة تفشي فيروس كورونا المستجد، وبالتالي، فإن ارتفاع أسعار النفط يدعم الدولار الكندي بقوة بسوق العملات وبخاصة وأن القطاع النفطي من أكبر القطاعات الدعمة للاقتصاد الكندي بقوة، كما أن تصريحات رئيس وزراء كندا حول ضخ استثمارات ضخمة لضخ المزيد من الوظائف في الاقتصاد لا تزال تدعم الدولار الكندي أيضا بتعاملات سوق العملات وبخاصة وأن هذه الاستثمارات ستعزز من النمو الاقتصادي بالبلاد خلال الفترة المقبلة.

وأخيرا،  جاء اليورو ضمن المرتبة الأخيرة بقائمة العملات الأكثر ربحا بنسبة أرباح تصل إلى 0.08% فقط، فلا يزال اليورو يتخوف من تباطؤ النمو الاقتصادي بمنطقة اليورو  وبخاصة بعدما قامت المفوضية الأوروبية اليوم الخميس بتعديل توقعاتها لنمو منطقة اليورو والتي أصبحت أكثر سلبية، حيث تتوقع نمو اقتصاد منطقة اليورو بشكل أقل مع تضرر الاقتصادات الأوروبية من فيروس كورونا المستجد، هذه التعديلات ساهمت في الإضرار بتعاملات اليورو أمام العملات الرئيسية الأخرى.