الدولار الأمريكي يسجل المزيد من التراجع اليوم، فما الأسباب؟

استمر مؤشر الدولار الأمريكي في التراجع لليوم الرابع على التوالي منذ نهاية الأسبوع الماضي، بالتزامن مع سلبية البيانات الاقتصادية الصادرة في الولايات المتحدة بجانب ترقب الأسواق لقرار الكونجرس الأمريكي بشأن حزمة التحفيز الضخمة التي أعلن عنها الرئيس جو بايدن في وقت سابق.

وخلال تداولات اليوم وحتى الساعة الأخيرة، تراجع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء العملة أمام من سلة من 6 عملات رئيسية بنسبة 0.06%، ووصل حتى الساعة الأخيرة إلى مستويات 90.38، فيما كان أعلى مستوى وصل له مؤشر الدولار الأمريكي خلال اليوم عند 90.52 ببنما كان أدنى مستوى عند 90.25.

وكانت الخسائر الدولار الأمريكي قد بدأت منذ نهاية الأسبوع الماضي مع إعلان مكتب العمالة الأمريكي عن بيانات سوق العمل الأولى في 2021 خلال يناير الماضي والتي جاءت مخيبة للآمال، الأمر الذي دفع مؤشر الدولار الأمريكي للتراجع للمرة الأولى عقب خمسة أيام من الارتفاعات المتتالية.

بداية متباينة لبيانات سوق العمل الأمريكي في 2021

هذا، واستمرت البيانات الاقتصادية السلبية في الصدور مع الإعلان عن بيانات التضخم اليوم حيث استقر  مؤشر أسعار المستهلكين الشهري عند النسبة 0.3% بما يطابق توقعات الأسواق لكنه أقل من القراءة السابقة للمؤشر في ديسمبر الماضي حيث سجلت 0.4%. في الوقت نفسه، جاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي أقل من توقعات الأسواق، حيث استقر المؤشر عند المعدلات الصفرية دون توقعات بتسجيل 0.2%. وفور صدور تلك البيانات تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بينما صعدت أسعار الذهب أعلى مستويات 1,850 دولار للأوقية.

ولم تكن البيانات الاقتصادية هي المؤثر الوحيد على تحركات الدولار الأمريكي خلال اليوم، فقد ظلت الأنباء المتعلقة بحزمة التحفيز الأمريكية في السيطرة على تحركات الأسواق من جديد مع تصاعد التوقعات باقتراب الكونجرس الأمريكي من الموافقة على الحزمة التي تبلغ حوالي 1.9 تريليون دولار. وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قد أعلن عن تلك الحزمة في وقت سابق مع بداية العام الجاري.

وواجهت تلك الحزمة العديد من الانتقادات بسبب حجمها الضخم، وفور الإعلان عنها زادت التكهنات حول رفض تلك الحزمة بسبب اعتراض نواب الحزب الجمهوري، ولكن خلال تداولات الأسبوع الماضي ذكرت تقارير أن نواب الحزب الديمقراطي قد تقدموا بمقترح للموازنة تمهيدا لإقرار حزمة التحفيز دون الحاجة للحصول على أغلبية كبير من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي.

وزادت الضغوط على الدولار الأمريكي نظرا لأن تلك الحزمة ستتسبب في زيادة السيولة في الأسواق، خاصة بعد إعلان إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مساء أمس عن التوصل إلى مقترح جديد حول بعض البنود مع نواب الحزب الديمقراطي، على أن يصوت مجلس النواب على مشروع قانون حزمة التحفيز في 22 فبراير.