السوق اليوم : ملاحظات توضع في عين الاعتبار

الاتجاه العرضي هو الحل الأمثل

التعليقات :

على الرغم من انتشار المخاوف في العديد من الأسواق بشأن صحة الاقتصاد العالمي في الوقت الحالي، فإن حالة التفاؤل المفرطة التي سادت الأسواق مؤخراً أدت إلى دعم ارتفاع أسعار الأسهم بشكل ملحوظ. وفي الحقيقة، شهد الأسبوع الحالي ارتفاعاً استمر لمدة مائة يوم. ومن المؤكد، فبالنظر إلى مؤشر الداوجونز على سبيل المثال فسوف نرى أنه شهد ارتفاعاً غير مسبوقاً خلال هذه الفترة منذ 25 عام. فعلى مدار هذه الفترة، ارتفع الداوجونز بنسبة 37.9%، مقارنة بارتفاعه بنسبة 31% و 35% في منتصف ونهاية عام 1980، بالإضافة إلى ارتفاعه بنسبة 39% في أبريل 1975، حيث من المتوقع أن يصل ارتفاعه الحالي إلى هذه النسبة أيضاً.

فإن إمكانية دعم صعود الداوجونز والأسهم بوجه عام يمثل قضية أخرى (حيث تراجع مؤشر شنغهاي المجمع بأعلى نسبة منذ نوفمبر الماضي). فعلى الرغم من ذلك، يتضح أن التوقعات الدقيقة لمستقبل الأسهم سوف تساعد على دقة توقعات مسار الدولار، في ظل علاقته الوثيقة بشهية المخاطرة والتي اتسم بها في الأونة الأخيرة. وبتقييم أداء الدولار، نجد أنه يشير إلى تحول محتمل في اتجاه السوق. ففي الوقت الذي حقق فيه الداوجونز مكاسب هائلة منذ مارس الماضي، هبط الدولار بنسبة 11.5%- وهي نسبة لم يتعداها الدولار إلا في أربعة مرات على مدار العقدين الماضيين. وفي الحقيقة، لم يتجاوز هبوط الدولار نسبة 10% في فترة مائة يوم، إلا في يناير 1990، أكتوبر 1990، يناير 1992، سبتمبر 1992، يوليو 2002 و يناير 2004. وهو ما يشير إلى إمكانية تحول الاتجاه بالأسواق، والذي قد يسبقه حركة عرضية مؤقتة.

وبذلك، لا توجد أسباب قوية تؤكد اقتراب نقطة التحول، كما هو مرجح بالعودة إلى هبوط الدولار بحوالي 13% في 1992، 2002 و2004، وبالتالي من المحتمل أن تتكرر فترة ما بعد عقد اتفاقية بلازا وهي الفترة التي هبط فيها الدولار بنسبة 16%. على الرغم من ذلك، هناك سبب أخر يبرر اقتراب نقطة التحول. ففي ظل ارتفاع شهية المخاطرة، تتطلع الأسواق إلى صعود زوج (اليورو/دولار) ليتعدى مستوى 1.4310 الذي سجله في يونيو الماضي. ورغم ذلك، فإن مؤشر القوة النسبية يلقي ببعض الشكوك حول مدى قوة الدفع وراء هذا التحرك. فمنذ نهاية العام الماضي، كل ارتفاع جديد سجله زوج (اليورو/دولار) كان يؤدي حتماً إلى هبوط ملحوظ في القوة الدافعة نحو الصعود، وهو ما يرجح هبوط الثقة بالأسواق. وبالفعل، فإن تطلع الأسواق إلى صعود زوج (اليورو/دولار) في الأونة الأخيرة شهد بالمثل ضعفاً في القوة الدافعة (حيث يستقر مؤشر القوة النسبية في الوقت الحالي عند مستوى 54.80 منخفضاً عن المستوى الذي سجله يوم الأثنين عند 60.2، وقمته التي سجلها الأسبوع الماضي عند 60.4. على الرغم من ذلك، لا يمكننا التكهن بأي شئ يتعلق بتوقيت هذا التحول، حيث أن الاتجاه العرضي يظل هو الحل الأمثل في الوقت الحالي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image