تدخل البنك الوطني السويسري أصبح أمرًا غير محتمل


دفعت الأزمة التي تشهدها واشنطن باليورو نحو المستوى 1.45 أمام الدولار الأمريكي. وقد جاءت البيانات الأوروبية جيدة مما أثر على اليورو بالإيجاب. فقد هبط مؤشر ثقة المستهلك الألماني على نحو طفيف، ولكن ارتفع مؤشر الثقة الفرنسي. كما تضاربت التعليقات الخاصة بمسئولي البنك المركزي الأوروبي، حيث صرح بيني سماجي، عضو مجلس البنك المركزي الأوروبي، بأن اقتصاد منطقة اليورو لا يشهد انتعاشًا قويًا، الأمر الذي يجعل البنك المركزي الأوروبي على موقفه حيال معدلات الفائدة.


وعلى الجانب الآخر، يرى ليبستوك، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، أن النمو سيتطلب ضغوطًا تضخمية، حيث إنه في حالة الإبقاء على معدلات الفائدة كما هي منخفضة لفترة طويلة، فإن ذلك قد يؤدي إلى زيادة شهية المخاطرة. وفي ظل وجود أحد الأعضاء الذي يتبنى سياسة الحذر والآخر يتبنى سياسة الترقب، فإن البنك المركزي يشهد حالة من التذبذب، مما يعني أنه من المحتمل أن يبقي على معدلات الفائدة خلال شهر أغسطس.


وعليه، فإن الفرنك السويسري يعد الأفضل في آدائه على الرغم من هبوط مؤشر UBS للاستهلاك مسجلاً قراءة قدرها 1.48 مقارنة بالقراءة السابقة له عند 1.88. وقد شهد النمو بسويسرا تباطؤًا، حيث لن تؤدي قوة الفرنك السويسري إلى تحسين الأوضاع. فمنذ بداية العام ونحن نلحظ أن الفرنك السويسري هو الأفضل أداءً، حيث يرتفع أمام نظائره من العملات. ومن الصعب التصديق بأن الفرنك السويسري قد ارتفع بنسبة 14% أمام الدولار الأمريكي، وبنسبة 10% أمام الين الياباني والجنيه الاسترليني والدولار الكندي منذ عام حتى الآن.


وعلى الرغم من ذلك، فإن البنك الوطني السويسري عادةً ما يضع تركيزه على الزوج يورو/فرنك وليس دولار/فرنك، لأنه سيكون من الصعب على البنك المركزي الذي تدخل في السابق أن يتجاهل قوة عملته أمام العملات الأخرى غير اليورو. ولكن البنك الوطني السويسري اتسم بالهدوء النسبي خلال الأسابيع الأخيرة، مصرحًا بأنه من المحتمل أن يتدخل في حالة ما إذا مثل الانكماش تهديدًا حقيقيًا، ولكنه في الوقت الحالي لا يعد تهديدًا. وبعد أن أخفق البنك الوطني السويسري في احتواء ارتفاع الفرنك السويسري خلال العام الماضي، فإنه يبدو وكأنه بعيدًا عن الأسواق. وفي الوقت الحالي، فإننا نعتقد أن الفرنك السويسري سيظل يشهد طلبًا، إلا في حالة حدوث أي تقدم إيجابي بشأن المحادثات التي تجري حول أزمة الديون التي تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image