الجولة الأخيرة من المحادثات الاستراتيجية و الاقتصادية بين الصين و الولايات المتحدة الأمريكية

التلخيص :

جاءت نتائج الجولة الأخيرة من المحادثات الاستراتيجية و الاقتصادية بين كلاً من الصين و الولايات المتحدة الأمريكية لتوفر مساحة لبعض التعليقات حول السياسة النقدية .

التعليقات :

كما نوهنا من قبل ، يبدو أن الصين قد قررت أن أكثر الاستراتيجيات تأثيراً و التي يمكن أن تتبعها من أجل حماية ما لديها من احتياطي عملات هو الاستمرار في تذكير الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة الدعم للدولار الأمريكي . فأكثر الأمور وضوحاً على هذا هو أما جاء به نائب رئيس الوزراء الصيني وانج ( الذي دعا مجموعة الدول السبع العظمى إلى الإبقاء على سعر الصرف للعملات الأساسية مستقرة من خلال تنسيق سياسة خاصة بسعر الصرف) و كذلك نائب وزير الخارجية و الذي صرح ( بالطبع نحن نأمل أن يظل سعر صرف عملة الاحتياط الرئيسية مستقرة ).

أما عن أخر علامات هذه الحملة فقد تأتت من الجولة الأخيرة من تلك المحادثات الثنائية و التي بدأها وزير الخزانة السابق باولسون و الذي تحدث يوم الأمس في أعقاب اليوم الأول من المحادثات .، هذا و قد أعرب مساعد وزير المالية الصيني زو قائلاً : " نحن نأمل كثيراً أن ينخفض عجز الموازنة الأمريكية عام بعد عام ، و ذلك وفقاً لأهداف إدارة أوباما . كما ذكّر مضيفي الجولة بأن :" الصين لديها قدر ضخم من الاستثمار في الولايات المتحدة الأمريكية ، و خصوصاً في مجال سندات الخزانة "، كما اعرب بمنتهى الصراحة قائلاً :" إننا نركز على أمن الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة " و أضاف : " أن الصين ترغب في استقرار الدولار الأمريكي . و ربما لم يثر هذا دهشة الحاضرين، إلا أن مسئول الخزانة و المنسق لتلك المحادثات ديفيد لوفينجر لم يكن مستعداً للإدلاء بالمزيد. فقد صرح بمنتهى البساطة : " لقد تحدثنا حول سياسة سعر الصرف الخاصة بالصين ، و قد أفصحوا عن رغبتهم في إصلاح النظام المالي العالمي ، لذا فليس لدى المزيد للإفصاح عنه .

هناك دليلاً من الماضي على أن الإدارة الأمريكية قد ترضخ بالفعل للضغوط الصينية بشأن قضية السياسة النقدية. و أبرزها ما حدث في العام الماضي و الذي كان تحولاً كبيراً في مستوى الدعم الشفهي للدولار الأمريكي حيث أكد على ذلك باولسون وزير الخزانة الأمريكية السابق في أعقاب التعليقات الصريحة من قبل رئيس الوزراء الصيني وين . و بالمثل يجدر بنا الإشارة إلى الزيارة التي قام بها باولسون لمنطقة الخليج في مايو من العام الماضي ،فسلسلة البيانات الداعمة للدولار الأمريكي و التي برزت مسبقاً ( بما فيها بيانات كلاً من الرئيس بوش و رئيس البنك الفيدرالي برنانك) . فلعل أكثر الأمور الجديرة بالاهتمام من بين هذا هو التصريحات الصادرة عن باولسون لوكالة CNBCالإخبارية حيث قال : " لن استبعد أبداً استخدام أى وسيلة من وسائل السياسة النقدية حتى و إن كانت التدخل في ( في أسواق العملات ). فإنا لا أستطيع أن أعطي أى تكهن حول ما سوف نقوم به أو ما لم نقوم به . و بالنظر إلى إدارة بوش المعارضة لسياسة التدخل ،فهذا يبدو أمراً واقع.

و من الجدير بالذكر أن الإدارة الأمريكية الحالية ليست في وضع يسمح لها بتوبيخ الصين كما كانت تفعل بالماضي. وعلى وجه الخصوص، إن الحجم الهائل من الأموال اللازمة لدعم برنامج الانفاق المالي يعني أنه لا يوجد طرف ذو سلطة أكبر في إطار العلاقة بين البلدين. وعوضا عن ذلك، تتحاور الجهتين كشركاء أكثر من أي شيء آخر. وفي الواقع تم التركيز على تلك النقطة من قبل " داي " وزير الخارجية الصيني والذي أشار إلى الحقيقية القائلة بعدم تكرر حدوث التفاعل بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، كما لم تتقارب المصالح بهذا الشكل من قبل، كما لم يحدث من قبل أن كان التعاون بين الدولتين على هذا النطاق، وأخيرا لم تعد القوة الدافعة وراء تطور العلاقات الصينية - الأمريكية بمثل تلك القوة.

جاء ذلك في ظل تعرض الدولار الأمريكي لضغط جديد مقابل معظم العملات الرئيسية. فمنذ 9 مارس، أي قبل البدء في سياسة التسهيل النقدي من قبل لجنة الاحتياطي الفيدرالي، انخفض مؤشر الدولار ما يزيد عن 12% مع تسارع الخسائر التي بدأت خلال الثلاثة أسابيع الماضية. ونتيجة لذلك يبدو أن المسؤولين الصينين في حالة اشتياق لرؤية تدخلات لفظية من قبل الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن. لذلك سيكون من الممتع انتظار البيان الختامي للقمة والذي من المقرر صدوره في وقت آخر خلال اليوم، وكذلك التصريحات اللاحقة في المؤتمر الصحفي، كما سنترقب أي تعليقات تظهر في سهرة العشاء الساعة 23:00 بتوقيت جرينتش من قبل جيثنر و هيلاري كلينتون و كذلك وانج نائب رئيس الوزراء الصيني.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image