الدولار يتراجع وسط تفاؤل باللقاحات والتحفيز

الدولار يتراجع وسط تفاؤل باللقاحات والتحفيز

تراجع الدولار خلال جلسة التداول الأوروبية لليوم الخميس، متأثراً بالبيانات الأمريكية الضعيفة التي صدرت يوم أمس، بينما دفع التفاؤل بشأن اللقاحات المتداولين إلى الاستحواذ على العملات الأكثر خطورة.

فعند الساعة 2:50 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:50 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجع {{8827|مؤشر الدولار}}، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.1٪ ليشير إلى 91.892. وبذلك، يُسجل الدولار أدنى مستوياته في شهرين، في ظل التعاملات المحدودة في جلسة اليوم، بسبب عطلة عيد الشكر.

وأرتفع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات، {{1|اليورو/دولار}} بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 1.1931، مسجلاً أعلى مستوياته في شهرين. أما {{3|الدولار/ين}} فلقد تراجع بنسبة 0.1٪ ليتداول عند 104.34.

كما سجل الدولار أدنى مستوى له منذ سبتمبر أمام نظيره {{5|الأسترالي}}، ليتداول الزوج عند 0.73664. أما الدولار {{8|النيوزيلندي}}، فلقد تخطى حاجز الـ 0.70 لأول مرة في عامين ونصف، وسجل أعلى مستوياته منذ يونيو 2018 عند 0.70140. وتعتبر كل من العملة الأسترالية وجارتها النيوزيلندية مقياساً للميول تجاه المخاطرة، بسبب علاقاتهما الوثيقة بتجارة السلع العالمية.

وفي تقرير لبنك (آي إن جي) قال المحللون: "إن بيئة المخاطر الحميدة، والتوقعات الإيجابية لانتعاش الاقتصاد في عام 2021 بعد تجاوز أزمة الوباء، قد أدت إلى المزيد من التدفقات النقدية الخارجة من الدولار، والداخلة إلى العملات الأجنبية الدورية".

وبالإضافة إلى التفاؤل المحيط باحتمالية البدء في وقت قريب باستخدام اللقاحات، تحسنت المعنويات من خلال توقع المزيد من حزم التحفيز المالية، من طرف إدارة بايدن القادمة، خاصة بعد صدور بيانات {{ecl-294||مطالبات البطالة الأولية}} يوم أمس، والتي أظهرت أن البطالة قد بدأت بالارتفاع مرة أخرى.

وكان بنك الاحتياطي الفيدرالي قد أصدر محضر الاجتماع الأخير للجنة الفيدرالية للسوق المفتوح FOMC في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء. وأظهر المحضر أن أعضاء اللجنة قد بحثوا في طرق لدعم الأسواق، وهو ما يتماشى مع توقعات بعض المحللين أن يمدد بنك الاحتياطي الفيدرالي برنامج شراء السندات. وساهم ذلك في ضعف الدولار، حيث تتسبب مثل هذه البرامج من البنوك المركزية في فقدان العملات الورقية في البلاد لقيمتها.

وفي تقرير لبنك (ايه إن زي) قال محللو البنك: "مع استبعاد أن يتم التوزيع الواسع للقاح فايروس كورونا قبل النصف الثاني من عام 2021، من المرجح أن تُبقي البنوك المركزية على سياستها النقدية متكيفة".

أما محللو بنك نورديا، فلقد كتبوا في تقريرهم: "أظهر محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي أن البنك قد ناقش كيفية تغيير برنامج مشتريات الأصول في ديسمبر، مما يجعل عملية تويست* محتملة للغاية. ما زلنا نعتقد أن عملية تويست لن تؤدي إلا إلى تخفيف الضغط الحاد الكامن في منحنى الدولار الأمريكي".

(ملاحظة من المترجم: عملية تويست هو الاسم الذي يطلق برامج السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي، التي تتضمن شراء وبيع السندات)

كما وصل {{2|الباوند}} إلى أعلى مستوياته أمام الدولار منذ بداية سبتمبر، بعد أن ارتفع الزوج بنسبة 0.1٪، ليتداول عند 1.3390. أما أمام {{6|اليورو}}، فلقد أنخفض الباوند إلى 0.8917، مع استمرار الأسواق في متابعة أي تفاصيل حول المحادثات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع.

ويواصل الجنيه الإسترليني تحقيق المكاسب أمام الدولار، على الرغم من تصريح وزير المالية البريطاني ريشي سوناك يوم أمس الأربعاء، خلال إعلان خطة الإنفاق السنوية، أنه من المرجح أن ينكمش الاقتصاد البريطاني بنسبة تزيد قليلاً عن 11٪، مع اضطرار البلاد إلى اقتراض ما يقرب من 400 بليون جنيه إسترليني هذا العام، لتمويل البرامج الموجهة لمحاربة وباء وفايروس كورونا الذي ضرب الاقتصاد. وهذا يعني أن عجز الميزانية سوف يقفز إلى أعلى مستوى له منذ الحرب العالمية الثانية.

وبالعودة إلى تقرير بنك (آي إن جي)، قال المحللون: "فيما يتعلق بالعامل الدافع الرئيسي للحركات في سعر الجنيه الإسترليني، لا تزال العملة بانتظار اختتام المفاوضات التجارية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومن الممكن أن يتسبب ذلك في تحريك زوج اليورو/باوند نحو مستوى 0.88".


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image