توتر العلاقات الأوروبية التركية، ربما يلقي بظلاله على "الليرة التركية" 

توتر العلاقات الأوروبية التركية، ربما يلقي بظلاله على "الليرة التركية" 

يبدو أن الليرة التركية ما أن تلبث وتخرج من حفرة حتى تتعثر وتقع في أعمق منها. 

فبعدما استمدت الليرة بعضا من القوة المؤقت عقب قرارات حكومية بتعيين محافظ جديد للمركزي سعى لطمأنة المستثمرين، برفع معدل الفائدة بنسبة 15%. 

والتي جاءت مع محاولات الرئيس رجب طيب أردوغان بالتحلي سياسة أكثر اعتدالا مع الشركاء.. 

جاء البرلمان الأوروبي، بعد أيام من وصف اردوغان تركيا أنها جزءا أصيلا من أوروبا، ليوجه صفعة قوية من شأنها أن تنعكس سلبا على أداء الليرة. 

أغلبية مطلقة 

وصوت البرلمان الأوروبي على قرار إدانة تركيا بالأغلبية المطلقة. 

 ودعا مشروع قرار للبرلمان الأوروبي لفرض عقوبات على تركيا دون تأخير، بسبب ممارساتها الاستفزازية في منطقة شرق المتوسط وقبرص.  

وأدان مشروع القرار نشاطات تركيا غير الشرعية في فاروشا القبرصية، رافضا بشدة محاولات تركيا تقسيم جزيرة قبرص. 

وقال جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، عن أمله بحصول تغيير في موقف تركيا قبل قمة الأوروبية في 10 ديسمبر المقبل. 

وقال جوزيب بوريل أن قادة أوروبا سيقررون الرد على تصرفات تركيا في قمة ديسمبر. 

وحذر وزير الدفاع القبرصي شارالامبوس بيتريدس، تركيا من مواصلة نشر التوتر في المنطقة، مؤكدا أن الاستفزازات التركية سيعرضها للعقوبات، وأن العقوبات ضد أنقرة تبقى مطروحة على الطاولة. 

الأسباب الأخيرة 

وبخلاف الضغوط المختلفة التي تعرض لها الليرة طيلة الأشهر الماضية، فقد ساهمت بعد الأحداث في تعقيد الامور نسبيا تزامنا مع تسريع العقوبات الأوروبية. 

واستقال بولنت أرينتش نائب رئيس الوزراء السابق، ورئيس البرلمان من المجلس الاستشاري الرئاسي الأعلى بعد مطالبته بالإفراج عن معارضين معتقلين. 

وقال أرينتش، حليف إردوغان والعضو المؤسس لحزب الحرية والعدالة التركي على موقع تويتر "قدمت طلب استقالتي إلى الرئيس الذي اعتبرها مقبولة.  

ولعبت التوترات السياسية بين تركيا وألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي دورا في الخسارة الجديدة لقيمة الليرة أيضا.  

حيث أقدمت سفينة عسكرية ألمانية مطلع الأسبوع مكلفة بمراقبة حظر الأسلحة المفروض على ليبيا بتفتيش "غير مصرح به" لإحدى سفن الشحن التابعة لتركيا في شرق البحر المتوسط وهو ما رفضته أنقرة. 

الليرة الآن 

وأمس الأربعاء وعلى نحو مفاجئ وعكس التوقعات عادت الليرة التركية إلى خسارة جديدة، وذلك مع تلميحات اوروبية قوية بفرض عقوبات جديدة. 

وتراجعت قيمة الليرة بنحو 2%، وتخطت حاجز الـ 8 ليرات أمام الدولار الواحد مرة أخرى. 

وكانت الليرة فقد نهاية الشهر الماضي أكثر من 35 من قيمتها أمام الدولار، قبل أن تعوض جانبا من تلك الخسائر لتصل إلى نحو 25%. 

وتحو الليرة حاليا حول مستويات 8 ليرة مقابل الدولار بعد أن ارتفعت من أدنى مستوياتها على الإطلاق عند نزلت إلى أكثر من 8.5 ليرة مقابل الدولار نهاية أكتوبر. 

وارتفعت الليرة التركية اليوم، ليهبط زوج الدولار مقابل الليرة التركية عن مستوى 8 دولار.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image