الليرة التركية وبايدن رصاصة الرحمة أم قبلة الحياة؟ 

الليرة التركية وبايدن رصاصة الرحمة أم قبلة الحياة؟ 

الليرة التركية المتعثرة التي كانت يوما من الأيام أفضل عملات الأسواق الناشئة، إلا أنها باتت ضمن الأسوأ. 

كيف ستتأثر تلك العملة التي تكبدت خسائر فادحة خلال السنوات الماضية، والتي تسارعت وتيرتها خلال 2020، بتغير إدارة البيت الأبيض وتولي رئيسا جديد. 

لا ثقة 

بنهاية ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونائبه جو بايدن، كانت العلاقات الأمريكية التركية قد دخلت في منعطف خطير. 

فبعد أعواما كانت تركيا هي الحليف والشريك الرئيسي، إلا أنها ومع نهاية ولاية أوباما/بايدن تحولت للانهيار للتحول من شراكة وثيقة إلى انعدام ثقة متبادل. 

ويعد إعلان بايدن عن نيته لترشيح أنتوني بلينكن، مستشاره للأمن القومي عندما كان نائب الرئيس في عهد أوباما، وزيرًا للخارجية مؤشرا على أن القادم ليس بالأفضل إن لم يحدث جذري في السلوك التركي؟ 

المستبد 

يرى جو بايدن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وفقا لما قاله في تصريحات سابقة بأنه مستبد. 

 وقال بايدن إن الولايات المتحدة عليها دعم المعارضين الأتراك للإطاحه به، ويجب عليه أن يدفع الثمن. 

ومن المحتمل أن تشهد تركيا مزيدا من التهديد بفرض عقوبات أكثر قسوة على البنوك التركية الحكومية 

خلافات  

ومن أبرز الخلافات المتجذرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وضع المقاتلين الأكراد في سوريا، بخلاف التدخلات في ليبيا، ومؤخرًا أذربيجان. 

والمشاكل التي أحدثتها البحرية التركية في البحر الأبيض المتوسط ومناطق أخرى فيما يتعلق بعمليات التنقيب عن الغاز والنفط. 

وكذلك استعانة تركيا بمنظومة الدفاع الروسية الصاروخية S400. 

النبرة تختلف 

ورغم انتهاج الرئيس التركي أسلوبا شعبويا في خطاباته وفقا لوسائل إعلام دولية بهدف توحيد الصفوف الداخلية. 

الا ان الرفض المستمر للولايات المتحدة وأوروبا وغيرهم من الخصوم قد تبدلا كثيرا بعد فوز بايدن . 

ورفض اردوغان ما يتردد عن أن علاقة الصداقة التي تجمع بين أنقرة وموسكو كانت بديلاً للعلاقات مع أمريكا.  

ودعا الرئيس التركي إلى تعاون أوثق مع أوروبا، التي لم يكف عن الجدال معها لعدة أشهر. 

تحالف وعقوبات  

واتفق وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أهمية تعاون الولايات المتحدة مع أوروبا للتصدي لتصرفات تركيا "العدوانية" في المنطقة. 

وحينما سافر وزير الخارجية الأمريكي إلى أنقرة لم يقابل الرئيس التركي. 

وقال وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس، أن الاتحاد الأوروبي سيبحث فرض عقوبات على تركيا خلال اجتماعه في شهر ديسمبر. 

وأضاف أن خيار العقوبات على أنقرة مطروح في التوترات القائمة بين تركيا واليونان في شرق البحر المتوسط. 

وهدد وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، كليمنت بون، بإمكانية فرض عقوبات على تركيا في بعض القطاعات الاقتصادية، مفيدا أن جميع الخيارات مطروحة. 

وكانت فرنسا قد طالبت الاتحاد الأوروبي بإقصاء تركيا من اتفاقية الاتحاد الجمركي لتلمّح بعد ذلك إلى إمكانية فرض عقوبات اقتصادية على تركيا. 

الليرة 

وتراجعت الليرة التركية مقابل الدولار متخطية الـ 8 ليرات للدولار، ونزلت الليرة الى 8.05 مقابل الدولار. 

 وسجلت العملة التركية انخفاضا قياسيا عند 8.58 مطلع الشهر الحالي تلاه انتعاش، وهي متراجعة بنسبة 26% منذ بداية العام الجاري. 

وبلغت خسائر الليرة مطلع نوفمبر أكثر 35% منذ بداية العام مقابل الدولار لتصبح الأسوأ بين العملات الناشئة خلال 2020. 

الا ان قرارات اتخذها الرئيس التركي ساهمت في انتشال الليرة من كبوتها مؤقتا. 

وفي مطلع نوفمبر الجاري استقال وزير الخزانة والمالية السابق بيرات البيرق صهر أردوغان. 

وفي اليوم التالي أقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان محافظ البنك المركزي مراد أويسال من منصبه، وعين وزير المالية السابق ناجي إقبال بدلا منه. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image