"مؤشر الدولار" مستمر بالتراجع، مع زيادة الحذر وسط تفشي فيروس كورونا

"مؤشر الدولار" مستمر بالتراجع، مع زيادة الحذر وسط تفشي فيروس كورونا

تراجع الدولار بشكل طفيف بعد افتتاح جلسة التداول الأوروبية الأخيرة لهذا الاسبوع، لكن يُتوقع أن يبقى الدولار مدعوماً مع استمرار ارتفاع حالات الاصابة بالفايروس في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، وهو ما يجعل المتداولين قلقين من شراء العملات الأكثر خطورة، على الرغم من أخبار اللقاح الايجابية التي تم نشرها في بداية هذا الأسبوع.

فعند الساعة 2:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:55 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجع {{8827|مؤشر الدولار}}، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.1٪ ليشير إلى 92.898، ويستمر في التعافي من القاع الذي كان قد سجله يوم الاثنين عند 92.12.

كما تراجع الدولار أمام {{3|الين}} بنسبة 0.1٪، ليتداول الزوج عند 105.00. أما الدولار {{5|الأسترالي}} الحساس تجاه المخاطر، فلقد ارتفع بنسبة 0.1٪، ليسجل 0.7233، لكنه أصبح الآن على بعد أكثر من سنت كامل من أعلى سعر له في 8 أسابيع، والذي كان قد سجله خلال "زلزال فايزر" عند 0.7340.

وفي أوروبا والولايات المتحدة على حد سواء، دفعت موجة ثانية من الإصابات بفايروس كورونا إلى إعادة فرض القيود على الحركة والتنقل والسفر والنشاطات الاجتماعية والأعمال. وقد أدى هذا إلى توخي الحذر في أسواق العملات، على الرغم من سلسلة الأخبار الإيجابية التي شهدها هذا الأسبوع حول اللقاحات المحتملة.

وبدأت هذه السلسة بإعلان فايزر (NYSE:PFE) يوم الاثنين أن لقاحها التجريبي، الذي كانت قد طورته بالاشتراك مع شريكتها الألمانية بيو إن تيك (F:22UAy)، قد أظهر فعالية بنسبة تزيد عن 90٪ في الوقاية من فايروس كورونا، حسبما أشارت البيانات الأولية لدراسة كبرى قامت بها الشركة.

ثم أعلنت شركة التكنولوجيا الحيوية موديرنا (NASDAQ:MRNA) يوم الأربعاء إنها في طريقها لإعلان البيانات المبكرة من المرحلة الأخيرة من التجارب على لقاحها التجريبي المضاد لفايروس كورونا، في وقت لاحق من هذا الشهر.

ولكن حل الشك محل التفاؤل الذي أثارته هذه الأخبار، وخصوصاً إعلان فايزر، بعد أن أدرك المستثمرون أنه لا يزال هناك طريق طويل قبل أن يلبي اللقاح جميع المتطلبات الضرورية ليتم استخدامه على نطاق واسع. ومن بين ذلك، هنالك متطلبات تنظيمية، وأخرى لوجستية تتعلق بإنتاج وتوزيع مئات الملايين، أو حتى بلايين من الجرعات. هذا بالإضافة إلى المشاكل المتعلقة بالتخزين الذي يجب أن يكون عند درجة منخفضة للغاية تبلغ 70 درجة مئوية تحت الصفر (-94 فهرنهايت) أو أقل، وهو ما يتطلب أجهزة تبريد (DU:TABR) متطورة وإمكانيات كبيرة لا تتوفر في الأغلبية الساحقة من المنشآت الطبية، حتى في أكبر المستشفيات والمراكز الطبية على مستوى العالم.

وفي تعليق على تقلبات هذا الأسبوع في أسواق العملات، كتب المحلل فرنشيسكو بيزول من بنك (آي أن جي) في التقرير اليومي قائلاً: "لقد فقدت الرغبة الكبيرة في المخاطر بعضاً من قوتها، وفشلت في تحويل هذه القوة إلى أي تصحيح ملموس في السوق. في سوق العملات تحديداً، انعكس هذا على شكل توقف في انخفاض الدولار، في حين تمسكت عملات الـ بيتا المرتفعة بالمكاسب التي حققتها في وقت مبكر من الأسبوع".

وأضاف محللنا: "لا تزال القصة الأساسية للأسواق هي التناقض بين الآمال المتعلقة باللقاحات، واعداد الاصابات المتزايدة بشكل حاد، في حين يستمر المتداولون في البحث عن المزيد من الأدلة حول خطط الرئيس المنتخب جو بايدن الخاصة بالاستجابة للوباء، والتحفيز المالي، والسياسة الخارجية".

وارتفع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات، {{1|اليورو/دولار}} بنسبة 0.1٪ ليشير إلى 1.1814، مع ترقب المستثمرين لبيانات {{ecl-120||الناتج المحلي الإجمالي}} الأوروبي، والمقرر صدورها في وقت لاحق من الجلسة. وكانت القراءة الأولية للمؤشر (على أساس فصلي) قد أظهرت أن الناتج المحلي الإجمالي المعدل موسمياً قد قفز بنسبة 12.7٪ في منطقة اليورو، وبنسبة 12.1٪ في دول الاتحاد الأوروبي.

ولكن حتى لو جاءت الأرقام مشجعة، فمن المرجح ألا تُثير الأسواق، نظراً للقيود الجديدة التي تم فرضها في جميع أنحاء القارة، والتي تشير إلى احتمال حدوث ركود ثنائي (على مرحلتين).

وعلى جبهة السياسة النقدية في القارة، من المتوقع على نطاق واسع أن يُقر البنك المركزي الأوروبي المزيد من الاجراءات التحفيزية في اجتماعه في ديسمبر. وكانت الرئيسة كريستين لاجارد قد حذرت يوم أمس الخميس من توقع الكثير من أخبار اللقاح. فلقد قالت لاغارد: "من نهر عملاق من عدم اليقين، فإننا الآن نرى الجانب الآخر. لكنني لا أريد أن أكون متفائلة بشكل مبالغ فيه، لأنه لا يزال هناك عدم يقين" بشأن تفاصيل الإنتاج والتوزيع.

وكانت لاغارد تتحدث في اليوم الثاني والأخير من منتدى البنك المركزي الأوروبي السنوي، والذي جرى هذا العام باستخدام تكنولوجيا الاتصال عن بعد بسبب الوباء، وتحت عنوان "البنوك المركزية في عالم متغير". ومن بين أبرز المشاركين الأخرين في المنتدى، كان هنالك رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ورئيس بنك انجلترا أندرو بايلي.

كما ارتفع {{2|الباوند/دولار}} بنسبة 0.3٪ ليتداول عند 1.3155، بعد رحيل اثنين من مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من الدائرة المقربة من رئيس الوزراء بوريس جونسون. فلقد أخبر كبير المستشارين دومينيك كامينغز قناة بي بي (LON:BP) سي إنه يتوقع ترك وظيفته بحلول نهاية العام، بينما ترك مدير الاتصالات (SE:7010) في إدارة جونسون، لي كاين، وظيفته هذا الأسبوع بعد صراع على السلطة. ويمكن القول إن مغادرة اثنين من أبرز مناصري الانفصال التام عن أوروبا، يقلل من مخاطر أن يكون هذا الانفصال "تاماً" عندما تنتهي الفترة الانتقالية في نهاية العام.

وكانت بريطانيا قد غادرت الاتحاد الأوروبي رسمياً في 31 يناير، ولكن المفاوضات بين الجانبين استمرت بهدف الوصول إلى اتفاقية تجارية تحدد إطاراً لتعاملات بين الطرفين تصل إلى 900 بليون دولار سنوياً. وستنتهي العضوية غير الرسمية لبريطانيا في الإتحاد الأوروبي - المعروفة بالفترة الانتقالية - في أخر أيام هذا العام، 31 ديسمبر 2020.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image