ماذا يحرك الدولار الأمريكي الآن؟

ماذا يحرك الدولار الأمريكي الآن؟

استقر الدولار خلال جلسة التداول الأوروبية لليوم الثلاثاء، وذلك مع إعادة النظر في آثار الوباء، بعد أن أخذت الأسواق استراحة من هذه المخاوف يوم أمس الإثنين، في أعقاب أخبار اللقاح.

فعند الساعة 2:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:55 صباحاً بتوقيت جرينتش)، ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.1٪ ليشير إلى 92.778 بعد أن كان قد سقط يوم أمس إلى أدنى مستوى له في 10 أسابيع عند 92.12.

وأرتفع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات، اليورو/دولار بنسبة 0.1٪ ليشير إلى 1.1816 ويبقى قريباً من أعلى سعر له في شهرين، والذي سجله يوم أمس. وتترقب الأسواق بيانات مؤشر (زيو) الألماني والمقرر صدورها عند الساعة 10:00 صباحاً بتوقيت غرينيتش.

كما تقدم الباوند/دولار بنسبة 0.1٪، ليتداول عند 1.3171، ويبقى على مقربة من أعلى مستوياته في 9 أسابيع، على الرغم من البيانات التي أظهرت وصول تسريح العمال في بريطانيا إلى مستويات قياسية خلال أكتوبر. كما تراجع الدولار أمام الين بنسبة 0.3٪، ليتداول الزوج عند 105.03، أما الدولار الأسترالي الحساس تجاه المخاطر، فلقد تراجع بنسبة 0.1٪، ليسجل 0.7278، ويبقى على مقربة من أعلى سعر له في 7 أسابيع، والذي كان قد سجله خلال جلسة يوم أمس الإثنين.

وتحركت أغلب الأسواق العالمية بإثارة كبيرة يوم أمس الإثنين، من الأسهم في مختلف القارات إلى الذهب إلى النفط إلى العملات إلى غير ذلك، بعد أن أعطت شركة الأدوية الأمريكية العملاقة فايزر الأمل للعالم بأن لقاحاً فعالاً قد يكون على الطريق. ودفعت هذه الأخبار متداولي سوق العملات نحو العملات الأكثر خطورة، وبعيداً عن العملات التي تُعتبر من أصول الملاذ الآمن.

وكانت فايزر (NYSE:PFE) قد أعلنت يوم أمس الاثنين أن لقاحها التجريبي، الذي كانت قد طورته بالاشتراك مع شريكتها الألمانية (بيو إن تيك) (NYSE:PFE)، قد أظهر فعالية بنسبة تزيد عن 90٪ في الوقاية من فايروس كورونا، حسبما أشارت البيانات الأولية لدراسة كبرى قامت بها الشركة.

وهذه هي المرة الأولى التي تُظهر فيها شركات الأدوية بيانات ناجحة لتجربة إكلينيكية واسعة النطاق للقاح كورونا، وهو ما يعطي الأمل بأنهاء هذا الوباء الذي أودى بحياة أكثر من مليون شخص في جميع أنحاء العالم حتى الآن.
وستسعى الشركتان للحصول على موافقة الهيئة التنظيمية المختصة (إدارة الغذاء والدواء FDA في الولايات المتحدة) بحلول نهاية شهر نوفمبر الحالي. كما أعلنتا عن خطط لتصنيع وتوزيع 1.3 بليون جرعة لقاح بحلول نهاية العام القادم.

وتعليقاً على ذلك، قال المحلل إدوارد مويا، كبير محللي السوق في منصة التداول (أواندا)، في حديث له مع رويترز، أن الأخبار "تجاوزت حقاً أفضل السيناريوهات بالنسبة للجميع. كان هنالك توتر متزايد من أننا قد لا نحصل على نتائج قوية للقاح، لذلك أطلق هذا الإعلان العنان لشراء الأصول الخطرة".

ومع ذلك، فلقد عادت درجة من الحذر إلى سوق العملات بعد 16 ساعة من التفكير. وكان هنالك أيضاً أسئلة حول الإطار الزمني لتأثير اللقاح الجديد، والقدرة على توفيره بكميات كافية في المستقبل القريب، ومدى سلامته، وهي أسئلة لم تتم الإجابة عنها حتى الآن، وهو ما تسبب في إطفاء بعضاً من لمعان اصول المخاطر ومن ضمنها العملات التي تعتبر عالية المخاطر.

وبخصوص ذلك، قال المحلل إدوارد مويا من منصة التداول (أواندا): "سيتم توفير 50 مليون جرعة لقاح فقط في البداية، لذلك نحن لم نتخط موضوع الفايروس بعد".

أما محللو بنك (آي إن جي) فلقد كتبوا في تقريرهم اليومي: "للأسف، لا شيء من هذا يغير حقيقة المدى القريب بأن الاقتصاد العالمي يواجه شتاءً صعبًا. لا تزال هناك بعض الأسئلة المهمة المتعلقة باللقاح، والتي ستكون أساسية للتوقعات الاقتصادية. ما مدى فعالية اللقاح عندما يتم استخدامه لتحصين نطاق واسع من السكان؟ ما هي نسبة السكان التي سيتم تطعيمها؟ وكم من الوقت سيستغرق نشر اللقاح، لا سيما بالنظر إلى التعقيدات في النقل والتخزين، لأن بعض اللقاحات تحتاج أن تُخزن عند درجات حرارة دون الصفر، وبالنظر أيضاً أنه ربما سيتطلب الأمر التطعيم مرتين".

وعلى صعيد آخر، لا تزال هناك أيضاً أسئلة لم يُجاب عنها حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث لم يُظهر الرئيس الأمريكي أي إشارات على استسلامه.

وقال العضو الجمهوري وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ (ميتش مكونيل) يوم أمس الاثنين إن الرئيس ترامب من حقه الدستوري تماماً، أن يطلب النظر في التجاوزات التي شهدتها الانتخابات، وأعرب مرة أخرى عن معارضته لخطة الديمقراطيين للحصول على حزمة تحفيز ضخمة كما كانوا يحاولون منذ أشهر.

ووفقاً لبيانات رويترز، تجاوز عدد مرضى كورونا الموجودين في مستشفيات الولايات المتحدة مستوى الـ 59 ألف مريض يوم أمس الاثنين. وهذا هو أعلى رقم على الإطلاق في البلاد منذ بدء انتشار الوباء. أما أرقام الاصابات اليومية، فلقد بقيت فوق حاجز الـ 100 ألف إصابة لليوم السادس على التوالي.

ومن أخبار العملات الأخرى، سقطت الليرة التركية أمام الدولار بنسبة 2.4٪ لتتداول عند 8.2604 ليرة للدولار الواحد، بعد أن قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استقالة صهره بيرات البيرق من منصبه كوزير للخزينة والمالية. ويمثل هذا التطور مزيداً من الاضطراب في الدولة التي سقطت عملتها بأكثر من 30٪ أمام الدولار في عام 2020.

وعلى العكس من ذلك، أرتفع اليوان الصيني أمام الدولار بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 6.6119. وكانت البيانات التي صدرت في وقت سابق اليوم، قد أظهرت أن كل من مؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر أسعار المنتجين في الصين قد ارتفعا بأقل من المتوقع على أساس سنوي، وأن مؤشر أسعار المستهلكين الشهري قد ارتفع أيضاً بأقل من المتوقع.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image