لم يضع تقدم بايدن بالانتخابات الرئاسية ضغطًا هبوطيًا على مؤشر الدولار؟

لم يضع تقدم بايدن بالانتخابات الرئاسية ضغطًا هبوطيًا على مؤشر الدولار؟

تراجع الدولار خلال الجلسة الأوروبية لليوم الخميس، مع استمرار المرشح الديمقراطي جو بايدن في الزحف نحو البيت الأبيض، بينما ارتفع الجنيه الإسترليني بعد أن قدم بنك إنجلترا دعماً أكبر من المتوقع للاقتصاد البريطاني المتعثر.

فعند الساعة 3:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:55 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.1٪ ليشير إلى 93.312. 

كما ارتفع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات اليورو/دولار بنسبة 0.1٪ ليسجل 1.1740. بالإضافة إلى ذلك، تراجع الدولار أمام الين بنسبة 0.1٪، ليتداول الزوج عند 104.38. أما الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر، فلقد ارتفع بنسبة 0.2٪، ليسجل 0.7187.

وحتى اللحظة، لا تزال المعركة الرئاسية الأمريكية مستمرة، لكن المرشح الديمقراطي جو بايدن تمكن من الفوز بولايتي ويسكونسن (NYSE:WEC) وميتشيغان المحوريتين في منطقة الغرب الأوسط، مما يضعه على مقربة من سدة الحكم في الولايات المتحدة.

من المرجح أن يؤدي هذا الاقتراب إلى لهجة أكثر ليونة فيما يتعلق بالسياسة التجارية مع الدول الأخرى، وهو ما سيتسبب في إضعاف الدولار مقابل عملات البلدان التي غالباً ما واجهت تهديد الرسوم الجمركية من طرف إدارة ترامب.

فلقد تراجع الدولار أمام اليوان الصيني بنسبة 0.1٪ ليتداول الزوج عند 6.6429، ولكنه ارتفع أمام البيزو المكسيكي بنسبة 0.1٪ ليتداول الزوج عند 20.922، ويستقر قليلاً بعد أن كان قد سقط يوم الأربعاء بنسبة 0.9٪. وسقط الدولار أمام الروبل الروسي بنسبة 1٪ تقريباً، بسبب التوقعات بأن يجعل انقسام الكونجرس من الصعب الاتفاق على إجراءات أكثر صرامة ضد روسيا رداً على التدخل المزعوم في انتخابات 2016.

ولكن الرئيس دونالد ترامب شكك في عملية الفرز في عدة ولايات، وأعلن أنه سيقوم برفع دعاوى قضائية لإعادة فرز الأصوات، مما يعني أن الأسواق المالية ستدخل في مرحلة من عدم التأكد، تستمر لأيام أو حتى لأسابيع.

ولأن النتيجة لم تُحسم بعد، ستبقى كل الأنظار متجهة نحو إعلان نتائج انتخابات بقية الولايات لهذا اليوم. ولكن أبرز الأحداث الاقتصادية لهذا الأسبوع سيكون اجتماع السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي. وبسبب الانتخابات الرئاسية، سيعلن البنك قراراته متأخرة بـ 24 ساعة عن موعدها المعتاد، وذلك اليوم، الخميس، عند الساعة 2:00 بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي. أما يوم غد الجمعة فستصدر وزارة العمل الأمريكية تقرير الوظائف الشهري والذي من المتوقع أن يظهر انخفاضاً طفيفاً آخر في معدل البطالة.

كما ارتفع الكيبل بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 1.3010 بعد أن قرر بنك إنجلترا زيادة حجم برنامج شراء السندات التحفيزي بمقدار 150 بليون جنيه إسترليني، ليصبح 875 بليون جنيه، وهو ما جاء أكثر من توقعات أغلب المحللين التي كانت تُشير إلى 50 – 100 بليون جنيه.

ولكن البنك أبقى على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير، عند مستوى 0.1٪، على الرغم من الحديث الذي دار في الأسابيع الأخيرة، عن إمكانية خفض الفائدة إلى الصفر أو حتى أقل من ذلك. 

وتُشكل هذه الخطوة استجابة للتباطؤ الحاد في اقتصاد البلاد، الذي تضرر بشدة من الموجة الثانية من وباء كورونا، بعد أن اضطرت الحكومة إلى فرض المزيد من إجراءات الإغلاق.

وفي تقرير لبنك (آي إن جي)، كتب المحلل جيمس سميث: "نعتقد أن إجراءات الإغلاق الجديدة ستقلل ما يقرب من 6٪ - 7٪ من الناتج المحلي الإجمالي الشهري لشهر نوفمبر، بعد انكماش متوقع بنسبة 1٪ في أكتوبر. هذا الرقم يمكن أن يرتفع إذا تم إغلاق بعض المدارس، أو إذا كان هناك تأثير غير مباشر على القطاعات التي لم يتم فرض الإغلاق عليها". 

وأضاف سميث: "بالنسبة للربع الرابع ككل، من المحتمل أن يعني ذلك انكماش الاقتصاد بنسبة 1.5٪ تقريباً، إذا ما تم رفع معظم قيود الإغلاق في ديسمبر، أو 2٪ وأكثر، إذا استمرت القيود لفترة أطول".


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image