مؤشر الدولار الأمريكي يعلن عودة عدم اليقين، وينصب نفسه ملاذ آمن

مؤشر الدولار الأمريكي يعلن عودة عدم اليقين، وينصب نفسه ملاذ آمن

افتتح الدولار الجلسة الأوروبية لليوم الاربعاء بالتقدم، مع تراجع العملات الحساسة للمخاطر، حيث أصبحت نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية مفتوحة على جميع الاحتمالات، مما يشير إلى أننا أمام فترة من عدم اليقين المتزايد.

فعند الساعة 3:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:55 صباحاً بتوقيت جرينتش)، ارتفع {{8827|مؤشر الدولار}}، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.6٪ ليشير إلى 994.115. وكانت العملة الأمريكية قد تراجعت بنسبة 0.9٪ يوم أمس الثلاثاء، بعد أن اقتنعت الأسواق بأن فوز بايدن الصريح كان مجرد مسألة وقت.

كما تراجع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات {{1|اليورو/دولار}} بنسبة 0.6٪ ليسجل 1.1638. بالإضافة إلى ذلك، سقط {{2|الباوند}} بنسبة 1٪ ليتداول عند 1.2928، وارتفع الدولار أمام {{3|الين}} بنسبة 0.4٪، ليتداول الزوج عند 104.91. أما الدولار {{5|الأسترالي}} الحساس للمخاطر، فلقد كان أكبر الخاسرين، بعد تراجعه بنسبة 1.3٪، ليسجل 0.7065.

وهرع المستثمرون إلى العملة الأمريكية، بعد فوز الرئيس ترامب بولايات فلوريدا، وأيوا، وأهايو، وجميعها ولايات حاسمة في الصراع على البيت الأبيض. وبعد فوز الرئيس بهذه الولايات، شعرت الأسواق أن نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية قد أصبحت مفتوحة على جميع الاحتمالات، بما في ذلك احتمال عدم اعلان فائز في الوقت الحالي. وأتجه المستثمرون الذين أصبحوا يتطلعون إلى فترة ولاية ثانية لترامب نحو الدولار، للتحوط ضد مراكزهم التي كانوا قد راهنوا بها على فوز بايدن السريع في "موجة زرقاء" لم تحدث.

وقال المحلل كايل رودا من شركة (آي جي ماركتس): "فقد السوق الثقة في أن يكون هنالك انتصار واضح لبايدن في الوقت الحالي ... لقد رأينا مراكز المراهنة على فوز بايدن تتفكك، وكان التأثير الكبير لذلك هو أننا شهدنا الدولار يصبح أقوى".

وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بشكل كاسح. ولكن عندما بدأت تظهر نتائج الولايات، بدا واضحاً أن السباق نحو البيت الأبيض أكثر تنافسية بكثير مما توهم المحللون واستطلاعات الرأي. حيث فاز الرئيس ترامب بولاية فلوريدا التي كان لا بد من الفوز بها، بينما تستمر المعارك في عدة ولايات مهمة للغاية مثل بنسيلفاينيا وميشيغان وجورجيا وويسكنسن، بدون تحديد فائز واضح فيها حتى وقت كتابة هذا التقرير. ومع احتمالية تضييق هوامش الانتصار لأي من المرشحين، قد يستغرق الأمر أسابيع طويلة قبل الإعلان عن النتيجة الحاسمة لهذه الانتخابات، وقد يؤدي ذلك إلى اضطرابات اجتماعية حادة.

ويرى محللو بنك (آي إن جي) أن أحد الأشياء القليلة الواضحة في الوقت الحالي، هو أننا لن نشهد فوزاً ساحقاً للديمقراطيين كما أشارت استطلاعات الرأي. فلقد قال محللو البنك: "لقد وضع ذلك أسواق العملات في تمركز خاطئ، بينما كان السوق في وضع يسمح له ببعض الوضوح".

وكان المستثمرون الذين توقعوا فوز بايدن، قد توقعوا أن يتبع هذا الفوز إقرار سريع لحزمة تحفيز ضخمة لمواجهة آثار وباء كورونا على الاقتصاد، وهو ما كان سيتسبب في الضغط على الدولار. ولكن ومع حالة عدم اليقين العميقة حالياً، يقوم الكثير من المستثمرين بالتحوط من خلال فتح مراكز مضاربة على قوة الدولار. كما كان فوز بايدن سيمهد لعلاقات أقل توتر بين الولايات المتحدة والصين.

 وتضررت العملة الصينية من عدم فوز بايدن. فلقد تراجع {{2111|اليوان}} أمام الدولار بنسبة 0.6٪ ليتداول عند 6.7188. وأنخفض اليوان على الرغم من نمو نشاط قطاع الخدمات الصيني للشهر السادس على التوالي، حيث واصل ثاني أكبر اقتصاد في العالم انتعاشه القوي، بعد كبوة وباء كورونا.

فلقد أظهرت البيانات التي صدرت اليوم أن مؤشر {{ecl-596||تشايزن}} لمدراء المشتريات قد ارتفع إلى 56.8 نقطة في أكتوبر، وهو ما جاء أفضل من قراءة الشهر السابق البالغة 54.8 نقطة، وأعلى من حاجز الـ 50 نقطة الذي يفصل النمو عن الانكماش.

ومع دخولنا ساعات الصباح الباكر بتوقيت الولايات المتحدة، ستبقى كل الأنظار متجهة نحو إعلان نتائج انتخابات الولايات لبقية هذا اليوم، ولكن أبرز الأحداث الاقتصادية لهذا الأسبوع سيكون {{ecl-398||اجتماع السياسة النقدية}} لبنك الاحتياطي الفيدرالي. وبسبب الانتخابات الرئاسية، سيعلن البنك قراراته متأخرة بـ 24 ساعة عن موعدها المعتاد، وذلك يوم الخميس عند الساعة 2:00 بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي. أما يوم الجمعة فستصدر وزارة العمل الأمريكية تقرير {{ecl-227||الوظائف}} الشهري والذي من المتوقع أن يظهر انخفاضاً طفيفاً آخر، في معدل {{ecl-300||البطالة}}.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image