على ما يدل صعود مؤشر "الدولار الأمريكي" قبل الانتخابات؟

على ما يدل صعود مؤشر "الدولار الأمريكي" قبل الانتخابات؟

بقلم بيتر نيرس

افتتح الدولار الجلسة الأوروبية لأول أيام الأسبوع بالدفع إلى أعلى، حيث وجدت عملة الملاذ الآمن الكلاسيكية المزيد من الطلب بعد أن استحوذت أخبار إجراءات الإغلاق في أوروبا على اهتمام المستثمرين خلال عطلة نهاية الأسبوع. وبذلك يستمر الدولار في تحقيق المكاسب التي شهدها مؤخراً، في الوقت الذي ما زالت الأسواق تتطلع فيه إلى المخاوف بشأن الانتخابات الأمريكية التي يُتوقع أن تكون مليئة بالتوتر، والمقررة يوم غد الثلاثاء.

فعند الساعة 2:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (6:55 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تقدم {{8827|مؤشر الدولار}}، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.1٪ ليشير إلى 94.142. وكانت العملة الأمريكية قد استمتعت بالمكاسب خلال الأسبوع الماضي، وتقدمت بنسبة مثيرة بلغت 1.2٪، ليكون هذا أفضل أسبوع لها منذ أواخر سبتمبر.

كما تراجع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات {{1|اليورو/دولار}} بنسبة 0.1٪ ليسجل 1.1641. بالإضافة إلى ذلك، ارتفع الدولار أمام {{3|الين}} بنسبة 0.1٪، ليسجل 104.75. أما الدولار {{5|الأسترالي}} الحساس تجاه المخاطر، فلقد انخفض بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 0.7011.

ويُتوقع أن تجد أصول الملاذ الآمن المزيد مع الدعم مع تفاقم الوضع الوبائي لكورونا، وقبل يوم واحد من الانتخابات الأمريكية. فلقد انضمت بريطانيا وإيطاليا والبرتغال خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى قائمة الدول الأوروبية التي قامت بفرض إجراءات مشددة. وكانت فرنسا وألمانيا قد فرضت مثل هذه التدابير خلال الأسبوع الماضي. كما أن الارتفاع السريع في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة ما زال يرفع من درجة القلق بشأن ركود اقتصادي عالمي واسع النطاق.

وفي حديث لـ رويترز، قال مايكل مكارثي كبير محللي السوق في (سي إم سي ماركتس): "إن إجراءات الإغلاق التي أعلنتها بريطانيا وإيطاليا تضيف إلى الوضع الأوروبي المتدهور أصلاً. ينظر الكثير من المتداولين الآن إلى الولايات المتحدة ومعدلات الإصابة المتزايدة ويتساءلون عما إذا كانت أوروبا تقدم النموذج لما سيحدث في الولايات المتحدة في الأسابيع المقبلة".

وساهمت الإجراءات البريطانية في هبوط {{2|الباوند}} بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 1.2910.

وفي تقرير لبنك نورديا، قال محللوه أن الجنيه الإسترليني "يمكن أن يكون على طريق صعب"، وذلك بالنظر إلى "إجراءات الإغلاق الجديدة على الصعيد الوطني، بعد منعطف غريب من قبل بوريس جونسون، وبالنظر إلى مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي لم تصل إلى حل بعد، والحيوية الواضحة في الانكماش السعري (التضخم السلبي) على الرغم من ضعف الجنيه الاسترليني".

ومن المقرر أن يعقد بنك إنجلترا اجتماع السياسة النقدية الدوري في وقت لاحق من هذا الأسبوع، ويرى محللو (نورديا) أن البنك قد يقر زيادة قدرها 150 - 200 بليون جنيه إسترليني في برنامج شراء الأصول.

كما تتابع الأسواق أيضاً تطورات الانتخابات الرئاسية الأمريكية بقلق من حصول اضطرابات. وتسبب وباء كورونا في تغيير في ممارسات التصويت، سيتسبب على الأغلب في تأخير عملية فرز الأصوات، وقد يؤدي إلى إعلان أحد الأطراف للنصر قبل أوانه، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى معركة قانونية مريرة وطويلة الأمد حول النتيجة النهائية.

وتسببت هذه المخاوف في دعم أصول الملاذ الآمن، ومن أبرزها {{8830|الذهب}} والدولار رغم أنهما في العادة يتحركان عكس بعضهما البعض. ولكن، يتوقع أن تبقى نطاقات التداول ضيقة في الوقت الحالي بانتظار تطورات انتخابات غد الثلاثاء.

وتترقب الأسواق العالمية على اختلافها الانتخابات الأمريكية المقررة غداً الثلاثاء. وتسبب وباء كورونا في تغيير في ممارسات التصويت، سيتسبب على الأغلب في تأخير عملية فرز الأصوات، وقد يؤدي إلى إعلان أحد الأطراف للنصر قبل أوانه، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى معركة قانونية مريرة وطويلة الأمد حول النتيجة النهائية.

وبشكل عام، أصبحت الأسواق الآن في وضع الانتظار لأنها تترقب نتيجة غير مؤكدة بشكل كبير، حيث يتقدم المنافس الديمقراطي جو بايدن حالياً في استطلاعات الرأي، ولكن السباق في الولايات الحاسمة قريب للغاية.

وتأتي هذه الانتخابات في وقت تعاني فيه الولايات المتحدة من زيادة كبيرة في حالات الإصابة بفايروس كورونا، حيث يقترب معدل الوفيات اليومي حالياً من ألف وفاة، وأعلنت 44 ولاية من أصل الـ 50 ولاية التي تشكل الإتحاد عن ارتفاع أعداد الحالات الجديدة. وبعد تدهور الوضع الوبائي في البلاد، أصبح فايروس كورونا الآن السبب الثالث للوفيات في البلاد، بعد أمراض القلب والسرطان، وذلك وفقاً لمركز مكافحة ومنع الأمراض في البلادCDC .

وبالعودة إلى تقرير (نورديا)، أضاف محللو البنك: "نحن نفضل الدخول في صفقات شراء للدولار مع دخولنا الانتخابات، ومع زيادة القيود المفروضة في أوروبا، واحتمال أن تعيش القارة عمليات إغلاق طويلة".

ويدل هذا على أن المستثمرين يعودون للهوس بالنقد مرة أخرى، مع اقتراب الانتخابات، فهي أفضل بالنسبة لهم من أصول المخاطرة التي تقف على حافة جرف التقلب الآن بعد التصفية العنيفة التي خضعت لها الشهر الماضي، وأصول الملاذ الآمن التي تستخدم كآمان للمحافظ الاستثمارية الآن من التصفية الكاملة.

 التحليل الفني لمؤشر الدولار الأمريكي - فاصل يومي

ورغم أن أجندة البيانات الاقتصادية الأمريكية ستكون مزدحمة هذا الأسبوع، بوجود اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح في بنك الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى التقرير الشهري لوزارة العمل الأمريكية، إلا أن هذه البيانات ستلعب الدور الثاني في الأهمية، بعد الانتخابات الرئاسية.

وفي تقرير لبنك (آي إن جي) كتب محللوه: "من ناحية البيانات، نتوقع أن تحافظ اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح على انحيازها الحمائمي المعروف يوم الخميس، وأن تعلن أنها ستكون مستعدة لبذل المزيد إذا لزم الأمر، في حين أنه من المرجح أن يظهر المزيد من فقدان الزخم في تقرير الوظائف الذي سيصدر الجمعة".

كما ارتفع الدولار أمام {{2111|اليوان}} الصيني بنسبة 0.1٪ ليتداول الزوج عند 6.6959، ولكن يبقى اليوان محتفظاً بقوته التي أستمتع بها مؤخراً، بمساعدة بيانات نشاط المصانع الصينية التي صدرت اليوم، وجاءت إيجابية.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image