"الليرة التركية" تدخل أطول سلسلة خسائر منذ 1999، والقادم أسوأ

"الليرة التركية" تدخل أطول سلسلة خسائر منذ 1999، والقادم أسوأ

هبطت الليرة التركية يوم الثلاثاء لتمدد سلسلة الخسائر، ودخلت الليرة التركية في أطول سلسلة خسائر منذ 1999. 

وتراجعت الليرة التركية لـ 8.1639 ليرة لكل دولار أمريكي. وضعفت العملة التركية لـ 9 أسابيع متتالية، لتنخفض بنسبة 27% لهذا العام. 

ويبدو أن أزمة 2018 تلوح في أفق الليرة التركية. ويلقي المحللون باللوم على البنك المركزي، وفشله في رفع معدل الفائدة خلال الاجتماع الأخير، واختياره البقاء على معدل الفائدة عند 10.25%، في حين أن التضخم عند 11.8%. 

خلال يوم الاثنين، باعت البنوك المملوكة للدولة 800 مليون دولار مقابل الحصول على ليرات، في أقل تقدير. وينخرط البنك المركزي في مبادلات (سواب) للعملات مع الدائنين، وأنفق مئات المليارات من احتياطي الدولار الأمريكي، دفاعًا على الليرة التركية. 

ويقول إيريك ميرسون، من Handelsbanken: "ربما ينتهي 2020 نهاية أسوأ من 2018." ويشير لافتقار تركيا لأي تغيير جذري في السياسة النقدية. 

فقدت الليرة التركية 30% من قيمتها في 2018، بسبب السياسات النقدية الفضفاضة.. ووصلت الخسائر لذروتها في أغسطس من ذاك العام، بعد انخراط إردوغان في صراع سياسي مع ترامب بسبب احتجاز تركيا لقس أمريكي على خلفية تهم بالإرهاب، تولد عنها عقوبات اقتصادية من واشنطن. 

وتربك السياسات التركية المستثمرين. وخلال عطلة نهاية الأسبوع صرح إردوغان بأن الاختبارات لمنظومة الدفاع الصاروخية إس 400 ساري، وقال للولايات المتحدة "آت ما عندك" في دعوة له منهم بفرض عقوبات على تركيا إن شاؤوا، فتركيا ليست "دولة قبلية" على حد تعبيره. 

كما نادى بمقاطعة المنتجات الفرنسية، بعد أزمة الرسوم المسيئة للرسول، ودعوات المقاطعة الحالية. وهو ما تستنكره فرنسا، وبهذا يزيد الشقاق بين تركيا وبين حلفاء الناتو، خاصة مع اندلاع الأزمة مع قبرص واليونان. 

بينما يظل الصراع الأذربيجاني، الآرمني دائر. 

ودعوات المقاطعة للمنتجات التركية من السعودية وغيرها من دول الخليج ما زالت قوية. 

وتسجل تركيا ارتفاعًا في الواردات، وبهذا تحول الحساب الجاري لعجز كبير، مما يزيد الضغط على العملة. 

وعادة تمول تركيا أي عجز في الميزان الجاري بالتدفق النقدي من الاستثمار الأجنبي، والعائد السياحي. ولكن باع الأجانب الأصول التركية هذا العام، والسياحة تتعرض لضربة قوية، بعد وصولها لرقم قياسي في 2019، جراء تفشي فيروس كورونا. 

افتتح الدولار الجلسة الأوروبية لليوم الثلاثاء بالتراجع، ليتخلى عن بعض مكاسبه التي حققها مؤخراً. إلا أنه من المتوقع أن تبدأ أحجام التداول في التقلص مع دخولنا العد التنازلي النهائي على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، والتي أصبحت على بعد أسبوع واحد فقط من اليوم! 

فعند الساعة 3:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:00 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.1٪ ليشير إلى 92.985. وكانت العملة الأمريكية قد حققت المكاسب يوم أمس على خلفية ارتفاع حالات الإصابة بفايروس كورونا. 

ووفقاً لبيانات جامعة جونز هوبكنز، وصل عدد حالات الإصابة في العالم اليوم إلى أكثر من 43.4 مليون حالة. وكانت كل من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، قد سجلت أرقاماً قياسية جديدة في أعداد حالات الإصابة اليومية بفايروس كورونا، وتم إعادة فرض القيود على الحركة والنشاطات الاجتماعية والأعمال في عدد من الدول الأوروبية. 

كما ارتفع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات اليورو/دولار بنسبة 0.1٪ ليسجل 1.1820. أما الدولار/ين فلقد تداول بدون تغيير كبير، عند 104.80، وهو ما فعله جاره اليوان الصيني كذلك، والذي تداول عند 6.7110. 

وفي الولايات المتحدة، يبدو أن محادثات حزمة التحفيز قد تعثرت من جديد. فلقد قال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كودلو يوم أمس الاثنين إن المحادثات قد تباطأت. وكانت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي قد قالت إنها تأمل في التوصل إلى اتفاق مع البيت الأبيض قبل الانتخابات المقررة في 3 نوفمبر، ولكن من غير المرجح أن يوافق مجلس الشيوخ على أي حزمة من الحجم الضخم الذي ترغب به بيلوسي. 

ومع ذلك، بدأت نطاقات التداول تصبح محدودة أكثر وأكثر، مع بدء العد التنازلي على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما دفع إلى الحد من تحركات العملات الكبرى أمام الدولار. ومع بقاء أسبوع واحد فقط، تمنح استطلاعات الرأي المرشح الديمقراطي جو بايدن تقدماً ملحوظاً على الرئيس دونالد ترامب على الصعيد الوطني، وإن كان ذلك بفارق ضئيل في بعض الولايات المتأرجحة الرئيسية. 

وفي تقرير لـ (نورديا) كتب محللو البنك: "يتفق الجميع تقريباً على أن بايدن سيفوز، وأن الصفقة المتفق عليها قبل فوزه هي بيع الدولار/يوان. أن موقف بايدن الأقل عدوانية تجاه الصين كان في مقدمة أولوياته. لذلك، قد يكون من المنطقي توقع نوع من جني الأرباح لأصحاب وجهة النظر هذه، إذا فاز بايدن بالفعل". 

وعلى الأجندة الاقتصادية لليوم، تترقب الأسواق صدور بيانات طلبيات السلع المعمرة، والمقرر صدورها عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي. 

وبالنسبة للـ الجنيه الإسترليني فلقد تداول بدون تغيير يُذكر عند 1.3023، ليتمسك بالتداول فوق مستوى الـ 1.30 النفسي الهام، وسط استمرار الآمال في إبرام اتفاقية تجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي. وسيتوجه كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه، إلى لندن اليوم لاستئناف المفاوضات. 

وكانت بريطانيا قد غادرت الاتحاد الأوروبي رسمياً في 31 يناير، ولكن المفاوضات بين الجانبين استمرت بهدف الوصول إلى اتفاقية تجارية تحدد إطاراً لتعاملات بين الطرفين تصل إلى 900 بليون دولار سنوياً. وستنتهي العضوية غير الرسمية لبريطانيا في الإتحاد الأوروبي - المعروفة بالفترة الانتقالية - في أخر أيام هذا العام، 31 ديسمبر 2020. 

وفي تقرير لبنك (آي إن جي)، كتب المحللون: "نظراً للتوقعات بأن تمتد المفاوضات لبضعة أسابيع أخرى، فإن الجنيه الإسترليني يبحر مؤقتًا في المياه الأكثر هدوءً. ولكن بمجرد اقتراب المواعيد النهائية الجديدة، ستصل تقلبات الباوند إلى ذروتها مرة أخرى. ولذلك، فإن الوضع المحايد الحالي يعد عاملاً آخر يضيف إلى الانحراف الهبوطي للجنيه الذي يتمتع حالياً برضا الأسواق". 

ومن أخبار العملات الأخرى، تراجعت الليرة التركية أمام الدولار بنسبة 0.7٪، ليتداول الزوج عند 8.1309، ويستمر الدولار في التحليق فوق حاجز الـ 8 ليرات الهام نفسياً، على الرغم من اتخاذ هيئة التنظيم المصرفي التركية لخطوة أخرى في محاولات السلطات في البلاد إيقاف هزائم الليرة المستمرة. 

فلقد أعلنت الهيئة في وقت متأخر من يوم أمس الاثنين إن البنوك ستكون قادرة على إدراج القروض بالعملات الأجنبية، والمقدمة إلى بنوك محلية أخرى لمدة عام واحد، عند حساب نسبة الأصول، مما يسهل على هذه البنوك تلبية متطلبات رأس المال التنظيمية. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image