خاص ـ "الليرة التركية" والمليارات الضائعة، حاضر مظلم، ومستقبل قاتم

خاص ـ "الليرة التركية" والمليارات الضائعة، حاضر مظلم، ومستقبل قاتم

لا تنفك العملة أن تخرج من حفرة لتتعثر في كبوة، فيما يبدو أنه لا فرار من أن تستمر تلك العملة التي كانت في يوما ذات قوة في تراجعها مقابل الدولار. 

وباتت العملة التركية ثاني أسوأ عملات الأسواق الناشئة أداءا مقابل الدولار خلال 2020، رغم كل محاولات الإنقاذ التي يبذلها الجانب التركي. 

محاولات تتخطى سلطات محافظ المركزي التركي والسلطات المالية في البلاد، لتصل إلى رأس البلاد رجب طيب أردوغان الذي سعى مرارا لطمئنة المواطنين والمستثمرين على حد سواء. 

بيد أن كافة تلك المحاولات ذهبت هباءا، حتى المليارات العشرة من الدولارات والتي ضخ المركزي التركي ما يربو عنها في محاولة يائسة لإنعاش العملة الآخذة بتسارع في الانهيار. 

الأسوأ على الإطلاق 

وخلال تعاملات اليوم الاثنين تخطى الدولار ما يعادل الـ 8 ليرات تركية للمرة الاولى على الإطلاق. 

وهوت الليرة التركية أمام الدولار بأكثر من 1% إلى 8.0562 ليرة بعد ما لامست مستوى 8.0667 ليرة وهو الأدنى على الإطلاق. 

وخلال 2020 خسرت العملة التركية أكثر من 25% قيمتها مقابل الدولار لتأتي ثانية بعد عملة البرازيل كأسوأ العملات أداءا مقابل الدولار. 

المركزي يفشل 

وقرر البنك المركزي في مفاجئة من العيار الثقيل تثبيت معدل الفائدة دون تغيير. 

وأبقى المركزي التركي معدلات الفائدة عند مستوى 10.25%. 

ومنذ يوليو الماضي سعى المركزي التركي الى ضخ نحو 10 مليارات دولار لدعم العملة التي تتآكل قيمتها. 

وتخارج المستثمرون الاجانب من 13.3 مليار دولار من الأسهم والسندات التركية خلال 2020. 

وقال جولدمان ساكس (NYSE:GS) أن خطر تعرض العملة التركية لتقلبات حادة واضطرار صناع السياسة لرفع أسعار الفائدة بدرجة أكبر، قد ازداد بعد أن أبقى البنك المركزي سعره القياسي دون تغيير. 

وأضاف البنك نعتقد أن مخاطر الهبوط الحاد قد زادت عقب، ويوجد احتمالان يؤخر البنك المركزي فيه تشديد السياسة النقدية. 

ورجح جولدن مان مزيد من التقلبات في العملة ومن ثم أسعار فائدة أعلى وانكماش في الطلب. 

وقال البنك إن مستويات عجز ميزان المعاملات الجارية وسداد ديون القطاع الخاص تشير إلى استمرار نزوح الأموال عن الاقتصاد، لافتا إلى أن ذلك يضغط على العملة واحتياطيات النقد الأجنبي. 

مؤشرات سلبية  

وعن الاقتصاد التركي فمن المتوقع أن ينكمش 3.4 % لأول مرة منذ عام 2009. 

وفي الربع الثاني انكمش اقتصاد تركيا بنحو 9.9 %. 

وحطم عدد الشركات التي تم تصفيتها خلال الأشهر الـ 9 الأولى من العام الحالي في تركيا رقما قياسيا، حيث تجاوز عددها 10 آلاف شركة. 

وأعلن اتحاد (SE:7020) الغرف والبورصات التركي أن 10 آلاف 453 شركة أغلقت في الأشهر التسعة الأولى من عام 2020، في مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، إذ بلغ حينها 9385 شركة، ما يشير إلى ارتفاع بنسبة 11%. 

وزاد في تركيا عدد الشركات التي أغلقت بشكل مضطرد منذ عام 2015، إذ يشار إلى أن 1808 من أصل 10 آلاف 453 شركة، والتي أغلقت في الفترة من يناير إلى سبتمبر كانت "شركات مساهمة". 

حاضر مظلم ومستقبل قاتم  

 ألقت جائحة كورونا وتأثيراتها على الاقتصادات الناشئة، بظلالها السلبية على الاقتصاد والعملة التركية. 

 إضافة إلى انخراط أنقرة في عدد من الأزمات الخارجية تهدد بحروب لا تحمد عقباها في شرق المتوسط، بخلاف الانقلابات والمؤامرات السياسية التي تزخر بها البلاد، والهجمات الشرسة من جانب النظام الحاكم على المعارضين. 

وفتحت أنقرة العديد من الجبهات فما بين مواجهات ضد مصر والإمارات والسعودية وروسيا في الجبهة الليبية.  

وفي سوريا اشعلت فتيل أزمة كبرى مع حلفائها في موسكو وطهران. 

هذا بخلاف الجاب الذي يتسع يوما تلو الآخر مع حلفائها الأمريكيين والأوروبيين. 

فما بين نظام دفاع صاروخي روسي تعترض عليه الولايات المتحدة بشدة، وطموح جامح في ثروات حلفائها في حلف الناتو "قبرص واليونان"، تقف أنقرة على خلاف بين الطرفان. 

ويأتي هذا تزامنا مع صراع منطقة شرق المتوسط على الكنوز المدفونة من الغاز مع الإسرائيليين والجيران من قبارصة ويونانيين.  

ولم تكتفي أنقرة بتلك التوترات فحسب بل ذهبت الى حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، فيما انتشرت شائعات بشأن دور محتمل لها في اليمن. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image