تصريح واحد من إردوغان تكفل بدفع "الليرة التركية" لمستوى قياسي

تصريح واحد من إردوغان تكفل بدفع "الليرة التركية" لمستوى قياسي

سجلت الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي مستوى قياسي الانخفاض عند المستوى النفسي الهام للمستثمرين، مع تحدي الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، للولايات المتحدة بفرض عقوبات اقتصادية بسبب اختبار تركيا منظومة الدفاع الروسية، سوخوي 400. 

وسجلت الليرة التركية يوم الاثنين 8.05، بارتفاع أكثر من 1% لزوج الدولار مقابل الليرة التركية. 

قال إردوغان: "أيًا ما كانت عقوباتكم، لا تترددوا بفرضها." "أمرتونا بسحب منظومة سوخوي 400، ونحن لسنا دولة قبلية، نحن تركيا." 

وهددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات سياسية واقتصادية على تركيا، حليف الناتو، بعد استلامها منظومة الدفاع الصاروخية الروسية. يقول المحللون إن انتخابات الولايات المتحدة الشهر المقبل أعطت حكومة إردوغان فرصة لاختبار الأسلحة الجديدة. واستثنت الولايات المتحدة تركيا من شراء برامج تطوير الطائرات النفاثة إف 35. 

وأكد إردوغان يوم الجمعة على اختبار تركيا سوخوي 400، وأدانت وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاجون، هذا الإجراء. 

قال المتحدث باسم البنتاجون، جوناثان هوفمان: "اختبار المنظومة الروسية لا يتسق مع التزام تركيا كحليف للناتو والولايات المتحدة." 

وفي بيانه قال هوفمان: "تدين وزارة الدفاع بأشد العبارات الممكنة اختبار تركيا منظومة الدفاع الجوية إس 400 في 16 أكتوبر، وهو الاختبار الذي أكده الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان." 

وفقدت الليرة التركية أكثر من ربع قيمتها، بينما زادت مخاوف المستثمرين بسبب توتر العلاقات بين تركيا وبين الحلفاء الغربيين. 

هبطت الليرة التركية أيضًا متضررة من إبقاء البنك المركزي التركي على معدل الفائدة مستقرًا، بينما توقع المستثمرون رفعه، في إطار تشديد للسياسة النقدية بهدف وقف انهيار الليرة التركية. 

وأنفق البنك المركزي التركي مئات المليارات من الدولارات من الاحتياطي النقدي لوقف انهيار الليرة التركية، بما تسبب في نضوب الاحتياطي النقدي. ويعارض إردوغان رفع معدلات الفائدة، السبيل الوحيد لوقف انهيار الليرة التركية. 

افتتح الدولار الجلسة الأوروبية لأول أيام الأسبوع بالدفع إلى أعلى، بعد تسجيل أرقام قياسية من حالات الإصابة بفايروس كورونا في أوروبا والولايات المتحدة، إلى جانب الشكوك المحيطة بحزمة التحفيز الأمريكية، والتي تضائل فرصها قبل 8 أيام فقط من الانتخابات الرئاسية في البلاد. ودفعت هذه المخاطر المتداولين إلى إدارة ظهورهم للعملات ذات المخاطر العالية لصالح عملات الملاذ الآمن، وعلى رأسها الدولار. 

فعند الساعة 3:05 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:05 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تقدم مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.2٪ ليشير إلى 93.972، ليبدأ بالتعافي بعد أن كان قد فقد نحو 1٪ من قيمته خلال الأسبوع الماضي. 

كما تراجع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات اليورو/دولار بنسبة 0.2٪ ليسجل 1.1831. بالإضافة إلى ذلك، ارتفع الدولار أمام الين بنسبة 0.2٪، ليسجل 104.88. 

واستفاد الدولار من الوضع الوبائي، حيث استمر فايروس كورونا في إحداث الفوضى في أوروبا والولايات المتحدة، فسجلت كل من فرنسا وأمريكا عدداً قياسياً من حالات الإصابة خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأعلنت إسبانيا حالة الطوارئ من جديد، وفرضت إيطاليا الإغلاق على المطاعم والحانات في وقت مبكر من المساء. 

أما في الولايات المتحدة، فلم يكن هنالك الكثير من المؤشرات على قرب التوصل إلى حل وسط بشأن حزمة التحفيز التي طال انتظارها. وفي مقابلات منفصلة أجريت يوم أمس الأحد، اتهم كل من رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ورئيس موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز بعضهما البعض بـ "تحريك المرمى" بشأن مشروع قانون التحفيز، مما يشير إلى أن الاتفاق حول مشروع قانون جديد قبل انتخابات التي أصبحت على الأبواب، هو أمر مستبعد للغاية. 

وسيشهد هذا الأسبوع عقد ثلاثة بنوك مركزية كبرى لاجتماعات السياسة النقدية، بالإضافة إلى صدور بيانات النمو الاقتصادي لكل من الولايات المتحدة وأوروبا. 

ويتوقع المحللون أن يمتنع كل من بنك اليابان، وبنك كندا عن تغيير السياسة النقدية في الوقت الحالي، إلا أن الأنظار ستتجه صوب البنك المركزي الأوروبي، في أعقاب تلميحات من كبار مسؤوليه عن ظهور حاجة للمزيد من الإجراءات. 

أما على أجندة الأرقام الاقتصادية، فيُتوقع أن تُظهر البيانات المقرر صدورها يوم الخميس أن الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي قد قفز بنسبة 31.9٪ خلال الربع الثالث. كما يتوقع المحللون أن يشهد الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو انتعاشاً مشجعاً بعد كان قد سقط بنسبة 11.8٪ خلال الربع الثاني. 

وفي تقرير لـ (آي إن جي) قال محللو البنك: "فيما يتعلق بالبنك المركزي الأوروبي، يتوقع فريقنا رسالة متشائمة للغاية من الرئيسة لاغارد، والكثير من التلميحات حول المزيد من التسهيل الكمي في ديسمبر". 

ويتوقع البنك أن يشهد الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو قفزة بنسبة 9.5٪، ولكن قد يثبت الزمان أن هذا الرقم سيكون بمثابة نقطة قمة، مع توسع عمليات الإغلاق في أوروبا يوماً بعد يوم. 

وأضاف التقرير: "هذا يعني أن المرجح لزوج اليورو/دولار هو أن يستمر في التداول في نطاق بين 1.17 و 1.19 تقريباً، وليس أن يتحرك إلى ما فوق مستوى الـ 1.20 حالياً". 

أما الجنيه الإسترليني فلقد تراجع أمام الدولار بنسبة 0.3٪ ليتداول الزوج عند 1.3004، ويتشبث بالتداول فوق حاجز الـ 1.30 النفسي، وسط استمرار الآمال في إبرام اتفاقية تجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي. وساعدت (إس إن بي) في المحافظة على المعنويات الإيجابية تجاه العملة البريطانية، بعد أن أعلنت ليلة الجمعة عن الحفاظ على توقعاتها للبلاد، وعلى تصنيف الديون السيادية البريطانية عند نفس الدرجة المرتفعة. 

ومن أخبار العملات الأخرى، سقطت الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي بأكثر من نقطة مئوية كاملة، ليتداول الزوج عند 8.0640، ويخترق حاجز الـ 8 ليرات المهم جداً من الناحية النفسية. واستمرت العملة التركية في السقوط منذ أن أعلن البنك المركزي في البلاد عدم رفع أسعار الفائدة في ختام اجتماعه الذي جرى يوم الخميس. 

وكانت الليرة قد تضررت بشدة من انخفاض الأسعار الحقيقية في ظل الضغوط التضخمية، وكذلك المناوشات العسكرية التي دخلت فيها البلاد في شرق البحر المتوسط، والمعارك في القوقاز، والأضرار الاقتصادية الناجمة عن الوباء. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image