لماذا يواصل سعر الدولار الأمريكي USD الهبوط؟

يستمر تراجع سعر الدولار الأمريكي USD لليوم الرابع على التوالي ويهبط أدنى المستويات 93.00 للمرة الأولى منذ أكثر من شهر كامل، وسط عدة ضغوط تثقل على حركة الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية يترأسها تطورات حزمة التحفيز الأمريكي. ويمكن تلخيص أهم العوامل التي تقود حركة سعر الدولار USD فيما يلي:

حزمة التحفيز المالي

يعود السبب الرئيسي لحركة سعر الدولار على مدار الأيام الماضية إلى مستجدات حزمة التحفيز المالي، فقد صرحت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي في وقت سابق حول حزمة التحفيز المنتظرة بأنها لديها تفاؤل كبير حيال إقرار حزمة التحفيز، وبخاصة بعد التغير الكبير الذي حدث في العطلات، وأن هدفنا الرئيسي من حزمة التحفيز هو التصدي لتداعيات تفشي فيروس كورونا.

فقد تراجع سعر الدولار USD وانخفاض مؤشر الدولار DXY بنسبة 0.36% يوميا أدنى المستويات 93.00 ليتداول خلال الساعة الأخيرة قرب 92.70 وهو أدنى مستوياته منذ 10 سبتمبر 2020.

ويأتي انخفاض الدولار الأمريكي خلال اليوم بدعم من تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الإيجابية التي عززت الآمال في التوصل إلى اتفاق حزمة التحفيز الأمريكية، مما حفز التفاؤل في الأسواق دفعت المتداولين إلى زيادة رهاناتهم على العملات ذات المخاطر العالية في مقابل بيع الدولار الأمريكي.  

مستجدات فيروس كورونا

أدى ظهور الموجة الثانية من فيروس كورونا عالميا إلى التأثير على قطاعات الطيران في عدد من الدول، وتستمر الشركات في التخلي عن عدد كبير من العمالة في سبيل الاستدامة وسط أزمة كورونا وتداعياتها الاقتصادية.

وأخر الأنباء الخاصة بتسريح العمالة جاءت عن شركة كاثي باسيفيك للطيران التي ذكرت أن حجم خفض العمالة الأولي كان يمثل نحو 7000 وظيفة فيم تم خفض هذا العدد إلى 6000 بعد أن أعلنت الحكومة في هونج كونج عن حزمة دعم مالي لشركات قطاع الطيران بنحو 5 مليار دولار، ومن الجدير بالذكر أن شركة الخطوط الجوية السنغافورية قد أعلنت عن تخفيض العمالة لديها بنحو 20% كما أعلنت شركة الطيران الاسترالية كانتاس قبل بداية جائحة كورونا أنها ستقوم بالتخلي عن 30% من العمالة.

وبالطبع سلبية الأنباء المتعلقة بفيروس كورونا تثقل على حركة سعر الدولار USD لما قد يساهم في تعزيز سلبية البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة.

الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020

لا يزال سوق العملات وبخاصة الدولار الأمريكي يترقب تطورات الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020. وتظل أخر التطورات تميل إلى احتمالات فوز المرشح جو بايدن بهذه الانتخابات المقبلة، وهو ما قد يكون له تأثير سلبي على الدولار USD.

وفي أخر تعليقات عن بنك جولدمان ساكس أشار إلى أن أغلب استطلاعات الرأي تظهر أن فرص فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية المقبلة أصبحت أقوى من فرص فوز دونالد ترامب، مضيفا أن فوز بايدن مع احتمالية قوية لاستحواذ الديمقراطيين على أغلبية البرلمان الأمريكي؛ فإن ذلك سيعني تمرير حزمة تحفيز مالية بقدر كبير.