أوروبا على صفيح ساخن "الوقت ينفذ، والمواربة شبح استراليا وأمل كندا" 

أوروبا على صفيح ساخن "الوقت ينفذ، والمواربة شبح استراليا وأمل كندا" 

مفاوضات ومناورات ومناوشات سياسية بين صديقي الأمس خصوم اليوم، فما بين المد والجزر تأتي العلاقة الجديدة بين حلفاء الأمس بريطانيا والاتحاد الأوروبي، فبعد تلك السنون لم ينجح الطرفان للتوصل الى اتفاق نهائي بشأن بريكسيت الذي لم يبق عليه سوى نحو 8 أسابيع لبدء تفعيل سريان بنوده. 

خياران 

ويبدو ان البريكسيت لم يعد أمامه سوى خياران لا ثالث لهما، إما الاتفاق والتوصل الى تجربة شبيهة باتفاق الاتحاد وكندا ليخرج الجميع فائزون، أو الخروج دون اتفاق على اتفاق استراليا. 

ويبدو أن "شروط أستراليا" حسمت الجدل المثار بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بشأن المفاوضات التجارية عقب خروج المملكة المتحدة من الاتحاد، حيث أعلنت بريطانيا أنه في حال فشل الوصول لاتفاق تجاري ستطبق "شروط أستراليا". 

شروط استراليا 

وشروط استراليا شروطا وضعتها منظمة التجارة العالمية، وأستراليا ليس لديها اتفاقية تجارية شاملة مع الاتحاد الأوروبي، ومعظم تدفقات التجارة بين الاتحاد واستراليا تنظمها قواعد منظمة التجارة العالمية، رغم وجود بعض الاتفاقات بشأن بضائع معينة. 

ولا يوجد لدى أستراليا اتفاق تجاري شامل مع الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن الجانبين يتفاوضان بشأن اتفاق.  وحاليًا، يتم هامش كبير من التجارة بينهما بموجب شروط منظمة التجارة العالمية. 

وخرجت بريطانيا مطلع فبراير رسميا من الاتحاد الأوروبي، بعد 47 عاما من العضوية في التكتل الأوروبي، ويأتي الخروج الكبير بعد 3 أعوام ونصف العام من تصويت البريطانيين بنسبة 52% لصالح الخروج من الاتحاد في استفتاء أجري عام 2016. 

اتهامات 

واتهم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الاتحاد الأوروبي بالفشل في التفاوض بجدية على إبرام اتفاق تجاري بعد خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي، وأن حكومته تستعد الآن لعلاقة على غرار أستراليا مع الكتلة. 

وقال جونسون لدينا عشرة أسابيع فقط حتى نهاية الفترة الانتقالية في الأول من يناير لذا يتعين على إصدار حكم بشأن النتيجة المحتملة وإعدادنا جميعًا. 

وأضاف جونسون: بالنظر إلى أنهم رفضوا التفاوض بجدية خلال الأشهر القليلة الماضية، فقد خلصت إلى أنه يجب علينا الاستعداد ليوم 1 يناير بترتيبات أشبه بترتيبات أستراليا القائمة على مبادئ بسيطة للتجارة الحرة العالمية. 

الوقت ينفذ 

وقالت الحكومة البريطانية إن الشركات بحاجة إلى تكثيف الاستعدادات، حتى لا تتأثر بقواعد التجارة الجديدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)،وستحث حملة إعلامية بعنوان "الوقت ينفد" الشركات على التركيز على الأول من يناير القادم كموعد نهائي للخروج. 

ولم يتضح بعد بالضبط الشكل الذي ستكون عليه العلاقات التجارية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وقالت مجموعة تمثل شركات بريطانية إنه ليس من المستغرب أن الشركات تعاني من أجل الاستعداد نظرا لعدم وضوح الرؤية حتى الآن. 

وفي غضون ثمانية أسابيع فقط، ستكون بريطانيا خارج الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، ونتيجة لذلك، ستحتاج الشركات إلى التأكد من التزامها بالإجراءات الجمركية الجديدة، والتأشيرات وتصاريح العمل وقواعد الهجرة الجديدة. 

وقال وزير شؤون مجلس الوزراء مايكل غوف: "لا ترتكبوا أخطاء، هناك تغييرات قادمة في غضون 75 يوما فقط، والوقت ينفد أمام الشركات للعمل". 

وأضاف: "علينا جميعا أن نبدأ العمل الآن، حتى نتمكن من اغتنام الفرص الجديدة المتاحة لدولة تجارية مستقلة، تتحكم في حدودها ومياهها الإقليمية وقوانينها". 

المواربة 

وقالت الحكومة البريطانية أن المفاوضات الرسمية مع الاتحاد الأوروبي بشأن صفقة تجارية "انتهت" دون التوصل إلى اتفاق، وأنه يتعين على بريطانيا الاستعداد لمغادرة الاتحاد، وفقا لما وصفته بشروط على غرار أستراليا. 

وقالت الحكومة البريطانية الأحد إنها لا تزال ترغب بالتوصل إلى اتفاق تجاري لمرحلة ما بعد بريكسيت، رغم تعثر المحادثات بين لندن وبروكسل. 

وقال وزير العدل البريطاني مايكل غوف إنه ما زال يأمل في التوصل إلى اتفاق وان إن الباب سيظل "مواربا" إذا غير الاتحاد الأوروبي موقفه. 

ويختلف الجانبان حول قواعد المنافسة العادلة، وكيف ستتم مراقبة هذه القواعد ومدى وصول أساطيل الصيد في الاتحاد الأوروبي إلى مياه المملكة المتحدة. 

كندا ليست بريطانيا 

وتريد بريطانيا إعادة تأكيد سيادتها على مياهها وألا يكون هناك إشراف قانوني من الاتحاد الأوروبي على الاتفاق، وتصر على أنها تريد اتفاقا تجاريا بسيطا من النوع الموقع بين الاتحاد الأوروبي وكندا. 

لكن الاتحاد الأوروبي يقول إن وضع بريطانيا مختلف تمامًا عن وضع كندا. 

وأعلن مجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل، في أكتوبر 2016 أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي صدقت بشكل رسمي على اتفاقية "سيتا" للتجارة الحرة بين الاتحاد وكندا. 

وقال المجلس إن هذه المصادقة فتحت الطريق أمام توقيع الاتفاقية على المستوى الأوروبي، والاتفاقية عبارة عن محاولة لإحياء العلاقات التجارية بين أمريكا الشمالية وأوروبا في إطار منظمة التجارة العالمية. 

سيتا 

وتعد "سيتا" من أكبر اتفاقيات التجارة بين الاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة اتفاق التبادل التجاري والشراكة الاستثمارية عبر المحيط الأطلسي والذي يلقى معارضة عدد من دول الاتحاد الأوروبي والغالبية العظمى من المواطنين الأوروبيين. 

ووفقا لتقديرات المفوضية الأوروبية فإن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وكندا سيؤدي إلى إلغاء حوالي 99% من إجمالي الرسوم الجمركية لإزالة العقبات التجارية بين الطرفين وتنشيط التجارة والمشروعات الاقتصادية. 

وقد يؤدي الفشل في إبرام اتفاق إلى عودة بريطانيا وأوروبا إلى شروط منظمة التجارة العالمية، مع فرض رسوم جمركية وحصص أعلى، ما قد يكون له تبعات مدمرة على الاقتصادات التي أضعفها وباء كوفيد-19. 

وفي تلك الأثناء يرتفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي بفضل ضعف مؤشر الدولار، ويسجل زوج اليورو دولار 1.1758. بينما الجنيه الاسترليني مقابل الدولار فيسجل ارتفاع بـ 0.72%.

لمعرفة تحليل الزوجين تابع:

الجنيه الاسترليني والسيناريوهات المتوقعة

اليورو دولار والسيناريوهات المرجحة

الجنيه الاسترليني يعود للحيرة، والتراجع هو أفضل احتمالات التداول


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image