التحليل الأساسي اليومي للذهب
استمر الذهب في الحفاظ على دعم الاتجاه الصعودي العام وسط حالة تدهور التوقعات العالمية، مع تباطؤ تعافي الاقتصاد العالمي من ناحية، وأزمة الديون المتفاقمة من الناحية الآخرى.
وظل العزوف عن المخاطر والمخاوف العاملين المهيمنين على تحركات السوق مع بداية الأسبوع، حيث لا تزال الأزمة اليونانية في دائرة الضوء. وحافظ الذهب على قوته في ضوء حالة العزوف عن المخاطرة السائدة وعلى الرغم من تماسك الدولار، حيث أن الطلب مازال منحازاً إلى الذهب كملاذ وهذه الخطوة في صالح الذهب. واستمر الذهب في توسيع مكاسبه على خلفية أزمة الديون وزيادة خطر التعثر عن السداد من جانب اليونان.
وعادت المخاوف إلى الهيمنة على السوق بعد الارتداد المؤقت يوم الجمعة. وقام وزراء مالية منطقة اليورو في بداية الأسبوع بتأجيل صرف الأموال لليونان المثقلة بالديون، حيث قاموا بوضع مزيد من الضغوط على الحكومة والبرلمان اليوناني لتمرير التدابير التقشفية الجديدة من أجل تحقيق التمويل في شهر يوليو والذي هم في حاجة ماسة ليكونوا قادرين على سداد الديون اليونانية.
هذا الضغط النظامي في السوق حفظ تدفق الأموال على الذهب للمستثمرين الذين يبحثون عن حماية من الكارثة التي يمكن أن نراها إذا كانت اليونان دُفعت بالفعل قبالة الحافة. وسوف يظل هذا الخوف البارز بالضغط السائد في السوق يوم الثلاثاء وسيتحول التركيز إلى البرلمان اليوناني والتصويت على الثقة وسيتم مراقبته عن كثب.
ونرى أن الذهب يمتلك فرصاً في الاستمرار في الاتجاه الصعودي يوم الثلاثاء على خلفية مشاكل الديون السائدة. وسيكون التركيز على اليونان وتصويت الثقة في البرلمان في وقت متأخر يوم الثلاثاء. وفي حالة عدم وجود تصويت على الثقة وتقييد تدابير التقشف سيكون لذلك تأثيراً سلبياً بشكل عنيف على السوق، كما أن خطة الانقاذ المقدمة من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي تعتمد على تلك التدابير لتمريرها.
وينتاب المستثمرون خوفاً من عدم التصويت من البرلمان اليوناني، وخصوصاً على الذهب، ونحن بحاجة إلى أن ندرك أن تزايد المخاوف بشأن اقتراح من هذا القبيل قد يؤدي إلى عمليات بيع كبيرة بشكل عام وربما يتحول ملاذ الطلب على الذهب إلى تسييل قوي وهو أيضاً خطر لأصحاب السلع، وبالتالي سيراقب المعدن الأصفر بدقة ومناطق 1520 دولار و الآن 1550 دولار ستعود لتصبح العوامل المهيمنة مرة آخرى على المستثمرين