التحليل الأساسي الأسبوعي للذهب
كان الأسبوع الماضي حافلاً جدا بالنسبة للمعدن الثمين حيث استمر التداول عليه بدرجة عالية من التقلب في خضم عدم اليقين المتزايد في السوق، وأزمة الديون المتفاقمة في أوروبا.
ووجد المعدن الأصفر دعماً في البداية من تقارير التهديدات التضخمية وفقاً للبيانات الصادرة من كلٍ من الصين والهند وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث دعَم كلٍ منهم الطلب على المعدن كملاذ في ظل موقف البنوك المختلط حول السياسة النقدية.
وبالنسبة للدول الآسيوية، كان القرار سهلاً مع الثقة في وضعهم الاقتصادي على العكس من أقرانهم. حيث قامت الصين مباشرةً برفع متطلبات الاحتياطي للبنوك، وقامت الهند برفع معدلات الفائدة لتقوم باحتواء التضخم. أما بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي فقد أشاروا بالفعل برفع معدلات الفائدة في شهر يوليو، بينما ظل كل من بنك انجلترا والبنك الاحتياطي الفيدرالي دون تغيير في سياستهم النقدية.
وعلاوةً على ذلك، فإن الاحتياطي الفيدرالي سيكون محور اهتمامنا هذا الأسبوع حيث سيصدر قرار الفائدة الأمريكي يوم الأربعاء. ومن المتوقع أن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي على معدلات الفائدة عند أدنى مستوى تاريخي فيما بين 0.00% - 0.25% وذلك على ضوء نهاية الدورة الثانية من التسهيلات النقدية. ومن المرجح أن يبرزوا علامات تباطؤ النمو حتى تكبح جماحهم من توفير إشارات قوية لجولة ثالثة من التسهيلات النقدية، لأن السوق لا يزال غارقاً بالسيولة وأن الاقتصاد يحتاج إلى أن يتباطأ بشدة لإدارة الجولة الثالثة التي ستكون بعد ذلك وقت سئ في السوق.
وسيُبقي هذا الموقف الدولار متبايناً وسيزيد من الطلب على الذهب على ضوء ارتفاع التضخم بمعدلات ثابتة مع توفير عائد حقيقي سلبي على الاستثمارات.
وتُعد أزمة الديون وتفاقم الوضع في اليونان من العوامل الآخرى التي ستؤثر على المعدن الأصفر. ففي هذا الأسبوع سيكون اجتماع وزراء مالية الاتحاد الأوروبي و تصويت الثقة في البرلمان اليوناني على تدابير التقشف، و أخيراً قمة الاتحاد الأوروبي.
ويأتي العامل الأول ألا وهو اجتماع الايكوفين وأي تعليقات من وزراء مالية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ حيث سيبدأ الاجتماع مساء الأحد. ومن المتوقع أن يناقشوا الأزمة اليونانية ووضع اللمسات الأخيرة على موقفهم من الشريحة الخامسة من القروض إلى اليونان في يوليو والمقدرة بـ 12 مليار يورو من إجمالي 110 مليار يورو من خطة الانقاذ المقدمة من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي العام الماضي. وسيساعد إقرار القروض على الأرجح في تصحيح اليورو بعض خسائره مع بداية الأسبوع.
وستُبقي هذه الأحداث أزمة الديون تحت دائرة الضوء في السوق. وحتى الآن، فإن التوقعات إيجابية بالنسبة للثلاثة أحداث، إلا أن أكثرهم مخاطرة هو تصويت الثقة. وفي حالة حجب البرلمان اليوناني الثقة وتدابير التقشف يوم الثلاثاء، فإنه سيؤدي إلى عمليات بيع جديدة في السوق ودعم الذهب كملاذ على ضوء تجدد الرهانات على تعثر اليونان.
وتُعتبر قمة زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الخميس آخر أهم الأحداث لهذا الأسبوع حيث من المتوقع أن يكون التركيز بشكل كبير على الأزمة اليونانية ومعاناة الديون المتفاقمة في منطقة اليورو وفي أوروبا ككل.
ولدينا أيضاً هذا الأسبوع بيانات النمو في الولايات المتحدة الأمريكية والتي من شأنها أن تضيف إلى التقلبات في ظل التركيز على آفاق النمو العالمي. وأبقى كل من ارتفاع المخاطر في السوق وحالة العزوف عن المخاطرة بشكل عام دعماً للمعدن الأصفر، وبالتالي فإن كل الاحتمالات مازالت قوية في أن يستمر الذهب في ارتفاعه، ومع تراجع التشاؤم بشكل قوي بشأن اليونان وعودة شهية المخاطرة في أسواق الأسهم فإن ذلك سيثقل كاهل المعدن الأصفر في الاتجاه الهابط لهذا الأسبوع.