ما توقعات الدولار الأمريكي، و"الليرة التركية" إلى أين؟

ما توقعات الدولار الأمريكي، و"الليرة التركية" إلى أين؟

بقلم بيتر نيرس 

ارتفع الدولار مع افتتاح جلسة التداول الأوروبية لليوم الثلاثاء، حيث استفادت العملة الأمريكية من النفور من المخاطرة الذي قاد المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن بعد النكسة التي تعرضت لها شركة (جونسون آند جونسون) على صعيد عقارها الذي كان مرشحاً ليكون لقاحاً ضد فيروس كورونا. 

فعند الساعة 2:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (6:55 صباحاً بتوقيت جرينتش)، ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة طفيفة بلغت 0.1٪ ليشير إلى 93.228. ويحاول الدولار استعاد جزء من قوته بعد أن كان قد تعرض لأكبر خسارة يومية في ستة أسابيع يوم الجمعة، وسجل أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند 92.997. 

كما تراجع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات اليورو/دولار بنسبة 0.2٪ ليتداول عند 1.1785، بينما ارتفع الدولار/ين بنسبة 0.1٪ ليتداول عند 105.37. وتراجع الدولار الأسترالي الحساس تجاه المخاطر، بنسبة 0.4٪، ليسجل 0.7179. 

وفي وقت متأخر من مساء أمس الإثنين، أعلنت شركة جونسون آند جونسون (NYSE:JNJ)، إنها قد أوقفت مؤقتاً التجارب السريرية على لقاحها المرشح الخاص بفيروس كورونا، بسبب مرض لم يتم تفسيره، أصاب أحد المتطوعين الذين تمت تجربة اللقاح عليهم، مما يعني تأخيراً في أحد أكبر الجهود المبذولة لاحتواء هذا الوباء العالمي.  

وفي شهر سبتمبر الماضي، كانت شركة أسترزينيكا (NYSE:AZN) الأخرى قد أوقفت بشكل مؤقت تجارب المرحلة الأخيرة من لقاحها التجريبي الخاص بالفيروس كذلك، والذي كان يتم تطويره بالتعاون مع جامعة أكسفورد، ولنفس السبب أيضاً. وبينما استؤنفت التجارب في بريطانيا وأماكن أخرى، لا تزال التجارب الأمريكية معلقة في انتظار مراجعة الهيئات التنظيمية. 

ورغم ذلك، فإن مكاسب الدولار بقيت محدودة، واستمرت النغمة العامة في كونها إيجابية لأصول المخاطر، وذلك في ظل ميل استطلاعات الرأي إلى الإشارة إلى فوز واضح في الانتخابات الرئاسية للمرشح الديمقراطي جو بايدن. وتتوقع الأسواق أن يؤدي ذلك إلى إقرار حزمة تحفيز ضخمة لدعم الاقتصاد المتضرر من الوباء (بعد الانتخابات الرئاسية). 

وفي تقرير لـ (أي إن جي) قال محللو البنك: "يبدو أن ما يقدم الدعم للأصول الخطرة، وما يضغط على الدولار، هو الآمال بالحصول على حزمة تحفيز ضخمة في الولايات المتحدة، حيث يقتنع المستثمرون بوجهة النظر التي تقول إنه لن يتم الطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية". 

الرسم البياني اليومي: المحللون ينصحون ببيع الدولار، لماذا يتفق التحليل الفني معهم؟

وأضاف التقرير: "لا نتوقع أن يتم تحدي هذا الرأي خلال هذا الأسبوع، حيث يبدو أنه سيتم تأجيل المناظرة الرئاسية المتلفزة الثانية، ولا يريد أي من الحزبين في الكونجرس أن يُنظر إليه على أنه هو من تسبب بقتل جهود التحفيز". 

كما تداول الباوند/دولار على انخفاض بنسبة 0.2٪ ليسجل 1.3041، ويستمر في التداول فوق المستوى النفسي الرئيسي 1.30. وساهمت الآمال بشأن إحراز تقدم في مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في تهدئة القلق الناتج من فرض القيود الجديدة على الاقتصاد لكبح جماح انتشار الفيروس في البلاد. وبالنسبة لسعر صرف العملة البريطانية مع نظيرتها الأوروبية، انخفض اليورو/باوند بنسبة 0.1٪ ليتداول عند 0.9037، ويبقى على مقربة من أضعف مستوياته في أسبوعين. 

وبالعودة إلى تقرير (أي إن جي)، نقرأ: "قمة الاتحاد الأوروبي المقررة يوم الخميس هي الموعد النهائي الذي حدده رئيس الوزراء بوريس جونسون للوصول إلى اتفاق تجاري، لكننا نتوقع تجاوز الموعد النهائي، واستمرار المفاوضات في الأسابيع المقبلة". 

وعن إمكانيات تحرك العملة البريطانية، ذكر التقرير أن "صافي مراكز البيع على الجنيه الإسترليني يعطي بعض المساحة لمعادلة المراكز، ولكن من المهم أن نلاحظ أن حجم صفقات بيع الجنيه الإسترليني لا يزال صغيراً مقارنة بالفترات الأخرى التي كانت احتمالات عدم التوصل إلى اتفاق تُعتبر مخاطرة جادة". 

ومن أخبار العملات الآسيوية، تداول الدولار/يوان بدون تغيير يُذكر، عند 6.7471، بعد موجة من ضعف العملة الصينية الأخيرة والتي شهدتها الأيام الأخيرة. وكان البنك المركزي في البلاد قد قام بخفض نسبة الاحتياطي المطلوب للمؤسسات المالية عند إجراء بعض عمليات التداول الآجلة للعملات الأجنبية، في محاولة لإيقاف صعود العملة، ولكن تخلل ذلك صدور بيانات تجارية قوية. 

أهم توقعات الليرة التركية:

وصلت الليرة التركية يوم الجمعة الماضية لمستوى 7.95 ليرة لكل دولار. وحينها تدخل البنك المركزي التركي لوقف النزيف ورفع معدل الفائدة على مبادلات الليرة التركية (السواب)، وخلال يوم أمس رفع البنك المركزي التركي من معدل المكافأة على احتياطات البنوك من الليرة التركية. 

التركي يتدخل لإنقاذ "الليرة التركية" ويحدث ارتفاعًا، هل يستمر؟

عاجل: قرار جديد من المركزي التركي لإنقاذ الليرة التركية

ولكن يرى محللو رابوبنك أنه من المبكر دعوة المستوى القياسي الأخير ذروة لزوج الدولار مقابل الليرة التركية، جراء الصراعات المسلحة التي تنخرط تركيا فيها. 

قال المحللون: "ما عمد إليه البنك المركزي يوم الجمعة من رفع معدل المبادلات 150 نقطة أساس وصولًا لـ 11.75، سيزيد من نفقات التمويل للدائنين المحليين، ويدل على البنك المركزي على الأرجح سيرفع معدل فائدته في 22 أكتوبر المقبل، بعد رفعه المعدل الشهر الماضي بـ 200 نقطة أساس. وبينما يعطي هذا علامة مشجعة على مجهودات البنك المركزي التركي في دعم الليرة، إلا أنه من المبكر دعوة ما وصل إليه زوج الدولار ليرة تركية ذروة." 

"يظل الانحياز الإيجابي لزوج الدولار ليرة تركيا مدعوم من التوتر الجيوسياسي النابع من الصراع الأذربيجاني الأرمني." وعندما تحدث الرئيس الأرمني إلى بلومبرج، بدا عليه تفاؤل حذر بشأن المفاوضات مع أذربيجان حول هدنة لوقف إطلاق النار، في أسوأ صراع تشهده البلد منذ عقود على المنطقة المتنازع عليها، نارجونو قره باغ. وقال أيضًا إن انخراط تركيا، الداعمة لأذربيجان، عقّد المشهد، وينذر بتدخل الناتو للتحقيق في الدور التركي. 

وتستمر إلى اليوم انتهاكات اتفاقات وقف إطلاق النيران، بما يصعب الموقف. 

وليست تلك المشكلة الوحيدة التي تواجه الليرة التركية، فما زال لديها: 

مخاوف فرض العقوبات من الولايات المتحدة، بسبب المنظومة الدفاعية سوخوي 400 الروسية. 

التوتر بين اليونان وتركيا حول التنقيب في المياه الإقليمية. 

انخراط تركيا في الصراعين السوري، والليبي. 

إضافة لمعاناة تركيا من تراجع احتياطي العملات الأجنبية بعد محاولتها الفاشلة في شهر يوليو الماضي لتثبيت سعر صرف الليرة التركية. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image