الدولار القوي وأرجوحة الخطة الحائرة، قصة لم تنتهي

الدولار القوي وأرجوحة الخطة الحائرة، قصة لم تنتهي

يعتبر الدولار الضعيف أمراً مرغوباً، حيث أن العملة الأمريكية القوية تميل إلى أن تعني أن الأموال قد تدفقت صوب الولايات المتحدة بحثاً عن ملاذ آمن.  

وهبوط العملة الأقوى في العالم يعني عودة شهية المخاطرة، حتى في ظل عدم القدرة على التغلب على الفيروس، كما أن الدولار القوي يخلق مشاكل للأسواق الناشئة. 

وفي الوقت ذاته فإن الدولار الضعيف يعني مكاسب وقوة للمعادن وعلى رأسها الذهب حيث تغدو كونها ملاذات آمنة. 

ليس هذا فحسب، بل يتجاوز الأمر لنتائج اعمال الشركات التي تستثمر خارج حدودها، فالدولار القوي يعني تراجع أرباح وايرادات تلك الشركات عند تحويلها. 

وعلى مدار تعاملات الأسابيع القليلة الماضية شهدت الأسواق المالية العالمية ارتفاعات كبيرة لتستعيد جميع خسائرها التي تكبدتها خلال أزمة “كورونا” والتي عززها انخفاض قيمة الدولار الأمريكي. 

أرجوحة التحفيز 

دفعت أزمة كورونا العالم الى هاوية اقتصادية جديدة عالمية، تشبه في عمقها تلك التي حدثت في ثلاثينات القرن الماضي 1929. 

وهو ما حدا بالسلطات النقدية في الولايات المتحدة، ومنطقة اليورو واليابان، وبريطانيا، أن تسلك طريق إنقاذ الاقتصاد عبر خطط التحفيز. 

وتظل حزمة التحفيز الأميركية المحتملة بقيمة تحوم حول تريليوني دولار محل شكوك، وسط إشارات عدم التوصل إلى اتفاق قريباً بين المشرعين الأميركيين.  

فالجمهوريين يردونها في حدود 1.6 ترليون دولار زادت مؤخرا الى 1.8 ترليون دولار رغم رفض ترامب. 

وفي المقابل يبتغي الديمقراطيين خطة أوسع واقوى لإنعاش الاقتصاد الامريكي ويقترحون خطة في حدود 2.2 ترليون دولار. 

يأتي ذلك في الوقت الذي أغرقت الحكومات والبنوك المركزية الأسواق بإجراءات تحفيز غير مسبوقة لتقليل الضرر الاقتصادي الناجم عن الجائحة. 

قوة تاريخية

تعود هيمنة الدولار يعود إلى تاريخ طويل، فبعد انتهت الحرب العالمية الثانية، كانت معظم بلدان العالم وعلى رأسها بلدان أوروبا المتقدمة (SE:2330) صناعيا قد دُمرت تماما. 

ولم ينجو منذ هذا الدمار سوى الولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا كان الناتج الأمريكي عند نهاية الحرب يصل إلى ما يقرب من 60% من إجمالي الناتج العالمي. 

وكانت أمريكا القوة التجارية الرئيسية في العالم، حيث بلغت صادراتها نحو 22% من جملة الصادرات العالمية، وبلغت وارداتها 13% من جملة الواردات العالمية في عام 1948، مع تحقيقها لفائض في ميزانها التجاري يزيد على 4.5 مليار دولار.  

والتزمت الولايات المتحدة الأمريكية حينها بعدم تحويل الدولار إلى وزن محدد من الذهب مما دعم باستمرار الثقة عملتها ليصبح دون منازع عملة الاحتياطي الدولي. 

ماذا فعل الدولار اليوم؟

وارتفع الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية خلال تعاملات اليوم الإثنين ارتفع الدولار مقابل اليورو بنسبة 0.2 % إلى 1.1803 دولار. 

وصعد أمام الين الياباني بنحو 0.08 %مسجلا 105.54 ين ياباني. 

وزادت العملة الأمريكية أمام الاسترليني البريطاني بنسبة 0.1 % لتصل إلى 1.3019 دولار. 

 وارتفع الدولار 0.1% مقابل الفرنك السويسري لتسجل 0.9116 فرنك. 

وصعد مؤشر الدولار الرئيسي الذي يقيس أداء العملة أمام 6 عملات رئيسية بنحو 0.1% إلى 93.138.

بلومبرج: هل ينقذ المركزي التركي الليرة التركية؟


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image