بلومبرج: هل ينقذ المركزي التركي الليرة التركية؟

بلومبرج: هل ينقذ المركزي التركي الليرة التركية؟

ارتفع الدولار مع افتتاح جلسة التداول الأوروبية الأولى لهذا الأسبوع، حيث يبدو أن المفاوضات حول إجراءات التحفيز في الولايات المتحدة تواجه صعوبات مع اقتراب الانتخابات. 

فعند الساعة 2:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (6:55 صباحاً بتوقيت جرينتش)، ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.1٪ ليشير إلى 93.108. ويحاول الدولار استعاد جزء من قوته بعد أن كان قد تعرض لأكبر خسارة يومية في ستة أسابيع يوم الجمعة، وسجل أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند 92.997. 

كما تراجع الزوج الأكثر تداولاً في سوق العملات اليورو/دولار بنسبة 0.1٪ ليتداول عند 1.1814، وكذلك فعل الدولار/ين الذي انخفض بنسبة 0.1٪ ليتداول عند 105.50. وبالمثل، تراجع الدولار الأسترالي الحساس تجاه المخاطر، بنسبة 0.2٪، ليسجل 0.7227. أما الباوند/دولار فلم يُظهر الكثير من التغيير، وتداول على استقرار تقريباً عند 1.3050. 

وكانت العملة الأمريكية قد تعرضت لضربة قوية يوم الجمعة، وسط توقعات بقرب التوصل إلى اتفاق حول حزمة تحفيز جديدة في الولايات المتحدة، حيث اقترحت إدارة الرئيس ترامب حزمة جديدة بقيمة 1.8 تريليون دولار. وفي حال التوصل إلى اتفاق، فإن ذلك يقلل الحاجة إلى الدولار كعملة ملاذ آمن. 

إلا أن هذا الاقتراح وجد المعارضة من الجانبين، حيث قال الديموقراطيون إنه لم يكن شاملاً بما فيه الكفاية، بينما عبر الجمهوريون عن قلقهم بشأن المدى الذي يمكن أن تؤدي فيه هذه الحزمة العملاقة إلى زيادة ديون البلاد المتراكمة أصلاً. 

ولكن، إذا أخذنا بكلام جولدمان ساكس (NYSE:GS)، فإن هذا الارتداد في الدولار قد يكون قصير الأجل. فلقد أشار البنك الاستثماري صاحب النفوذ والتأثير إلى أن العملة الأمريكية قد تنخفض إلى المستويات المتدنية التي كانت قد وصلت لها في 2018، عندما انخفض مؤشر الدولار إلى ما دون 89 نقطة، مع تزايد احتمالات فوز جو بايدن بالانتخابات الأمريكية، والتقدم في محاولات الوصول إلى لقاح لفايروس كورونا. 

فلقد كتب محللو البنك في تقرير صدر يوم الجمعة: "تنحرف المخاطر نحو ضعف الدولار، ونرى احتمالات منخفضة نسبياً لأن تؤول الأمور إلى نتيجة أكثر إيجابية له، والتي ستكون فوز السيد ترامب بالانتخابات، وفي ذات الوقت تأخير كبير في جهوزية اللقاح. في حال تحقق ما يسمى "الموجة الزرقاء" في الانتخابات، واستمرار الأخبار الإيجابية على الجدول الزمني للقاح، فإن ذلك يمكن أن يعيد كل من مؤشر الدولار، ومؤشر الدولار الموزون بالتجارة، إلى قيعان 2018". 

ومن أخبار العملات الآسيوية، تراجع اليوان الصيني اليوم الاثنين بعد أن قال بنك الشعب الصيني PBoC إنه سيخفض نسبة متطلبات الاحتياطي للمؤسسات المالية عند إجراء بعض عمليات تداول العملات الأجنبية الآجلة، وهي خطوة يُنظر إليها على أنها ستساهم في إبقاء قوة اليوان تحت السيطرة. 

وكانت العملة الصينية قد وصلت إلى أعلى مستوى لها في 17 شهراً يوم الجمعة، بعد أن ارتفعت بأكثر من 6٪ أمام الدولار منذ أواخر مايو. وعند كتابة هذا التقرير، كان زوج الدولار/يوان يتداول على ارتفاع بنسبة 0.3٪، ليسجل 6.7160. 

آخر تحركات الليرة التركية، ودلالة قرار البنك المركزي التركي؟ 

ومن أخبار عملات الأسواق الناشئة، تراجعت الليرة التركية بنسبة 0.5٪ أمام الدولار، ليتداول الزوج عند 7.8977. وكانت العملة التركية قد تضررت على الرغم من قيام البنك المركزي التركي برفع نسبة العائد على الاحتياطيات المطلوبة بالليرة إلى 7٪، من 5٪. 

وكان البنك المركزي التركي قد رفع أسعار الفائدة في سبتمبر لأول مرة منذ عامين، وذلك بهدف دعم العملة التي انخفضت بنسبة 34٪ منذ بداية العام وحتى الآن. ويشتم المتداولون في أسواق العملات (الفوركس) رائحة الضعف لأن تركيا استنفدت الكثير من احتياطياتها من العملات الأجنبية خلال وباء كورونا، ويبدو أن المزيد من الخسائر قد أصبحت على الطريق. 

ورفع البنك المركزي التركي تكلفة مبادلات العملة (السواب) التي يجريها مع الدائنين المحللين، بما يدل على أن البنك المركزي التركي مستعد لرفع معدل فائدته في وقت لاحق من الشهر الجاري، مرة أخرى. 

رفع البنك المركزي التركي معدل المبادلات بـ 150 نقطة أساس، وصولًا لـ 11.75% يوم الجمعة، ومع زيادة نفقات المبادلات، المسؤولة عن أكثر من نصف التمويل الإجمالي، تمكنت الليرة التركية من الارتفاع من أدنى المستويات القياسية التي سجلتها. فقدت الليرة التركية ربع قيمتها هذا العام، وارتفعت بعد الأنباء، لتتداول يوم الاثنين عند سعر 7.89. 

ويجبر البنك المركزي التركي بتلك الحركة البنوك المحلية على زيادة ودائع الليرة التركية، ورفع فوائد الإقراض، وربما يدفع معدلات مبادلة الليرة في الخارج للأعلى. 

يقول أونر إلجين، من إم يو إف جي بنك، لبلومبرج: "متوسط نفقات التمويل ربما يرتفع بنسبة 12% لحين الاجتماع المقبل." "وإذا لم يظهر تعافي واضح في اتجاه الليرة التركية، نتوقع ارتفاع معدل الفائدة بـ 200 نقطة أساس أخرى في اجتماع 22 أكتوبر. 

ارتفع معدل الريبو لأسبوع لـ 10.25% الشهر الماضي، وكان لأسابيع طويلة وسيلة لصانعي السياسة في محاولتهم لاحتواء ضعف الليرة التركية. 

يقول بيتور مايتس، من رابوبنك: "من المشجع رؤية البنك المركزي التركي بدور فاعل، والآن قرار رفع الفائدة ضرورة حتمية." يدل القرار على أن البنك المركزي التركي مستعد لرفع معدل الفائدة الاجتماع المقبل. 

وربما الليرة التركية الآن في منطقة غامضة، حتى لو رفع البنك المركزي التركي معدل الفائدة في 22 أكتوبر المقبل. 

يقول ماتيس: "التحيز الإيجابي لزوج الدولار الأمريكي مقابل الليرة التركية يظل رهينة عوامل لن تتغير في الوقت الحالي." وتتضمن تلك العوامل: التوترات الجيوسياسية النابعة من انخراط تركيا في عديد من الصراعات الإقليمية، ومخاوف فرض الولايات المتحدة عقوبات على تركيا بسبب منظومة الصواريخ الروسية سوخوي 400، أو فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات بسبب التوتر بين اليونان وقبرص وتركيا في منطقة شرق المتوسط."


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image