التركي يتدخل لإنقاذ "الليرة التركية" ويحدث ارتفاعًا، هل يستمر؟

التركي يتدخل لإنقاذ "الليرة التركية" ويحدث ارتفاعًا، هل يستمر؟

 بقلم بيتر نيرس 

تراجع الدولار مع افتتاح جلسة التداول الأوروبية لليوم الجمعة، حيث بدأ المستثمرون في التفكير في رئاسة جو بايدن، وأنه في حالة حصول ذلك، فإن احتمالات إنفاق مبالغ كبيرة في حزمة أو حزم تحفيز في الولايات المتحدة ستصبح كبيرة، وهو ما سيضع ضغطاً على قيمة الدولار. 

فعند الساعة 2:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (6:65 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.1٪ ليشير إلى 93.528.  

وارتفعت العملات الأوروبية، فتقدم اليورو بنسبة 0.1٪ ليتداول عند 1.1771، و الباوند/دولار بنسبة 0.1٪، ليتداول عند 1.2950، بينما ارتفع الدولار الأسترالي الحساس تجاه المخاطر، بنسبة 0.2٪، ليسجل 0.7178. كما تراجع الدولار/ين بنسبة 0.1٪ ليتداول عند 105.94. 

وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن الأمريكيين يفقدون الثقة في تعامل الرئيس دونالد ترامب مع وباء فيروس كورونا. ففي استطلاع جديد لـ رويترز/إبسوس، سجلت نسبة اتفاق المواطنين الأمريكيين معه على هذه القضية الرئيسية بالنسبة للانتخابات، انخفاضاً قياسياً. 

ومع أخذ ذلك باعتبارهم، ومع رفض الرئيس ترامب المشاركة في المناظرة الرئاسية الثانية المقرر إجراؤها الأسبوع المقبل، بدأ المتداولون في التفكير في احتمالات فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالبيت الأبيض، وبالتالي بدأوا بالتفكير فيما يعنيه ذلك بالنسبة لمستقبل الحزم التحفيزية. 

وفي تقرير (أي إن جي) كتب محللو البنك: "مع استمرار تقدم بايدن وما يصاحب ذلك من انخفاض في احتمالية النتهاء الانتخابات إلى نتيجة متنازع عليها، فإن التوقعات التي تخص الدولار لفترة ما بعد الانتخابات هي توقعات ضعيفة، خصوصاً إذا تم إقرار مبالغ ضخمة من أموال التحفيز بعد الانتخابات، من قبل الديمقراطيين، وإذا حافظ الاحتياطي الفيدرالي على نيته الإبقاء على أسعار الفائدة الحقيقية منخفضة".  

بالإضافة إلى ذلك، استؤنفت المحادثات بين رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ووزير الخزينة ستيفن منوشين بشأن خطط مجزأة لمساعدة الاقتصاد في مجابهة آثار فيروس كورونا، بعد يومين فقط من إنهاء الرئيس دونالد ترامب المحادثات بشكل مفاجئ، مما يشير إلى أن الجمهوريين يشعرون أنهم قد خسروا هذه المعركة الدبلوماسية. 

ومن أخبار العملات الآسيوية، ارتفع اليوان الصيني إلى أعلى مستوى له في 17 شهراً أمام الدولار، بعد أن أعيد فتح أسواق البلاد بعد عطلة منتصف الخريف. 

فعند كتابة هذا التقرير، انخفض زوج الدولار/يوان بنسبة 1.1٪، ليتداول عند 6.7172، وهي أكبر قفزة يومية في سعر العملة الصينية في عامين تقريباً. وتعتبر هذه الحركة متابعة من العملة الصينية لضعف الدولار الذي شهدته الأسواق الأسبوع الماضي. ولكنها أيضاً كانت مدفوعة بالبيانات التي صدرت في وقت سابق اليوم، والتي أظهرت أن مؤشر مدراء المشترياتCaixin  لقطاع الخدمات لشهر سبتمبر قد ارتفع إلى 54.8 نقطة، من قراءة شهر أغسطس البالغة 54.0 نقطة. 

كما يجد اليوان الدعم في فكرة أن رئاسة بايدن ستؤدي إلى علاقة صينية أمريكية أكثر استقراراً، وأقل ميلاً نحو التعريفات الجمركية والنزاعات التجارية. 

وفي تقرير نقلته رويترز، قال كين تشيونغ، كبير محللي العملات الآسيوية في بنك ميزوهو في هونغ كونغ: "تظهر استطلاعات الرأي أن بايدن أخذ زمام المبادرة ... وهذا يعني أن مخاطر حصول حرب تجارية جديدة تتضاءل، لذلك أعتقد أن هذا أمر إيجابي للرنمينبي". 

وعن الليرة التركية تقرأ:

رفع البنك المركزي التركي من معدل الفائدة لمبادلات الليرة التركية (السواب) لنسبة 11.75% بعد هبوط العملة لمستوى قياسي الانخفاض أمام الدولار الأمريكي. 

زاد البنك من سعر المبادلات من 10.25% إلى 11.75%، وفق وكالة الأناضول الرسمية يوم الجمعة. ويعتبر البنك التركي مداولات الليرة التركية في معاملات المبادلات أمام الدولار جزء من سياسته النقدية. 

وتلك الزيادة تهدف لرفع متوسط نفقات التمويل للبنوك، وفق الوكالة. وقرر البنك المركزي على مدار الأسبوع المقبل تقليل الحدود لمعاملات الإنتربنك، وتخفيض كمية التمويل خلال الليل. 

سقطت الليرة التركية لمستوى قياسي الانخفاض مقابل الدولار الأمريكي، ليسجل زوج الدولار أمريكي ليرة تركية 7.95، وتصل الخسائر لـ 25%. وارتفعت الليرة التركية بعد الأنباء لـ 7.90، ويستمر التداول الآن عند سعر 7.93. 

وزاد البنك المركزي من معدل الفائدة صعودًا لـ 10.25% من 8.25%. 

ولكن البنك المركزي يستطيع إقراض البنوك بمعدلات فائدة عدة بما فيها معدل السيولة العليا مؤخرًا بنسبة 13.25%، وهذا ما يسمح لها بإبقاء متوسط نفقات الإقراض مستقر، وليس معدل فائدة ثابت، وأصبح هذا المتوسط هو محط اهتمام المستثمرين. 

يقف التضخم في تركيا عند 11.8%، بما يعني أن معدل الفائدة الحقيقي بالسالب، ولهذا تأثيرات سلبية على العملة. كما تنخرط تركيا في عدد من الصراعات الإقليمية منها: الصراع السوري، الليبي، والآرميني - الأذربيجاني، كما تناوش جيرانها في اليونان وقبرص محاولة الحصول على مزيد من المياه الإقليمية للتنقيب عن الغاز الطبيعي، بما يشعل أزمة مع الاتحاد الأوروبي، ويحدث صدعًا ما بين حلفاء الناتو. في ظل ما تواجه تركيا من أزمات محلية بسبب فيروس كورونا، وبسبب تراجع الاحتياطي النقدي التركي الذي استخدمه البنك المركزي في محاولة فاشلة لتثبيت سعر الليرة التركية في يوليو الماضي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image