"الليرة التركية" تواصل الانخفاض، فهل ينقذها هذا الإجراء الجديد؟

"الليرة التركية" تواصل الانخفاض، فهل ينقذها هذا الإجراء الجديد؟

حقق الدولار المكاسب مع افتتاح جلسة التداول الأوروبية لليوم الأربعاء، حيث أدى وابل (NASDAQ:AAPL) من التغريدات من طرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دعم العملة الأمريكية.

فعند الساعة 3:15 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:15 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة 0.1٪ ليشير إلى 93.737.

كما تقدم الدولار/ين بنسبة 0.1٪ ليتداول عند 105.78. وعلى العكس من الاتجاه العام في السوق، ارتفع الباوند/دولار بنسبة 0.3٪، ليتداول عند 1.2919، وتقدم الدولار الأسترالي الحساس تجاه المخاطر، بنسبة 0.5٪، ليسجل 0.7140.

وكان الدولار قد تقدم منذ ليلة الأمس، مستفيداً من إيقاف مفاوضات التحفيز، التي تعني ضخ مبالغ ضخمة من الدولارات في الاقتصاد المحلي، وارتفاع عرض النقد، وهو ما كان سيؤثر سلباً على سعر العملة الأمريكية.

وفي تغريدة له على تويتر ليلة أمس الثلاثاء، أعلن الرئيس ترامب عن إنهاء محادثات حزمة التحفيز مع الديمقراطيين، وبدد الآمال في أن يتم إقرار الحزمة من قبل الكونجرس قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر، وأصدر تعليمات لممثليه بإيقاف المفاوضات إلى ما بعد الانتخابات. وأحبط ذلك الآمال في تقديم دفعة للاقتصاد الذي يعاني الأفراد والشركات فيه، بما في ذلك شركات الطيران، من تأثير وباء كورونا المستمر.

واتهم ترامب بيلوسي بـ "عدم التفاوض بحسن نية" وقال إن الحزمة التي اقترحتها "لا تتعلق بأي حال من الأحوال بوباء كورونا".

وفي تقرير بنك (أي إن جي) اليومي، كتب المحلل روبرت كارنيل تعليقاً على قرار الرئيس الأمريكي: "هذا قرار يدعونا إلى الفضول. كان بإمكان الرئيس ترامب أن يدعي على الأقل أن سبب فشل المفاوضات يقع على عاتق المعارضة، وذلك بعد إجراء المحادثات دون التوصل إلى نتيجة مرضية".

وأضاف كارنيل: "إن قيام الرئيس الأمريكي بسحب القابس من جانب واحد، في وقت تجد فيه العديد من الولايات أن قدرتها على تمويل تأمينات البطالة تواجه تحدياً بسبب نقص الأموال، يبدو كمقامرة من غير المتوقع أن تؤتي ثمارها".

وبعد ساعات من تغريدته الأولى، عاد الرئيس الأمريكي إلى التغريد خلال جلسة التداول الآسيوية، ودعا في تغريداته إلى دعم شركات الطيران وبرنامج حماية الراتب. وتسبب ذلك في توقعات بأنه ربما قد غير رأيه، جزئياً على الأقل، وهو ما أحدث تغييراً في معنويات الأسواق.

وكان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم بأول قد قرع جرس الإنذار قبل ساعة واحدة فقط من تغريدة الرئيس ترامب التي أعلن فيها إيقاف المحادثات، وذلك في خطابه أمام مؤتمر الرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال NABE. وحذر باول من أن الاقتصاد الأمريكي يمكن أن ينزلق إلى دوامة هبوطية إذا لم يتم السيطرة على وباء كورونا بشكل فعال، ودعا إلى المزيد من المساعدات الحكومية وأموال التحفيز. كما كان كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي فيليب لاين من بين الشخصيات المهمة الأخرى التي تحدث في المؤتمر.

وعلى قمة أحداث الاحتياطي الفيدرالي المقررة اليوم، ستترقب الأسواق صدور محضر الاجتماع الأخير للجنة الفيدرالية للسوق المفتوح (FOMC) في البنك، والمقرر كالعادة عند الساعة 2:00 بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي (6:00 مساءاً بتوقيت غرينيتش). وأصبح المحضر الآن موضع تركيز شديد، بعد انتهاء آمال التحفيز. أما محضر اجتماع البنك المركزي الأوروبي ECB فسوف يتم إصداره يوم غد الخميس عند الساعة 7:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (11:30 صباحاً بتوقيت غرينيتش).

وبالإضافة إلى المحضر، من المقرر أن يتحدث عدد من أعضاء الفيدرالي، حيث سيتحدث رؤساء فروع البنك رافائيل بوستيك ونيل كاشكاري وإريك روزنغرين وجون ويليامز وتشارلز إيفانز في وقت لاحق اليوم.

وإذا كان التحفيز المالي المقدم من الحكومات محدوداً في المستقبل القريب، فسيقع حمل دعم الاقتصادات المتضررة من وباء كورونا على عاتق البنوك المركزية، وعلى رأسها، البنك المركزي الأكبر في العالم، الاحتياطي الفيدرالي.

وعلى جبهة محاربة الوباء، تم فرض قيود جديدة بعد أن أعلنت ست ولايات أمريكية عن أرقام قياسية لعدد الإصابات اليومية. ووصل عدد الإصابات إلى 35.6 مليون إصابة على مستوى العالم، وفقاً لبيانات جامعة جونز هوبكنز.

أما على جبهة البيانات، فلقد أظهرت أرقام الميزان التجاري في الولايات المتحدة التي صدرت يوم أمس عجزاً قدره 67.10 بليون دولار في أغسطس، وهو العجز الأكبر في 14 عاماً. وكان المحللون يتوقعون أن تظهر البيانات عجزاً قدره 66.10 بليون دولار المتوقع، ارتفاعاً من رقم يوليو البالغ 63.40 بليون. كما أظهرت البيانات ارتفاع الواردات إلى 239 بليون دولار، وهو ما يجعل من الميزان التجاري عقبة محتملة أمام النمو الاقتصادي الأمريكي، خلال الربع الثالث.

ونبقى مع البيانات، حيث أظهرت الأرقام التي صدرت صباح اليوم أن الإنتاج الصناعي الألماني قد انخفض بنسبة 0.2٪ في أغسطس، وهي قراءة أضعف بكثير من توقعات المحللين الذين كانوا يترقبون ارتفاع المؤشر بنسبة 1.5٪. ورغم ذلك، ارتفع اليورو/دولار بنسبة 0.2٪ ليسجل 1.1753.

وتعليقاً على هذه البيانات، كتب المحلل كارستن برزيسكي من بنك (أي إن جي) في تقرير لعملاء البنك: "بعد أن تمتع قطاع الصناعة الألماني بشهرين قويين في مايو ويونيو، من الواضح أنه أصبح يكافح لاكتساب المزيد من الزخم. ولكن الجانب الإيجابي هو أنه حتى لو أظهر تقرير سبتمبر (الذي سيصدر الشهر القادم) أن الإنتاج الصناعي قد بقي دون تغيير، فإن معدل النمو الفصلي سيبقى حول 10٪".

ومن أخبار البنوك المركزية كذلك، من المقرر أن يعقد البنك المركزي البولندي اجتماع السياسة النقدية في وقت لاحق من اليوم الأربعاء. ويتوقع جميع الاقتصاديين الـ 24 الذين شملهم الاستطلاع الذي أجرته بلومبرج، أن يترك البنك سعر فائدة الاقتراض المعيارية بدون تغيير عند 0.1٪، وهو مستوى قياسي منخفض في تاريخ البنك، حيث تثير الأعداد القياسية لإصابات كورونا في البلاد المخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية لبولندا، وتدعم فكرة الحفاظ على أسعار الفائدة بالقرب من الصفر.

آخر أنباء الليرة التركية

تستمر الليرة التركية في التراجع مقابل الدولار الأمريكي، لينفصل مسارها عن عملات الأسواق الناشئة. ويأتي تراجع الليرة التركية على خلفية المخاطر الجيوسياسية المتزايدة في المنطقة. 

ضربت الليرة التركية رقم قياسي الانخفاض جديد مقابل الدولار الأمريكي، لتفقد بهذا حوالي 24% من قيمتها، وتصبح ثاني أسوأ عملات الأسواق الناشئة بعد الريال البرازيلي. 

تسجل الليرة التركية 7.85 مقابل الدولار، وتستعد روسيا لبدء استخدام منظومة الدفاع الروسية سوخوي 400، متجاهلة تذمر الولايات المتحدة. ويأتي هذا في ظل الصراعات التي تنخرط فيها تركيا في منطقة القوقاز. وتحاول تركيا فرض هيمنتها في منطقة شرق المتوسط متحدية الحدود البحرية اليونانية، والقبرصية. 

وتغضب تركيا الولايات المتحدة بتجربة المنظومة الدفاعية الروسية. 

وبعيدًا عن الصراعات بين أرمينيا وأذربيجان، هناك مخاطرة مرتفعة بفرض الولايات المتحدة عقوبات على تركيا بسبب منظومة الدفاع الروسية،" وفق بيوتر ماتيس، من روبا بنك. "باختبار منظومة الدفاع سوخوي 400، قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، غير معلومة النتائج إلى الآن." 

وباعت تركيا 2.5 مليار دولار من الدين للمستثمرين الدوليين يوم الثلاثاء، في أول إجراء مماثل منذ فبراير. وكان سعر السندات 6.4%، مقارنة بـ 4.25%، لنفس الآجال الصادرة في فبراير.

ولكن يستمر المحللون برؤية متشائمة لليرة التركية، مع توقعات وصولها لـ 8 ليرة لكل دولار أمريكي، في خضم التوترات كافة. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image