"الليرة التركية" تلتقط الأنفاس، والدولار الأمريكي يضغط على الذهب

"الليرة التركية" تلتقط الأنفاس، والدولار الأمريكي يضغط على الذهب

ارتفع الدولار مع افتتاح جلسة التداول الأوروبية لليوم الأربعاء بعد انتهاء مناظرة رئاسية نارية بين ترامب وبادين، وبعد صدور بيانات صينية أثبتت أن اقتصاد البلاد ما زال بصحة جيدة.  

فعند الساعة 3:10 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:10 صباحاً بتوقيت جرينتش)، ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة طفيفة بلغت 0.1٪ ليشير إلى 94.017. وكانت العملة الأمريكية قد سجلت أعلى مستوى لها في شهرين خلال الأسبوع الماضي، عند 94.745، لتحقق أفضل أسبوع لها منذ أوائل شهر أبريل، ولتستمر في تعافيها بعد أن كانت قد سقطت في أول أيام شهر سبتمبر الحالي إلى أدنى مستوى لها منذ أبريل 2018، عند 91.737.  

وتقدم الدولار على خصومه الرئيسيين، اليورو بنسبة 0.1٪ ليتداول الزوج عند 1.1729، و الين بذات النسبة، ليتداول الزوج عند 105.55. 

وعلى جبهة الانتخابات التي بدأت تسخن بشدة قبل نحو شهر واحد فقط من موعدها، تواجه فجر اليوم المرشحان الجمهوري دونالد ترامب، الرئيس الحالي، والمرشح الديمقراطي جو بايدن، نائب الرئيس السابق، في أول مناظرة رئاسية من أصل ثلاث مقررة. وناقش الاثنان قضايا مثل إدارة الرئيس ترامب، ووباء كورونا، والاقتصاد، والضرائب، مع انجرار المناظرة إلى الفوضى في بعض الأحيان، وانتهائها بعدم حصول أي من المرشحين على ميزة حاسمة. 

وكتب محللو بنك (أي إن جي) في تقرير البنك اليوم: "نتوقع أن تكون إعادة انتخاب ترامب إيجابية للدولار، على الرغم من أن هنالك مخاطر لا يمكن تجاهلها في حالة انتهاء الانتخابات بنتيجة غير حاسمة (أضف لذلك السياسة النقدية الحمائمية للغاية من طرف بنك الاحتياطي الفيدرالي). هذه المخاطر قد تحد من ارتفاع الدولار إلى حد ما في الفترة التي تسبق الانتخابات، حتى مع ارتفاع فرص ترامب في الفوز بالانتخابات." 

وفي آسيا أكدت البيانات الصينية التي صدرت في وقت سابق اليوم، إن اقتصاد البلاد ما زال على المسار الصحيح نحو التعافي، بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت به بسبب وباء كورونا. فلقد أظهرت هذه البيانات بقاء مؤشرات مدراء المشتريات لشهر سبتمبر فوق حاجز الـ 50 الذي يفصل النمو عن الانكماش. 

وسجل مؤشر مدراء المشتريات لقطاع التصنيع 51.5 نقطة، ليتجاوز التوقعات التي كانت تترقب 51.2 نقطة، وكذلك قراءة الشهر الماضي، والتي كانت 51.0 نقطة. أما مؤشر قطاع الخدمات، فلقد سجل 55.9 نقطة، ارتفاعا من 55.2 نقطة في الشهر السابق. كما تراجع مؤشر (كايزن) للقطاع التصنيعي بشكل طفيف إلى 53.0 نقطة، من 53.1 نقطة الشهر السابق، بينما كان المحللون يتوقعون ثبات المؤشر عند قراءة الشهر السابق دون تغيير. وبعد صدور هذه البيانات، ارتفع اليوان أمام الدولار بنسبة 0.1٪ ليتداول الزوج عند 6.8124. 

 كما رسمت البيانات الأوروبية صورة إيجابية. فلقد ارتفعت مبيعات التجزئة الألمانية أكثر بكثير من المتوقع في أغسطس، لتكون بمثابة مقدمة جيدة لبيانات البطالة المقرر صدورها في وقت لاحق من الجلسة. أما في فرنسا، فلقد بقي مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس سنوي في سبتمبر، حيث تم إطفاء الانخفاض الحاد في تكاليف الطاقة بارتفاع في أسعار الغذاء والتبغ. 

 وعادة ما تساعد هذه الأخبار في تشجيع المستثمرين على اتخاذ وضع "المخاطرة" في الأسواق، ولكن، كما كتب محللو بنك نورديا في تقريرهم لليوم: "قد يؤدي ارتفاع حالات الإصابة كورونا، وحالة عدم اليقين المرتبطة بنتيجة الانتخابات الأمريكية، إلى تعرض أصول المخاطر للضغط، في عدة أسابيع صعبة."  

وبحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز، تجاوزت حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا عالمياً المليون وفاة يوم أمس الثلاثاء. واستغرق الأمر ثلاثة أشهر فقط حتى تتضاعف وفيات كورونا من نصف مليون إلى مليون، وهو معدل يشير إلى تسارع الوفيات منذ تسجيل أول حالة وفاة في الصين في أوائل شهر يناير. 

بالإضافة إلى ذلك، سيبقي المستثمرون على اهتمامهم بتطورات حزمة التحفيز التي طال انتظارها، بعد أن أعلن الديمقراطيون عن حزمة مساعدات أصغر من التي اقترحوها سابقاً، قيمتها 2.2 تريليون دولار، ويمكن التصويت عليها في وقت قريب، ربما يكون الأسبوع المقبل.  

ومن المقرر أن تلتقي بيلوسي بوزير الخزينة ستيفن مينوتشن في وقت لاحق اليوم للنقاش حول الحزمة المقترحة. وتشمل الحزمة إعانات البطالة، ومدفوعات مباشرة للأسر، وقروض للأعمال الصغيرة، بالإضافة إلى مساعدات لشركات الطيران. 

ولكن الأسواق تلقت هذه الأخبار بحذر، حيث أنه ورغم تخفيض حجم الحزمة، فإنها ما زالت فوق المستوى الأقصى الذي قال الجمهوريون أنهم مستعدون للقبول به. ولهذا، فأن الأسواق تشك بأنه من الممكن أن يتم إقرار الحزمة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 3 نوفمبر. 

كما تراجع الباوند/دولار بنسبة 0.1٪، ليتداول عند 1.2843، ويبقى على مقربة من أعلى سعر له في أسبوع. وبذلك، يستمر الباوند في ارتداده إلى الأعلى، بعد أن كان قد سجل أدنى سعر له في شهرين يوم الأربعاء عند 1.2676. وبدأ الاتحاد الأوروبي وبريطانيا يوم أمس الثلاثاء، جولة محادثات تستمر لمدة أسبوع، بهدف التوصل إلى اتفاق تجاري مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ورغم أن كلا الطرفين كانا قد حذرا من أن الطريق لا يزال طويلاً نحو التوصل إلى اتفاق، تمسكت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالتفاؤل، وقالت إن التوصل إلى اتفاق لا يزال ممكناً. 

ومع ذلك، قد تكون مكاسب الباوند قصيرة العمر، حيث "لم يتغير شيء"، كما ذكر (كوميرتزبانك) في تقريره اليوم، وأضاف البنك الاستثماري الألماني العملاق، أنه يبدو أن سوق الفوركس "يتخذ وجهة نظر أكثر تفاؤلا"، في ظل وجود "مخاطر لحصول خيبة أمل مريرة إذا لم تسفر المفاوضات هذا الأسبوع عن أي تقدم." 

فيما تقدمت الليرة التركية بعد وصولها لأدنى المستويات على الإطلاق يوم أمس، بسبب الحرب المندلعة في منطقة القوقاز. وجاء التقدم بفضل تصريحات إيجابية من وزير المالية التركي، بيرات البيرق، والذي قال إن تركيا تتوقع نموًا هذا العام، رغم تفشي فيروس كورونا، وتراجع نشاط السياحة.

وعن الذهب يستمر الضعف القوي في ظل تمتع الدولار بالقوة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image