المناظرة الرئاسية الأمريكية أبرز حدث لمتداولي سوق العملات

المناظرة الرئاسية الأمريكية أبرز حدث لمتداولي سوق العملات

استقر الدولار مع افتتاح جلسة التداول الأوروبية لليوم الثلاثاء مع تجنب الأسواق للحركات الكبيرة، حيث فضل المستثمرون الإبقاء على ذخيرتهم جاهزة للاستخدام، قبل ساعات من المناظرة الرئاسية في الولايات المتحدة، بين المرشحين الرئيس الحالي دونالد ترامب، ونائب الرئيس السابق جو بايدن. ورغم أهمية المناظرة إلا أن المضاربين في سوق العملات لم يهملوا كذلك تطورات حزمة التحفيز في البلاد. 

فعند الساعة 2:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (6:55 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة طفيفة بلغت 0.1٪ ليشير إلى 94.233. وكانت العملة الأمريكية قد سجلت أعلى مستوى لها في شهرين خلال الأسبوع الماضي، عند 94.745، لتحقق أفضل أسبوع لها منذ أوائل شهر أبريل، ولتستمر في تعافيها بعد أن كانت قد سقطت في أول أيام شهر سبتمبر الحالي إلى أدنى مستوى لها منذ أبريل 2018، عند 91.737. 

إلا أن الدولار قد تراجع في جلسة الثلاثاء، مسجلاً أعلى نسبة انخفاض مئوية في يوم واحد في نحو شهر كامل. أما يوم الجمعة، فكانت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع CFTC قد أصدرت تقاريرها الأسبوعية، والتي أظهرت احتفاظ المضاربين بصافي كبير لمراكز بيع الدولار. 

وستتجه كل الأنظار إلى شاشات التلفزيون ليلة الثلاثاء (بالتوقيت الأمريكي)، حيث من المقرر أن تجري المناظرة الرئاسية الأولى من بين ثلاث، بين مرشح الحزب الجمهوري الرئيس الحالي دونالد ترامب، ومنافسه المرشح الديمقراطي نائب الرئيس السابق جو بايدن، وذلك قبل 5 أسابيع بالضبط من موعد الانتخابات. 

وإلى جانب مناظرة ترامب وبايدن، يتابع المستثمرون كذلك أخبار الكونجرس الأمريكي، والتطورات السياسية الأخيرة في البلاد. فلقد أعلن الديمقراطيون خلال الليلة الفائتة عن حزمة مساعدات أصغر من التي اقترحوها سابقاً، قيمتها 2.2 تريليون دولار، وهو مبلغ أقرب إلى ما قال الجمهوريون أنهم مستعدون للقبول به. وقد يتم التصويت على الحزمة في وقت قريب، ربما يكون الأسبوع المقبل. وتشمل الحزمة إعانات البطالة، ومدفوعات مباشرة للأسر، وقروض للأعمال الصغيرة، بالإضافة إلى مساعدات لشركات الطيران. 

وفي تقرير لـ نورديا، كتب محللو البنك: "إن المخاطر كبيرة، والنتيجة بعيدة كل البعد عن الوضوح في انتخابات الولايات المتحدة المقررة في نوفمبر. قد يؤدي فوز المرشح الديمقراطي بايدن إلى توجيه ضربة للدولار بينما يوجه الدعم للأصول الأوروبية. أما 4 سنوات أخرى من رئاسة ترامب، فستكون فترة مليئة بالشكوك." 

وأضاف التقرير: "نعتقد أن التنافس في الانتخابات سيكون كبيراً، وأن الفارق بين المرشحين سيكون أقل بكثير مما تشير إليه استطلاعات الرأي. وحتى إذا كان فوز بايدن هو النتيجة الأكثر توقعاً، فأن مثل هذا السيناريو بعيد كل البعد عن كونه مضموناً." 

وبالإضافة إلى الحدث الرئيسي وهو المناظرة، تترقب الأسواق أيضاً عدداً كبيراً من التقارير الاقتصادية والبيانات، بهدف تفحص صحة أكبر اقتصاد في العالم. وعلى الأجندة الاقتصادية لليوم، ستترقب الأسواق تقرير ثقة المستهلك، ولكن التقرير الأهم هذا الأسبوع، هو بلا شك تقرير الوظائف الشهري المقرر صدوره الجمعة، والذي سيكون الأخير من نوعه قبل الانتخابات الرئاسية. 

وعلى جبهة وباء كورونا، ارتفع عدد حالات الإصابة الجديدة في الولايات المتحدة للأسبوع الثاني على التوالي في 27 من أصل الـ 50 ولاية، مما زاد من المخاوف حول قدرة الاقتصاد الأمريكي على التعافي. أما على مستوى العالم، فلقد أظهرت بيانات جامعة (جونز هوبكنز) أن عدد الوفيات قد تجاوز الآن حاجز المليون وفاة، بينما وصل مجموع الإصابات إلى 33.2 مليون إصابة، بعد أن عاد الفايروس إلى الظهور في مناطق ودول كان يُعتقد سابقاً أنها قد تمكنت من السيطرة عليه. 

كما تقدم الباوند/دولار بنسبة 0.3٪، ليتداول عند 1.2864، ويسجل أعلى سعر له في أسبوع. وبذلك، يستمر الباوند في ارتداده إلى الأعلى، بعد أن كان قد سجل أدنى سعر له في شهرين يوم الأربعاء عند 1.2676. وبدأ الاتحاد الأوروبي وبريطانيا يوم أمس الإثنين، جولة محادثات ستسمر لمدة أسبوع، بهدف التوصل إلى اتفاق تجاري مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ورغم أن كلا الطرفين كانا قد حذرا من أن الطريق لا يزال طويلاً نحو التوصل إلى اتفاق، تمسكت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالتفاؤل، وقالت إن التوصل إلى اتفاق لا يزال ممكناً. 

وكانت صحيفة التايمز البريطانية قد ذكرت أن مفاوضي الاتحاد الأوروبي أبدوا استعدادهم لبدء العمل على صياغة نص قانوني مفصل، وأن مفاوضي المملكة المتحدة وافقوا على تقديم مقترحات مفصلة لحصص الصيد والمساعدات المالية التي تقدمها الدولة. 

وفي تقرير لبنك (أي إن جي) كتب المحلل فرانشيسكو بيسول: "لا يزال وضع الجنيه الإسترليني مثيراً للاهتمام حيث إنه الآن في منطقة محايدة (مع تسجيل الفائدة المفتوحة لـ +2٪)، كما أنه بقي دون تغيير للأسبوع 16-22 سبتمبر." 

وأضاف بيسول: "إننا نقدر الآن مخاطر عدم التوصل إلى اتفاق تتجاري عند 50٪، وبالتالي، فإننا نرى وضع الجنيه الاسترليني المحايد على أنه صامد للغاية، مما يسلط الضوء على مخاطر انخفاض لا يستهان بها للعملة البريطانية." 

ولكن الباوند وجد الدعم في تصريحات نائب محافظ بنك إنجلترا للأسواق، وأحد أصحاب حق التصويت في لجنة السياسة النقدية MPC التابعة للبنك، ديف رامسدن، والذي رفض فكرة أن البنك المركزي ملتزم بأسعار فائدة سلبية. 

وقال رامسدن في مقابلة مع جمعية الاقتصاديين البريطانيين، نُشرت على الإنترنت: "بالنسبة لي، أرى أن الحد الأدنى فعلياً لا يزال عند 0.1٪، وهو سعر الفائدة الحالي." 

في مكان آخر، تراجعت الليرة التركية من جديد، إلى أدنى مستوى لها في التاريخ، مع تبخر الدعم الذي تلقته من القرار المفاجئ للبنك المركزي في البلاد، والذي كان قد صعق الأسواق برفع الفائدة بـ 200 نقطة أساس الخميس الماضي. وارتفع الدولار أمام الليرة بنسبة 0.4٪ ليتداول الزوج عند 7.8421. كما حققت العملة الأمريكية المكاسب أمام الروبل الروسي، وارتفعت بنسبة 0.5٪، وسط مخاوف متزايدة من احتمال انجرار تركيا وروسيا إلى الصراع بين أرمينيا وأذربيجان حول جيب ناغورنو قره باغ. 

المناظرة الأولى بين ترامب وبايدن: ما أهم ما يركز عليه المتداولين؟
 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image