الدولار يتراجع تحت ضغط بيانات الخميس الضعيفة والتوقعات المتشائمة

الدولار يتراجع تحت ضغط بيانات الخميس الضعيفة والتوقعات المتشائمة

تراجع الدولار بشكل طفيف للغاية في التعاملات الآسيوية لليوم الجمعة، بعد أن بقي تحت تأثير بيانات الخميس التي لم ترتقي إلى مستوى التوقعات، وتسببت في عودة تركيز الأسواق على التوقعات المتشائمة للإقتصاد الأمريكي.

فعند الساعة 12:48 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (5:48 صباحاً بتوقيت جرينتش)، تراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس المعدل الموزون لسعر العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات عالمية أخرى، بنسبة طفيفة بلغت 0.05٪ ليشير إلى 92.927، ويستمر في تعافيه بعد أن كان قد سقط في أول أيام شهر سبتمبر الحالي إلى أدنى مستوى له منذ أبريل 2018، عند 91.737.

وأثارت بيانات الخميس المخاوف حول صحة الإقتصاد الأمريكي، حيث أظهرت هذه البيانات أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على معونات البطالة الأولية قد تراجع بمقدار 33 ألف شخص إلى ما مجموعه 860 ألف شخص، وهو ما جاء أسوأ مما كان متوقعاً، حيث كانت الأسواق تتوقع تراجعاً أكثر قوة إلى 850 ألف شخص. أما بدء بناء {{||ecl-151المنازل الجديدة}} فلقد تراجع هو الأخر أكثر مما كان متوقعاً، وإنخفض بـ 76 ألف وحدة سكنية، بعد أن تسبب إعصار لورا والعاصفة الأستوائية ماركو في إيقاف نشاط البناء في عدة مناطق، بشكل مؤقت.

وما زالت الأسواق كذلك تناقش آثار إجتماع الفيد على الدولار للمدى الطويل. ففي أول اجتماع له منذ الإعلان عن تغيير سياسته تجاه التضخم، تعهد بنك الاحتياطي الفيدرالي ليلة الأربعاء بالحفاظ على أسعار الفائدة بالقرب من الصفر حتى عام 2023 على الأقل، وهو ما كان هذا متوقعاً على نطاق واسع. لكن البنك المركزي الأكبر في العالم، قلل كذلك من توقعاته للإنكماش الإقتصادي للعام الحالي، وبشكل كبير، حيث أصبح الأن يتوقع إنكماشاً بنسبة 3.7٪، بدلاً من التقديرات السابقة التي كانت تتوقع إنكماشاً أكثر ضرراً، وبنسبة 6.5٪.

كما إرتفع الدولار/ين بنسبة طفيفة بلغت 0.07٪ ليتداول عند 104.80، بعد أن أبقى بنك اليابان على سياسته النقدية ثابتة مع إنتهاء إجتماعه يوم أمس الخميس، وهو ما كان متوقعاً على نطاق واسع.

وقال (ماسافومي ياماموتو) كبير المحللين الاستراتيجيين في قسم العملات في (ميزوهو سيكيوريتيز) في حديث لـ رويترز: "انخفاض الدولار/ين خلال الليلة الفائتة كان مبالغاً فيه، فهو ينخفض منذ يوم الاثنين."

كما ساهم إنخفاض أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية يوم أمس الخميس في ضعف الدولار. فلقد قال ياماموتو: "لكي يستعيد الدولار اتجاهه الصعودي، من الضروري أن تتأكد الأسواق من أن التصحيح الهابط في الأسهم الأمريكية سيأخذ إستراحة مؤقتة."

ومن أخبار العملات كذلك، تراجع الباوند بنسبة طفيفة بلغت 0.1٪ ليتداول عند 1.2960. وكان بنك إنجلترا قد أنهى إجتماع السياسة النقدية يوم أمس الخميس، دون تغيير، لكنه شدد على احتمال فرض أسعار الفائدة السلبية كإجراء سياسة نقدية لمواجهة الأعداد المتزايدة من حالات فايروس كورونا في البلاد، وإرتفاع معدل البطالة، واحتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون إتفاقية تجارية بين الطرفين. وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية (أورسولا فون دير لاين) قد صرحت للصحفيين أنها "مقتنعة بأن التوصل إلى إتفاقية تجارية مع بريطانيا ما زال ممكناً" وهو ما أعطى الجنيه دفعة قوية.

كما ارتفع كل من الدولار الأسترالي وجاره النيوزيلندي، فتقدم الأول بنسبة 0.08٪ ليتداول عند 0.7318، والثاني بنسبة 0.41٪ ليتداول عند 0.6782.

ومن أخبار العملات الآسيوية، انخفض الدولار/يوان بنسبة 0.11٪ ليتداول عند 6.7556. وعلى الرغم من ارتفاع اليوان بأكثر من 6٪ من أدنى مستوياته التي سجلها في أواخر مايو أمام الدولار الأمريكي، مع إستمرار المؤشرات الإقتصادية في تأكيد تعافي الاقتصاد الصيني من ما لحق به من أضرار جراء وباء كورونا، إلا أن بعض المستثمرين يرون أن هذا الإرتفاع السريع مثير للخوف.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image