أسبوع حاسم.. باول ويلين يحددان مصير الدولار

أسبوع حاسم.. باول ويلين يحددان مصير الدولار

يستعد الدولار الأمريكي لأسبوع حاسم، وقد يكون نقطة انطلاق لاتجاه جديد في حركة العملة. فإلى جانب بيانات التضخم والمتمثلة في مؤشرات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي PCE، مقياس الفيدرالي الأول للتضخم، يترقب الدولار حدثين سوف يؤثرا على تحركات العملة ليس فقط هذا الأسبوع بل لفترات قادمة. الحدث الأول هو الجلسة الاستماعية لمرشح الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، أمام مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء والتي من شأنها أن تساعد المجلس في إتخاذ قراراه بشأن التصديق على تولي باول رئاسة الفيدرالي خلفاً ليلين أم لا. في اليوم التالي، تطل علينا محافظ الفيدرالي، جانيت يلين، للإدلاء بشهادتها أمام الكونجرس. من المتوقع أن يكون لكلاهما تأثير مباشر على حركة الدولار، وخاصة تصريحات باول حيث أنها سوف تساهم في رسم ملامح سياسات الفيدرالي الأمريكي على مدار الأربعة أعوام القادمة على أقل تقدير. 

جيروم باول. 

تقام جلسة استماعية يُدلي فيها المرشح جيروم باول بشهادته أمام اللجنة المصرفية لمجلس الشيوخ. تعقد تلك الجلسة بهدف إطلاع المجلس على توجهات باول الاقتصادية في محاولة لحسم قراره سواء بالتصديق أو الرفض لمقترح تولي باول منصب محافظ الاحتياطي الفيدرالي في فبراير القادم. من المتوقع أن يكون للجلسة تأثيرات مباشرة على تداولات الدولار يرجع ذلك إلى عاملين: 

  • أولاً، سوف تساهم تصريحات باول خلال الجلسة في الاستدلال على توجهاته الشخصية ورؤيته الخاصة لتطورات الوضع الاقتصادي. من هنا وفي حال التصديق على باول، ستكون تلك التوجهات هي المحرك الرئيسي للدولار حيث ستتمكن الأسواق من التنبؤ باتجاهات السياسة النقدية تحت ولاية باول، وهو ما ستعتمد عليه حركة الدولار. 
  • ثانياً، حتى مع استبعاد باول من رئاسة الفيدرالي سوف يؤثر ذلك بقوة على حركة الأسواق حيث ستنقسم الأسواق حينها إلى قسمين؛ الأول يتوقع بقاء يلين في منصبها لفترة جديدة، بينما يرجح البعض الآخر اختيار الرئيس ترامب لمرشح جديد وهو ما قد يضفي حالة من الغموض حول مستقبل سياسات الفيدرالي تاركاً الدولار الأمريكي ضحية لمخاوف الأسواق مدة أطول. 

كان اختيار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد وقع على عضو لجنة الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، كالمرشح الأمثل لتولي منصب المحافظ بعد انتهاء ولاية يلين خلال شهور من الآن. وقد أعرب ترامب عن ثقته في قدرة باول على تولي مهام المنصب مشدداً على خبراته الواسعة والتي قد تتيح له قيادة الفيدرالي بشكل صائب إلى جانب الحفاظ على استقلالية البنك. لكن يظل هذا الاختيار رهينة تصويت مجلس الشيوخ إلى الآن، بالتالي فإن الجلسة القادمة ستكون بمثابة نقطة حاسمة لمستقبل الدولار. 


جانيت يلين. 

تتوجه محافظ الفيدرالي الأمريكي، جانيت يلين، في اليوم التالي أيضاً إلى مجلس الشيوخ كي تُدلي بآخر شهاداتها حول تطلعات الاقتصاد الأمريكي قبل انتهاء فترة ولايتها في فبراير المقبل. على الرغم من تأهب الأسواق لخروج يلين من منصبها كمحافظاً للفيدرالي، إلا أن الأسواق مازالت تتطلع إلى تصريحاتها بكل اهتمام خاصة مع الاستعداد لرفع معدل الفائدة مرة ثالثة خلال اجتماع ديسمبر المقبل. لذا، ستكون الأسواق حريصة على متابعة تصريحات يلين بكل حذر خلال الجلسة في محاولة للتأكد من نية الفيدرالي حول استكمال عدد مرات رفع الفائدة المتوقعة لهذا العام. 

وقد احتدم الصراع بين ترامب ويلين بعد أن وجه لها انتقادات موسعة حول أسلوب إدارتها للفيدرالي متهماً إياها بتسخير السياسة النقدية لصالح الرئيس السابق باراك أوباما. يأتي هذا قبل أن يتبدل موقف ترامب ليشيد بدور يلين في إعادة اقتصاد البلاد إلى مساره الصحيح في أوقات عصيبة أعقبت الأزمة العالمية. لكنه تمسك برغبته في تعيين محافظ آخر للفيدرالي. 

جدير بالذكر أن يلين قد أعلنت في السابق عن نيتها في الاستقالة من منصبها في حال تم تصديق مجلس الشيوخ على جيروم باول.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image