تحسن قطاع التصنيع: هل وصل الركود إلى خط النهاية في منطقة اليورو؟

تحسن قطاع التصنيع: هل وصل الركود إلى خط النهاية في منطقة اليورو؟
انكمش النشاط التصنيعي لمنطقة اليورو إلى مستوى أقل من المتوقع في ينويو. على الرغم من ذلك، كان هناك فارق ملحوظ بين دول المنطقة فيما أحرزته كل واحدة منها على صعيد التعافي في قطاع التصنيع. كما أظهرت البيانات أن التدهور في القطاع بدأ في التراجع للشهر الرابع على التوالي حيث سجلت الطلبات الصناعية الجديدة أقل درجة انكماش على مدار الأشهر الأربعة الماضية وهو ما يشير إلى إمكانية تحول النشاط التصنيعي إلى المنطقة الخضراء في النصف الثاني من 2009 لنشاهد قراءات موجبة بعد ذلك. جاءت القراءة النهائية لمؤشر PMI التصنيعي لمنطقة اليورو إلى 42.6 مقابل قراءة مايو التي سجلت 40.7 أي أعلى المستويات منذ سبتمبر 2009كما تجاوزت قراءة يونيو التقديرات الأولية التي أشارت إلى 42.4. على الرغم من ذلك، لا زال المؤشر تحت مستوى الـ 50 مما يشير إلى استمرار انكماش قطاع التصنيع رغم التحسن الملحوظ على مدار الأشهر القليلة الماضية..
كما أظهرت البيانات الواردة من منطقة اليورو أن هناك فارق واسع بين سرعة هبوط النشاط التصنيعي بين الدول الـ 16 المكونة لمنطقة اليورو وهو الفارق الذي أشار إلى أن فرنسا و هولندا هما الأقرب إلى الاستقرار في الإنتاج التصنيعي حيث تشير قراءات الناتج التصنيعي طلبات المصانع الجديدة إلى أنهما الدولتان الأكثر تحقيقاً للتقدم على صعيد النشاط التصنيعي. على الرغم من ذلك، لا زال اقتصاد منطقة اليورو يعاني من انكماش بنسبة 2.5% وهو ما تؤيده قراءة النمو للربع الأول من 2009 وما يتردد من توقعات باستمرار توقف المنطقة عن تحقيق النمو الاقتاصدي وتتابع القراءات السالبة للنمو حتى نهاية العام الجاري..
كما أظهرت البيانات الطلبات الصناعية الجديدة و معدل المخزونات تولد بعض الضغوط التي دفعت بالشركات مؤخراً إلى رفع معدل الإنتاج وهو ما ألقى الضوء على الفارق بين مستويات الإنتاج الصناعي بين دول المنطقة في إطار سباقها نحو المخرج من الركود. أسفرت حسابات المخزونات و الطلبات الصناعية الجديدة أن الإنتاج الصناعي لمنطقة اليورو وصل في قراءة يونيو إلى أعلى المستويات منذ 22 شهر، على الرغم من ذلك، لم تنجح بعض المصانع في إيطاليا في خفض المخزونات القديمة بنفس السرعة التي نجحت فيها المصانع الفرنسية في القيام بذلك..
وعلى المستويات المحلية لدول منطقة اليورو، لا زالت هناك بعض التهديدات التي تحول دون سعي دول المنطقة نحو التعافي و تمنع سيرها في الطريق الممهد أمامها للوصول إلى الانتعاش الاقتصادي حيث لا زال هناك الكثير من الوقت حتى يتحقق النمو والانتعاش لألمانيا أو إسبانيا على سبيل المثال و ذلك بسبب ضرورة تحقق النمو الاقتصادي للمنطقة ككل في بداية الأمر حتى تنعكس نتائجه على مستوى كل دولة من دول المنطقة فيما بعد. في ظل هذه الظروف نجد أن البيئة الحالية للمنطقة أصبحت مهيئة لظهور بعض الإشارات الإيجابية الت يتتضمن أن المنطقة قي طريقها إلى التعافي أولها أن مؤشر طلبات الصادرات وصل إلى أعلى المستويات منذ أغسطس 2008. يشير ما سبق إلى أن البيانات الاقتصادية لمنطقة اليورو بدأت في التأكيد على أن المرحلالأسوأ من الركود وصلت إلى خط النهاية مما يشيع حالة من التفاؤل تعمل مباشرةً لمصلحة اليورو. على الرغم من ذلك، من الممكن أن تؤدي بعض المؤشرات التي تظهر فيما بعد إلى عكس ما سبق حيث يتوقع أن تؤدي القراءات القاتمة لمعدل البطالة في المنطقة إلى ضرب معنويات السوق مما يعني إصابة اليورو بأضرار بالغة..

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image