ترقب الناتج المحلي الإجمالي بالولايات المتحدة الأمريكية وسيناريوهات مختلفة لقصة الانتعاش

 

 

 

لقد شهد النشاط الاقتصادي بالولايات المتحدة الأمريكية حالة من التدهور في بداية العام الحالي، إلا أنه بعض علامات التحسن بدأت تطرأ عليه في الوقت الحالي. هذا ومن المتوقع أن يكشف التقرير الحكومي عن انكماش المعدل السنوي للناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.7% في الربع الأول من العام الحالي. فإذا ثبتت صحة توقعات الاقتصاديون بوول ستريت، فإنها بذلك سوف تطابق التقديرات الأولية للحكومة الأمريكية في الشهر الماضي. هذا وتصدرالحكومة الأمريكية ثلاثة تقديرات لأداء النشاط الاقتصادي. وكلاً منهم يقيس قيمة السلع والخدمات التي تم انتاجها في الدولة، والتي تقوم على قاعدة من البيانات الكاملة والمستوفية. ومن المقرر اليوم صدور التقديرات الثالثة والنهائية للناتج المحلي الإجمالي.

 

من ناحية أخرى، توقع الاقتصاديون انكماش الاقتصاد الأمريكي في الربع الثاني من العام الحالي بنسبة تتراوح بين (1-3%). بينما توقع "بين بيرنانك" انتهاء أزمة الركود الحالية - التي تعد أطول أزمة ركود منذ الحرب العالمية الثانية - بنهاية العام الحالي. ومن المفترض أن خطة التحفيز التي أطلقها الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" والتي تضمنت خفض الضرائب و الإنفاق الحكومي توفر بعض الدعم للنمو الاقتصادي في ظل الجهود المتواصلة التي يبذلها البنك الإحتياطي الفيدرالي بما في ذلك خفض سعر الفائدة لتقترب إلى الصفر. علاوة على ذلك، توقع العديد من الاقتصاديين بدء نمو الاقتصاد بحلول الربع الثالث من العام الحالي، على الرغم من تباطؤ الانتعاش، حيث من الطبيعي أن يتسم النمو بالتباطؤ بعد الأزمات المالية.

 

على صعيد أخر، ارتفع معدل البطالة الأمريكي إلى 9.4% ربع سنوياً، حيث أنه قد يبلغ 10% بنهاية العام الحالي. ومن المحتمل أن يرتفع معدل البطالة إلى 11% بحلول موسم الصيف عام 2010، قبل أن يبدأ في الهبوط. جدير بالذكر أن أعلى نسبة بطالة منذ الحرب العالمية الثانية بلغت 10.8% في نهاية عام 1982. هذا وتعد هذه التوقعات السلبية لسوق العمالة والتي من شأنها أن تحول دون نمو الأجور والتي تترجم إلى حذر المستهلكين، أحد الأسباب الرئيسية وراء تباطؤ الانتعاش. كما توقع بعض الاقتصاديون أن هناك بعض المخاطر التي تهدد الانتعاش والتي تتمثل في ارتفاع أسعار الفائدة وسوء الأوضاع الإئتمانية والمالية والتي من شأنها أن تدفع بالاقتصاد إلى حافة الهاوية من جديد. ولا يعتقد الاقتصاديون أن هذا هو السيناريو المرجح، إلا أنهم أقروا بعدم استبعاده.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image