تريشيه يتحدث واليورو يهبط: تراجع المركزي الأوروبي عن تهديداته بسحب التحفيز من الأسواق

تريشيه يتحدث واليورو يهبط: تراجع المركزي الأوروبي عن تهديداته بسحب التحفيز من الأسواق

قال تريشيه في أعقاب قرار الفائدة الصادر اليوم عن البنك المركزي الأوروبي أن العوامل التي تعزز سيناريو تعافي الاقتصاد بمنطقة اليورو إنما هي عوامل مؤقتة لا يمكن الاعتماد عيلها في الوقت الراهن كأساس لتحقيق النمو المستدام. وأضاف أن الضغوط التضخمية على المدى المتوسط سوف تعمل على تحجيم النمو وإعاقة التعافي الحقيقي عن السير بالسرعة التي تتطلبها الأوضاع الاقتصادية للمنطقة. كما كشف النقاب عن القرار باستمرار عمليات إعادة التمويل بنفس الحجم مع استمرار متوسط الفائدة على الإقراض لأجل 12 شهر عند نفس المستويات الحالية المتمشية مع معدل الفائدة لمنطقة اليورو.


وبالانتقال إلى التطلعات الرسمية للبنك المركزي الأوروبي، أشار تريشيه إلى أن تطلعات البنك تشير إلى تحقيق منطقة اليورو لنمو في الناتج المحلي الإجمالي بواقع يتراوح ما بين 0.1% و1.5% في 2010 مع نمو يتراوح ما بين 0.2% و2.2% في 2011. وشدد رئيس المركزي الأوروبي في إطار المؤتمر الصحفي الذي انعقد في أعقاب قرار الفائدة على أنه لا زالت هناك حاجة ماسة إلى الإبقاء على إجراءات التحفيز والتسهيل النقدي وضخ السيولة في الأسواق. وأضاف أن مخاطر الاتجاه الهابط من الممكن أن تسفر عن ارتفاع حاد في أسعار النفط علاوة على ظهور المزيد من إجراءات الحماية الاقتصادية بين دول المنطقة.


كما أشار تريشيه إلى أن نمو الأسعار من الممكن أن يصل إلى مستوى يترواح ما بين 0.9% و 1.7% في 2010 مقابل التوقعات الأولية التي سجلت معدل يتراوح ما بين 0.9% و1.6% مع إمكانية وصول معدل التضخم إلى نطاق يتراوح ما بين 0.8% و 2.00% في 2011. وفي إشارة إلى بعض الإجراءات التي اتخذها المركزي الأوروبي في بداية أزمة الاقتصاد العالمي، صرح تريشيه بأن ما قام به البنك المركزي من إجراءات تحفيز وتسهيل نقدي عمل على تعزيز التعافي علاوة على إعلانه توقعات باستمرار الستهيل النقدي لفترة ممتدة حيث يرى أن الأوضاع الاقتصادية تقتضي ذلك.


على الرغم من ذلك، أكد تريشيه أن السياسة النقدية المستقبلية سوف تركز خلال الفترة القادمة على الإجراءات غير التقليدية للتحفيز والتسهيل النقدييْن ، ولكن بشكل تدريجي عندما تقتضي الضرورة ذلك علاوة على تعهده برفع توقعات التضخم بالمنطقة. كما أضاف تريشيه أن البنك المركزي قد اتخذ القرار بأن برنامج الإقراض لأجل 12 شهرسوف يتوقف في الموعد المقرر له في ديسمبر مع تأكيده على دعم سياسة الدولار القوي. جدير بالذكر أيضاً أن تريشيه وصف قرار الفائدة الصادر اليوم بالحيادية وأنه جاء بإجماع الأعضاء داخل مجلس البنك المركزي.


كما ردد تريشيه العبارة التي أطلقها من قبل مراراً والتي تضمنت أن "الطريق إلى التعافي وعر وطويل" مما يشير إلى أن استبعاد إجراءات التسهيل النقدي لا تعني على الإطلاق اللجوء إلى التضييق الائتماني في الوقت الراهن وحتى مرور فترة طويلة على تحقيق النمو المستدام.


وكرد فعل مباشر لهذ التصريحات الحيادية، بدأت تداولات (اليورو / دولار) في التأثر سلباً حيث أظهرت قدراً كبيراً من التباطؤ بسبب الإشارات الضمنية التي تضمنها حديث تريشيه حول إمكانية استمرار معدل الفائدة عند المستويات الحالية لفترة ممتدة. على ذلك، بدأ (اليورو / دولار) في التراجع إلى مستويات أقل من 1.5100 الذي توقف عند في التعاملات الصباحية ليصل إلى 1.5085.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image