مصير اليورو معلق بمدى جرأة تريشيه

اعتمد اليورو على الارتفاع الذي حققته شهية المخاطرة يوم أمس معتمدةً على الأخبار التي أشارت إلى توصل بنك أوف أميركا لاتفاقية تقضي بسداد البنك لـ 45 مليار دولار لإدارة أوباما في إطار برنامج إنقاذ الأصول المتعثرة، وهي الأنباء التي عملت على استقرار تداولات عملات المخاطرة على مدار التعاملات الأسيوية وحتى افتتاح التعاملات الأوروبية مدعومةً بعمليات تغطية البيع التي تضمنتها تعاملات مؤشر نيكاي الياباني والبيانات الاقتصادية الجيدة التي توافقت مع ما ظهر من توقعات في وقت سابق في جميع دول الاقتصادات الرئيسة حيث أشارت جميع البيانات الواردة إلينا من منطقة اليورو، على سبيل المثال، إلى تحسن كبير مما دفع زوج (اليورو / دولار) فوق مستوى 1.5100 قبيل قرار الفائدة للبنك المركزي الأوروبي. كما ارتفع الدولار الأسترالي هو الآخر إلى مستوى 0.9300 معتمداً في ذلك على الارتفاع الطفيف الذي حققته مبيعات التجزئة الأسترالية. في نفس الوقت، لم يتمكن الإسترليني من اللحاق بركب الصعود لعملات المخاطرة حيث أُصيب بحالة من الضعف الشديد ليهبط من مستوى 1.6700 متأثراً بقراءة مؤشر PMI الخدمي البريطاني التي جاءت أقل من المتوقع إلى حدٍ ما.

كما تنتظر أوروبا قرار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي حيث تتجه الأنظار إلى ما إذا كان تريشيه، رئيس البنك المركزي الأوروبي، سوف ينفذ تهديده السابق بسحب إجراءات التحفيز والتسهيل النقدي الذي أطلقه الشهر الماضي أم أنه سوف يخضع لمقتضيات الموقف الحالي المتدهور في بعض دول المنطقة على رأسها اليونان التي وصل فيها العجز المالي إلى حدٍ لا يمكن تداركه إلا بشِق الأنفس. وسوف يتابع المتداولون ما يمكن ان يتبعه تريشيه من خطوات وما يمكن أن يصل بالبنك المركزي إلى اتخاذه من قرارات بخصوص وقف التسهيل النقدي وما ينتج عنه من عمليات ضخ السيولة في الأسواق (جدير بالذكر أن برنامج التسهيل النقدي بمنطقة اليورو ركز منذ بدايته على تعزيز موقف الدول الأعضاء بالاتحاد النقدي والاقتصادي الأوروبي). ونرى أنه في حالة تمسك البنك المركزي بالتصريحات النارية المتطرفة فيما يتعلق بالسيولة والتسهيل النقدي التي تشير إلى سحب ووقف هذه الإجراءات، من المرجح أن يرتفع اليورو إلى مستويات أعلى مع ارتفاع لجميع أزواج العملة الأوروبية الموحدة. على الجانب الآخر، من الممكن حال عدول البنك عن هذه التصريحات والتمسك بالمعدلات المنخفضة للفائدة الأوروبية أن يهبط اليورو إلى مستويات أقل تحت مستوى 1.50.