كابوس معدلات البطالة في منطقة اليورو

كابوس معدلات البطالة في منطقة اليورو

ارتفعت في الفترة الأخيرة معدلات البطالة بمنطقة اليورو بشكل ملحوظ، إلا أن هناك تساؤلات تدور حول أسباب هذا الارتفاع سواء كانت دورية أو هيكلية،  ولاشك في أن حالة الركود تمثل أحد العوامل الهامة لارتفاع معدلات البطالة، فقد عانت منطقة اليورو من ضعف إجمالي الناتج المحلي منذ عام 2008 بعد الأزمة العالمية.

فمنذ بداية عام 2008 وحتى عام 2011 ارتفعت معدلات البطالة الأوروبية بشكل قوي ولكنها بدات في التراجع بشكل طفيف فيما بعد، مما يعكس أثار الدورة المالية بين الاقتصادات المتقدمة وتراجع حجم التجارة العالمية بالإضافة إلى الهبوط التصحيحي القوي في أسعار الأصول وخاصة المنازل.

وقد استمر ارتفاع معدلات البطالة الأوروبية حتى بعد عام 2011 لتصل إلىأعلى مستوياتهاشهر أبريل 2013 مما إلى أن منطقة اليورو عانت بشكل قوي من أزمة الديون والتي أدت إلى انزلاق الاقتصاد الأوروبي في حالة ركود حتى بدايات عام 2010.

""

 

وعلى الصعيد المالي، أسهم كل من القطاع الخدمي الحكومي وقطاع التعليم وقطاع الرعاية الصحية بشكل إيجابي في رفع معدلات التوظيف ليس في أوروبا وحدها وإنما بدول العالم كافة خلال المرحلة الأولى من الأزمة العالمية ولهذا يمكننا القول أنه تم احتواء الصدمات الاقتصادية بشكل ما.

وفي المرحلة الثانية من الأزمة، فرضت عدم القدرة على سداد الديون وغياب الدعم الرئيسي قيودًا على السياسة المالية الأمر الذي أدى إلى تردي الأوضاع المالية وتراجع معدلات التوظيف بالقطاع الحكومي الذي أضاف المزيد من تراجع في معدلات التوظيف بالقطاعات الأخرى.

أسهمت العوامل الدورية بشكل كبير في ارتفاع معدلات البطالة، وتشير الأوضاع الاقتصادية بمنطقة اليورو إلى أنها لا تزال تلعب دورًا هامًا في تحديد مستويات معدلات البطالة. وتؤكد بيانات إجمالي الناتج المحلي الأخيرة على أن التعافي الاقتصادي لا يزال ضعيفًا بالإضافة إلى أن تدني الأجور بالدول غير المتعثرة تشير إلى ضعف معدلات الطلب.

الجدير بالذكر أن نسبة البطالة بمنطقة اليورو عند 11.5% هي متوسط نسبة البطالة بألمانيا البالغة 5% وأسبانيا عند 25% مع ملاحظة اختلاف العوامل الهيكلية بينهما. ويلاحظ أن الاقتصادات الأكثر تأثرًا بالأزمة العالمية من حيث معدلات التوظيف قامت بتعديل سياساتها النقدية بما يتناسب مع احتياجات أسواق العمل بها  لتحسين أوضاعها الاقتصادية.

 

خلاصة القول إن معدلات البطالة بمنطقة اليورو تتكون من عدة عوامل معقدة أكثرها هيكلية، فقد تلقت دول منطقة اليورو منذ الأزمة العالمية العديد منالصدمات الاقتصاديةالمختلفة والتي أثرت على معدلات الطلب وقد تفاعلت دول منطقة اليورو مع هذه الصدمات بطرق المختلفة نظرالاختلاف الأوضاع الاقتصادية وطبيعة أسواق العمل بها، ولذلك فإن تقديرات معدلات البطالة على أساس دوري أو هيكلي يتم التعامل معها بحكمة من قبل صناع القرار. 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image