سعر الذهب اليوم يهبط مع تراجع التوترات الجيوسياسية وموقف الفيدرالي الأمريكي

شهدت أسعار الذهب تراجعاً في تعاملات اليوم الجمعة، منهيةً بذلك اتجاهاً صاعداً دام لأيام، وذلك في ظل انحسار جزئي للمخاوف الجيوسياسية المتعلقة بالصراع بين إسرائيل وإيران، وتصريحات البيت الأبيض التي أشارت إلى مهلة لقرار التدخل العسكري.

سعر الذهب اليوم والمعادن النفيسة

تخلى سعر الذهب اليوم عن مكاسبه المبكرة مع نهاية تعاملات الأسبوع، متأثراً بتهدئة المخاوف الجيوسياسية وتصريحات ترامب، حيث تراجع الذهب الفوري بنسبة 0.58% ليصل إلى 3,351.35 دولار للأونصة، كما انخفضت عقود الذهب الآجلة بنسبة 1.21% لتسجل 3,367.00 دولار للأونصة.

أما عن المعادن النفيسة الأخرى، فقد تراجع البلاتين بنسبة 1.41% إلى 1,297.90 دولار للأونصة، كما انخفضت الفضة بنسبة 2.34% إلى 36.38 دولار للأونصة.

يُذكر أن الذهب يتجه لتسجيل أول تراجع أسبوعي له منذ ثلاثة أسابيع، بانخفاض يزيد عن 2% خلال الأسبوع، مما يعادل حوالي 110 دولارات في الأونصة خلال الجلسات الخمس الأخيرة.

وقد تراجعت أسعار الذهب بنحو 250 دولاراً عن أعلى مستوياتها على الإطلاق البالغة 3509 دولارات. ورغم التراجع الأسبوعي، لا يزال المعدن النفيس مرتفعاً بنحو 27.5% منذ بداية العام.

محركات سعر الذهب اليوم: سياسة الفائدة وتهدئة المخاطر

جاء تراجع الذهب اليوم تزامناً مع أنباء عن محاولات دبلوماسية أوروبية لإقناع إيران بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن. بالإضافة إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب سيحسم أمر التدخل العسكري الأمريكي في صراع الشرق الأوسط خلال أسبوعين، مما خفف من المخاوف المتعلقة بنشوب حرب إقليمية شاملة كانت قد دفعت أسعار الذهب للارتفاع بنحو 4% الأسبوع الماضي.

أيضا تعرض سعر الذهب لضغط إضافي بعدما أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير يوم الأربعاء. وبينما يتوقع صناع السياسة النقدية خفض أسعار الفائدة بنصف نقطة مئوية هذا العام، إلا أنهم أشاروا إلى وتيرة خفض أبطأ بعد ذلك نظراً للآفاق الاقتصادية الصعبة.

هذا السيناريو، الذي يجعل من الصعب على البنك المركزي خفض تكاليف الاقتراض، يُعد سلبياً للذهب الذي لا يدرّ فوائد، ويحقق عادةً أداءً أفضل في بيئة منخفضة الفائدة.

توقعات سعر الذهب: آراء متباينة

رغم التراجع الأخير، لا يزال الذهب يتمتع بارتفاع قوي بنحو 27.5% منذ بداية العام، ويقترب من أعلى مستوى قياسي سجله عند 3,500 دولار للأونصة في أبريل.

جددت مجموعة جولدمان ساكس توقعاتها بوصول سعر الأونصة إلى 4,000 دولار بحلول العام المقبل، في المقابل، تتوقع سيتي جروب أن تنخفض الأسعار إلى ما دون 3,000 دولار بحلول عام 2026.

وعامة، يظل الذهب ملاذاً آمناً تقليدياً في أوقات الضبابية الجيوسياسية والمالية، مما يفسر صعوده الأخير خلال تصاعد التوترات. ومع ذلك، ظهرت هذا الأسبوع بعض المؤشرات على أن المستثمرين باتوا يُفضّلون البلاتين كخيار للملاذ الآمن البديل، في ظل المستويات المرتفعة التي بلغتها أسعار الذهب.