لماذا ترفع بعض الدول الفائدة إلى 60%؟ إليك قائمة الأعلى عالميًا!

في عام 2025، برز عدد من الدول حول العالم كمثال صارخ على السياسات النقدية المتشددة، وذلك بعد تسجيل معدلات فائدة مرتفعة للغاية في محاولة لاحتواء معدلات التضخم الجامحة، ودعم العملات المحلية، وكبح التذبذبات في الأسواق. وبحسب أحدث البيانات الصادرة عن موقع Investing، فقد تصدّرت الأرجنتين وتركيا وزيمبابوي ونيجيريا وليبيريا قائمة الدول الأعلى من حيث أسعار الفائدة الرسمية.
الأرجنتين: فائدة 60% لمواجهة تضخم يتجاوز 200%
تأتي الأرجنتين في المرتبة الأولى عالميًا بمعدل فائدة بلغ 60%، في خطوة استثنائية تعكس حجم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد. ويُعد التضخم في الأرجنتين من الأعلى عالميًا، ما دفع البنك المركزي إلى اعتماد سياسة نقدية انكماشية حادة. ويهدف هذا المستوى المرتفع من الفائدة إلى دعم قيمة العملة المحلية (البيزو)، وتقليص الطلب المحلي، وتقليل الضغوط التضخمية داخل البلاد.
تركيا: تغيير جذري في السياسة النقدية يرفع الفائدة إلى 46%
بعد سنوات من السياسة النقدية التوسعية التي قادها البنك المركزي التركي تحت ضغط سياسي، شهدت تركيا تحولًا جذريًا في نهجها الاقتصادي، تمثل في رفع سعر الفائدة الأساسي إلى 46%. ويُعزى هذا التحول إلى التغير في قيادة البنك المركزي وتزايد الضغوط التضخمية داخل البلاد.
ولقد لقيت هذه السياسة ترحيبًا نسبيًا من الأسواق، إذ ساعدت على استقرار الليرة التركية إلى حد ما، وجذبت بعض الاستثمارات الأجنبية قصيرة الأجل، لكنها لا تزال تثير الجدل بشأن تأثيرها على النمو والائتمان المحلي.
زيمبابوي: فائدة 35% وسط فوضى نقدية مستمرة
احتلت زيمبابوي المرتبة الثالثة عالميًا بمعدل فائدة بلغ 35%، وهو انعكاس مباشر لأزمة التضخم المتواصلة التي تعاني منها البلاد منذ أكثر من عقد. وعلى الرغم من محاولات إعادة هيكلة العملة المحلية وإطلاق عملات رقمية بديلة، إلا أن فقدان الثقة في النظام النقدي وعدم استقرار الأسعار يدفعان البنك المركزي إلى تبني سياسات نقدية شديدة، من بينها أسعار فائدة مرتفعة جدًا تهدف للحد من المضاربات وتقلبات السوق.
نيجيريا: فائدة 27.5% لكبح التضخم
جاءت نيجيريا في المرتبة الرابعة بمعدل فائدة بلغ 27.5%. وقد أقدم البنك المركزي النيجيري على سلسلة من الزيادات في أسعار الفائدة مؤخرا في محاولة للتعامل مع ارتفاع الأسعار وضعف العملة المحلية (النايرا)، فضلاً عن مواجهة تدفقات رأس المال الخارجة.
ليبيريا: فائدة 25% وسط أزمات اقتصادية داخلية
تأتي ليبيريا في المرتبة الخامسة بمعدل فائدة يبلغ 25%، وهو من أعلى المعدلات في القارة الأفريقية. وتشير البيانات إلى أن البنك المركزي الليبيري اتخذ هذا القرار في ظل تصاعد التضخم وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين، فضلًا عن ضعف البنية التحتية المالية. وتُعد هذه السياسة جزءًا من خطة طوارئ تهدف إلى إعادة التوازن النقدي، لكنها لا تزال محفوفة بالمخاطر على الاستقرار الاقتصادي العام.