الفيدرالي الأمريكي يحسم مصير الفائدة وسط ترقب لتأثير القرار على الأسواق!

تتجه أنظار الأسواق العالمية اليوم نحو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مع ترقب حاسم لقرار الفائدة وتوقعات السياسة النقدية، إلى جانب المؤتمر الصحفي المرتقب لرئيس البنك جيروم باول. يشكّل هذا الاجتماع محطة رئيسية لتحديد توجهات الدولار الأمريكي وسوق السندات، مع تأثير مباشر على أسعار الذهب والنفط والعملات الرقمية.
تترقب الأسواق أية إشارات حول مسار الفائدة الأمريكية، خصوصًا في ظل ضغوط الرئيس دونالد ترامب لخفضها، بهدف تقليل كلفة الاقتراض وتحفيز الاقتصاد. تؤثر قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشكل مباشر على الأسواق المالية العالمية، ما يجعل كل بيان أو تصريح محل تحليل دقيق.
أولا: نظرة على البيانات الاقتصادية الأمريكية خلال الفترة الماضية
خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية والتي تدعم توجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو خفض الفائدة قريبا، وفي هذا السياق، سجل التضخم الأمريكي السنوي، وفق مؤشر أسعار المستهلك، ارتفاعًا بنسبة 2.4% خلال مايو، مقارنة بنسبة 2.3% في أبريل، بينما كانت التقديرات تشير إلى تسجيل 2.5%، وهو ما يؤكد استمرار التباطؤ النسبي في وتيرة التضخم العام، رغم الضغوط السعرية التي تشهدها بعض القطاعات.
على الجانب الآخر، يواجه سوق العمل الأمريكي إشارات جيدة، حيث أضاف الاقتصاد الأمريكي ما يعادل 139 ألف وظيفة جديدة، متجاوزاً التوقعات التي كانت تشير إلى خلق 130 ألف وظيفة. وفي نفس الوقت، سجل معدل البطالة داخل الولايات المتحدة 4.2% لشهر مايو، ما جاء متوافقاً مع توقعات الأسواق والقراءة السابقة.
أما فيما يتعلق بالإنفاق الاستهلاكي، فقد سجل مؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي 2.5% خلال أبريل، متماشيًا مع التقديرات التي رجحت تراجعه إلى نفس النسبة، مقارنة بنسبة 2.6% المسجلة في مارس، والتي تمت مراجعتها على نحو مرتفع إلى 2.7%. هذه القراءة السنوية تؤكد أن وتيرة التضخم تتباطأ بشكل طفيف لكنها ما تزال أعلى من المستوى المثالي المستهدف عند 2%.
وتعكس هذه البيانات الاقتصادية استمرار تباطأ الضغوط التضخمية ومؤشرات الانفاق الاستهلاكي، جنبا إلى جنب مع استقرار أوضاع سوق العمل الأمريكي، مما قد يدفع الفيدرالي الأمريكي للتفكير في خيار خفض الفائدة قريبا وخاصة مع ضغوط الرئيس الأمريكي ترامب على الفيدرالي ومطالبته بخفض الفائدة فورا.
ثانيا: توقعات قرار الفيدرالي الأمريكي وتأثيره على الأسواق
تشير أداة CME FedWatch إلى أن الأسواق تتوقع بنسبة 99.9% أن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على الفائدة في نطاق 4.25% - 4.5%. هذا السيناريو يعكس استمرار السياسة النقدية المتشددة رغم تباطؤ التضخم.
وفي مذكرة حديثة، توقعت "جولدمان ساكس لإدارة الأصول" أن يحافظ البنك على موقفه الحذر، مشيرة إلى أن بداية دورة خفض الفائدة تتطلب دلائل أوضح على تراجع سوق العمل، وهو ما لم يتوفر بعد بشكل كافٍ.
ثالثا: تصريحات مسؤولي الفيدرالي حول مستقبل الفائدة
اتسمت تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأخيرة بالحذر، حيث قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، إن أسعار الفائدة من المرجح أن تظل في مستويات عالية، نظراً للتغيرات التي تطرأ على الاقتصاد.
وبدوره، أكد رافاييل بوسـتيك، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في أتلانتا، إنه يتوقع أن يشهد الاقتصاد الأمريكي تباطؤًا خلال العام الجاري، لكنه لا يتوقع أن يدخل في حالة ركود، مشيرًا إلى أنه لا يزال يتوقع خفضًا واحدًا فقط في أسعار الفائدة خلال عام 2025.
وأيضا، أعرب نيل كاشكاري، عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن ولاية مينيابوليس، عن دعمه لخيار الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في الوقت الراهن، مشيراً إلى الحاجة لمزيد من الوضوح بشأن آثار الرسوم الجمركية المرتفعة على التضخم والنشاط الاقتصادي.
رابعا: السيناريوهات المتوقعة ورد فعل الأسواق مرهون بنبرة البيان والمؤتمر الصحفي
السيناريو الأول: إذا قرر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تثبيت الفائدة وأشار إلى ارتياحه لتراجع التضخم وتباطؤ سوق العمل، فقد يتراجع الدولار الأمريكي وترتفع أسعار الذهب والأسهم الأمريكية والبيتكوين.
السيناريو الثاني: إذا أبدى الفيدرالي الأمريكي تمسكه بالنهج الحذر ومتابعة البيانات الاقتصادية قبل التحرك، فقد يعزز ذلك من قوة الدولار الأمريكي على حساب الأصول الأخرى.
كل الأنظار اليوم على واشنطن... وقرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يرسم ملامح الأسواق للربع الثالث من 2025.