تقرير: لماذا تتجه أنظار المستثمرين نحو الذهب وبيتكوين الآن؟

تشهد الأسواق المالية العالمية حالياً تحولات لافتة، حيث يعود الذهب والبيتكوين، أبرز أصول الملاذات الآمنة، للتألق بقوة، مسجلين ارتفاعات ملحوظة دفعت بهما نحو مستويات قياسية أو قريبة منها. هذه التحركات تأتي مدفوعة بمزيج من ضعف الدولار الأمريكي، وحالة عدم اليقين المالي والسياسي في الولايات المتحدة، وعودة اشتعال حرب ترامب التجارية التي كانت قد أعادت شهية المخاطرة للمستثمرين.
الذهب: بريق يعود مع ضعف الدولار وغموض الضرائب
صعد الذهب اليوم الأربعاء إلى أعلى مستوياته في أسبوع، مدعومًا بتراجع مؤشر الدولار العام بأكثر من نقطة كاملة خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ 8 مايو. هذا الانخفاض يجعل المعدن الأصفر، المسعر بالدولار، أرخص لحائزي العملات الأجنبية، مما يزيد من جاذبيته.
كما أشار إدوارد مائير، المحلل في شركة ماريكس، فإن الشكوك حول مشروع قانون الضرائب الشامل الذي قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإضافة إلى استمرار تصنيف موديز الائتماني، يسهم في تقويض الدولار ويزيد من الضبابية المالية. ترامب، الذي ضغط أمس الثلاثاء على جمهوريي الكونغرس لتوحيد صفوفهم حول مشروع القانون، فشل على ما يبدو في إقناع الرافضين، مما يعمق حالة عدم اليقين.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% إلى 3293.98 دولار للأوقية، ثم واصل الصعود بنسبة 0.75% ليلامس 3308 دولارات للأوقية، مسجلاً أعلى مستوى له منذ 12 مايو.
بيتكوين: رقصة نحو القمة مدفوعة بتهدئة التجارة
في مشهد لا يقل إثارة، اقترب سعر بيتكوين يوم الثلاثاء من أعلى مستوى تاريخي له، حيث قفز إلى 107,000 دولار، ليصبح على بعد أقل من 2% فقط من ذروته البالغة 108,786 دولارًا التي سجلها في يناير الماضي. هذا الانتعاش الكبير جاء بعد تراجع البيتكوين إلى ما دون 75,000 دولار في أوائل أبريل.
ولم تكن بيتكوين وحدها المستفيدة، فقد شهدت العملات المشفرة الكبرى الأخرى مكاسب قوية: الإيثيريوم قفزت بنسبة 58% خلال الثلاثين يومًا الماضية، والدوجكوين بنسبة 45%، والسولانا بنحو 23%. حتى عملات الميم، التي شهدت طفرة العام الماضي، عادت لتسجل ارتفاعات صاروخية.
وتشير بيانات "CoinGlass" إلى تزايد عمليات تصفية صفقات البيع على المكشوف (Short positions) في سوق العملات المشفرة، حيث تجاوزت 233 مليون دولار في الـ 24 ساعة الماضية، مما يؤكد أن الاتجاه الصعودي للسوق يفرض خسائر على المراهنين على الانخفاض.