المفوضية الأوروبية تخفض توقعاتها لنمو منطقة اليورو بفعل الحرب التجارية!

خفضت المفوضية الأوروبية توقعاتها لنمو اقتصاد منطقة اليورو للعامين الحالي والمقبل، مشيرةً إلى تأثير الحرب التجارية التي أشعلتها الولايات المتحدة واستمرار حالة عدم اليقين بشأن مسارها وتداعياتها. وأعلنت المفوضية يوم الاثنين أن الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو سينمو بنسبة 0.9% فقط في عام 2025، مقارنةً بتوقعاتها السابقة عند 1.3% في نوفمبر الماضي.
وفي عام 2026، تتوقع المفوضية أن يتسارع النمو إلى 1.4%، لكنه سيبقى أقل من 1.6% التي كانت تتوقعها قبل ستة أشهر، ما يعكس استمرار الضغوط الاقتصادية والتجارية التي تواجه الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت المفوضية الأوروبية أن هذا التعديل الهبوطي في التوقعات يعود بشكل كبير إلى ضعف التجارة العالمية وتزايد حالة عدم اليقين بشأن السياسات التجارية العالمية. وذكرت أن هذه التوقعات تستند إلى فرضية أن الولايات المتحدة ستبقي على تعريفاتها الجمركية عند مستوياتها الحالية، بما في ذلك 10% على جميع السلع الأوروبية و25% على الصلب والألمنيوم والسيارات، دون فرض تعريفات جديدة على الأدوية وأشباه الموصلات.
وأضافت المؤسسة الأوروبية أن المخاطر التي تواجه هذه التوقعات تميل نحو الانخفاض، حيث قد يؤدي تفاقم تجزئة التجارة العالمية إلى تباطؤ أكبر في نمو الناتج المحلي الإجمالي وإعادة إشعال الضغوط التضخمية. كما أن الكوارث المرتبطة بالمناخ تظل مصدرًا مستمرًا لمخاطر انخفاض النمو في المستقبل.
ورغم هذه التحديات، أشارت المفوضية الأوروبية إلى أن النمو قد ينتعش إذا خفت حدة التوترات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، أو توسعت تجارة الاتحاد مع الدول الأخرى بوتيرة أسرع، أو زاد الإنفاق الدفاعي الأوروبي بشكل أكبر.
من ناحية أخرى، توقعت المفوضية استمرار انخفاض معدل البطالة في منطقة اليورو، ليصل إلى 6.1% في عام 2026، مع تراجع معدل تضخم أسعار المستهلكين إلى 2.1% هذا العام وإلى 1.7% في عام 2026، مقارنةً بـ 2.4% في العام الماضي.
لكن المالية العامة لمنطقة اليورو قد تواجه ضغوطًا أكبر وفقا للمفوضية، مع توقع ارتفاع عجز الموازنة الإجمالي إلى 3.2% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، مقارنةً بـ 3.1% العام الماضي، ثم إلى 3.3% في عام 2026. ومن المرجح أيضًا أن يرتفع إجمالي الدين العام إلى 89.9% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، مقارنةً بـ 88.9% في عام 2024، ثم يواصل ارتفاعه إلى 91% في عام 2026.