خفض تصنيف موديز يهز الأسواق الأمريكية: العقود الآجلة تنخفض والذهب يرتفع

هز قرار وكالة موديز للتصنيف الائتماني بخفض تصنيف الولايات المتحدة من Aaa إلى Aa1 الأسواق الأمريكية، حيث شهدت العقود الآجلة للمؤشرات الرئيسية انخفاضًا ملحوظًا في تعاملات اليوم. في المقابل، ارتفعت أسعار الذهب، الذي يعتبر ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
تأثير خفض التصنيف على المؤشرات الأمريكية:
تراجعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 300 نقطة، مما يشير إلى ضغوط بيع قوية على الأسهم الأمريكية. كما شهدت العقود الآجلة لمؤشري S&P 500 وناسداك المركب انخفاضًا مماثلًا، مما يعكس حالة القلق التي تسود أوساط المستثمرين تجاه التداعيات الاقتصادية لخفض التصنيف الائتماني.
وانخفض الدولار 0.3 % ليصل إلى 145.22 ين ياباني. وتراجع 0.2 % أمام الفرنك السويسري، وهو ملاذ آمن آخر.
صعود الذهب كملاذ آمن وقفزة بيتكوين:
في المقابل، ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنحو 1%، لتستعيد بعض خسائرها التي تكبدتها في الأسبوع الماضي، والذي كان الأسوأ للمعدن الأصفر منذ نوفمبر 2024. ويعكس هذا الارتفاع توجه المستثمرين نحو الأصول الآمنة في ظل المخاوف المتزايدة بشأن الوضع المالي للولايات المتحدة وتأثيره على الأسواق.
كما ارتفعت بيتكوين أيضت عقب قرار موديز لتصل إلى مستويات 105 ألف دولار قبل أن تنخفض خلال تعاملات اليوم الأثنين لمستويات 103 ألف دولار.
تبريرات موديز وتداعيات خفض التصنيف:
أرجعت وكالة موديز قرارها بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة إلى "تدهور مستمر في المقاييس المالية"، مشيرة بشكل خاص إلى "تراكم الديون الحكومية ومدفوعات الفائدة" التي أصبحت أعلى بكثير من نظيراتها في الدول ذات التصنيف المماثل. وأكدت الوكالة على "فشل الإدارات الأمريكية المتعاقبة والكونغرس في الاتفاق على تدابير لعكس اتجاه العجز المالي السنوي الكبير وتزايد تكاليف الفائدة".
ويعد هذا الخفض بمقدار درجة واحدة تحولًا كبيرًا للولايات المتحدة، التي حافظت على أعلى تصنيف ائتماني للوكالة لعقود. وبذلك، تنضم موديز إلى وكالتي فيتش وستاندرد آند بورز اللتين سبقتاها في خفض تصنيف الولايات المتحدة في عامي 2023 و 2011 على التوالي.
محاولات إدارة ترامب للتهوين من شأن القرار:
حاول الرئيس دونالد ترامب ووزير الخزانة بيسنت التقليل من أهمية قرار موديز، واصفين إياه بأنه "مؤشر متأخر". ومع ذلك، يحذر الخبراء الاقتصاديون من أن هذا الخفض من آخر وكالات التصنيف الائتماني الكبرى يمثل إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة لديها ديون زائدة، ويجب أن يدفع المشرعين إما لزيادة الإيرادات أو تقليل الإنفاق.
تأثيرات محتملة وخطة ترامب الضريبية:
يأتي هذا الخفض في الوقت الذي يسعى فيه الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون إلى دفع مشروع قانون الخفض الضريبي الشامل للرئيس ترامب قدمًا. ويحذر الخبراء من أن هذه التخفيضات الضريبية، والتي يقدر مكتب الميزانية في الكونغرس أنها ستزيد العجز الفيدرالي بما يقارب 1.9 تريليون دولار خلال عقد، قد تزيد من الضغوط المالية على الولايات المتحدة وتعمق المخاوف التي أثارتها وكالة موديز.
ويبقى أن نرى كيف ستستجيب الأسواق بشكل كامل لخفض التصنيف الائتماني وتطورات خطة ترامب الضريبية خلال الأيام والأسابيع القادمة.