الأسواق تتفاعل مع تقرير التضخم الأمريكي.. هبوط الدولار وقفزة لسعر الذهب والنفط

تباطأ نمو معدل التضخم في الولايات المتحدة مرة أخرى الشهر الماضي نتيجة لانخفاض أسعار المواد الغذائية والغاز، مع وجود القليل من الدلائل على تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية حتى الآن.

وسرعان ما تحركت الأسواق المالية العالمية بصورة قوية فور صدور تقرير التضخم الأمريكي لشهر أبريل الماضي، حيث سيطر الاتجاه الصعودي على المشهد فيما كان الدولار الأمريكي خارج هذا السياق.

وفي هذا الصدد، وبحسب البيانات الرسمية الواردة اليوم، تباطأ نمو التضخم في مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي السنوي ليسجل 2.3% في أبريل، ليقترب من هدف الفيدرالي البالغ (2%) مقابل التوقعات البالغة (2.4%)، بعد أن سجل نحو 2.4% في مارس الماضي.

كما استقر نمو معدل التضخم الأساسي عند 2.8% على أساس سنوي بنهاية أبريل، وهو ما توافق مع توقعات الأسواق، وكذلك القراءة السابقة لشهر مارس الماضي.

تباطؤ بيانات التضخم الأمريكي خلال أبريل الماضي

وفيما يلي، يمكن إيضاح كيف تأثرت تداولات الأسواق بتطورات التضخم الأمريكي:

أولاً: سوق الأسهم الأمريكية والأوروبية

قلَّصت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية خسائرها المبكرة بل وتحول مؤشر S&P 500 وناسداك للربحية، حيث أثار تباطؤ نمو التضخم السنوي والشهري توقعات الأسواق حول قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بمواصلة خفض أسعار الفائدة والتي قد توقفت منذ بداية العام، بالاجتماعات المقبلة.

خصوصاً وأن الفيدرالي قد ذكر سلفاً أنه لن ينتظر بالضرورة انخفاض التضخم إلى الهدف حتى يخفض أسعار الفائدة، كما كان من المتوقع أن يظهر تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية في بيانات أبريل ولكنه كان ضئيل للغاية.

ما يعني أن الرسوم الجمركية قد لا تؤدي بالضرورة لتزايد التضخم الأمريكي وفي ظل التوصل لاتفاقيات تجارية بين أمريكا وشركائها التجاريين؛ يمكن القول أن الرسوم الجمركية لم تعد تمثل خطراً على التضخم الأمريكي كما كان متوقعاً.

وتزامن هذا مع انتعاش الأسهم الأوروبية عقب صدور بيانات التضخم الأمريكي ووسعت أرباحها المبكرة، إذ سجل مؤشر يورو ستوكس ارتفاعاً بنحو 0.29% إلى 546.06 نقطة.

ثانياً: سوق العملات الأجنبية الرئيسية

هبط مؤشر الدولار الأمريكي بشكل حاد أمام نظائره من العملات الرئيسية الأخرى فور صدور تقرير التضخم للشهر الماضي، حيث تراجع المؤشر بنحو 0.27% إلى 101.50 نقطة، وجاء هذا الانخفاض لصالح العملات الرئيسية الأخرى.

وفي هذا الصدد، تراجع الدولار الأمريكي أمام الين الياباني والدولار الكندي 148 ين، و1.398 دولار كندي على التوالي، فيما ارتفع اليورو والجنيه الاسترليني مقابل العملة الخضراء إلى 1.1132 يورو و1.3243 استرليني.

ثالثاً: أسواق السلع البارزة

قفزت أسعار عقود الذهب بقوة فور صدور بيانات التضخم الأمريكي مع تصاعد توقعات قرب تيسير السياسة النقدية في الولايات المتحدة والتأثير السلبي على الدولار بالانخفاض، ما عزز ارتفاع أسعار السلع المقومة به، ومن بينها الذهب.

وفي نفس الوقت، حققت أسعار النفط الخام ارتفاعات قوية عقب إعلان تقرير التضخم الأمريكي فعادةً ما ينجم عن تيسير السياسة النقدية انتعاش النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة –أكبر مستهلك لخام النفط عالمياً- وهذا قد يلقي بظلاله الإيجابية على الطلب النفطي.