تقرير: تريليونات الدولارات ترسم مستقبل الشراكة السعودية الأمريكية بين القادم والماضي

في أول محطة خارجية له بعد عودته إلى سدة الرئاسة، يحل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضيفًا على المملكة العربية السعودية، مؤكدًا على عمق العلاقات الاقتصادية التي تربط البلدين لعقود طويلة. هذه الزيارة لا تمثل فقط استمرارًا لشراكة استراتيجية، بل ترسم ملامح حقبة جديدة مدعومة بتلاقي الرؤى الاقتصادية الطموحة.
أرقام تتحدث: استثمارات سعودية ضخمة تعزز الثقة في الاقتصاد الأمريكي
وتتجلى قوة هذه العلاقات في حجم الاستثمارات السعودية الضخمة في الولايات المتحدة، والتي تتجاوز 770 مليار دولار، بالإضافة إلى 126.4 مليار دولار مستثمرة في سندات الخزانة الأمريكية.
كما يمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي استثمارات بقيمة 26.8 مليار دولار في الشركات الأمريكية، موزعة على قطاعات حيوية مثل التكنولوجيا، والعقارات، والذكاء الاصطناعي، والتجارة الإلكترونية، والسيارات الكهربائية، والسياحة، وغيرها، بما في ذلك حصص في عمالقة التكنولوجيا مثل مايكروسوفت، وإنفيديا، وأمازون، وميتا، بالإضافة إلى استثمارات استراتيجية في شركات مثل لوسيد وأوبر.
وتتمثل أكبر ملكيات صندوق الاستثمارات العامة في الأسواق الأمريكية بنهاية 2024:
- لوسيد جروب: 5.3 مليار دولار
- أوبر: 4.4 مليار دولار
- إلكترونيك آرتس: 3.6 مليار دولار
- تيك-تو إنترأكتيف: 2.1 مليار دولار
وتشمل محفظة الصندوق أيضًا شركات عملاقة أخرى مثل شل، ومايكروسوفت، وإنفيديا، وألفابيت (جوجل)، وأمازون، وآبل، وميتا (فيسبوك)، وفايزر، وكوكاكولا.
طموحات ولي العهد: 600 مليار دولار إضافية لتعميق الروابط الاقتصادية مع واشنطن
وقد عبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن طموح المملكة لتوسيع هذه الشراكة الاقتصادية بشكل كبير، حيث أشار في اتصال هاتفي سابق مع الرئيس ترمب إلى رغبة السعودية في ضخ استثمارات إضافية بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة، مما يؤكد على التوجه نحو تعميق الروابط التجارية والاستثمارية بين البلدين.
تاريخ من التعاون التجاري: 357 مليار دولار حجم التبادل خلال عقد من الزمن.
وتاريخيًا، شهدت العلاقات التجارية بين البلدين نموًا مطردًا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري خلال العشر سنوات الماضية (2015-2024) نحو 357 مليار دولار. وتوزعت هذه التجارة بين صادرات سعودية بقيمة 170 مليار دولار، أبرزها النفط والأسمدة والكيماويات العضوية، وواردات بقيمة 187 مليار دولار، تتصدرها الآلات والسيارات والأجهزة الطبية.
علاقات قوية ترسم ملامح مستقبل الشراكة الاقتصادية بين ترمب وبن سلمان.
وترتكز هذه الزيارة على خلفية من العلاقات القوية التي تربط الرئيس ترمب وولي العهد السعودي، حيث لعبت المملكة دورًا هامًا في جعل الولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري للسعودية خلال فترة رئاسته الأولى.
ورغم تراجع ترتيب الولايات المتحدة إلى السادس في العام الماضي بحجم تبادل تجاري بلغ 32.5 مليار دولار، إلا أن الزيارة الحالية تحمل في طياتها إمكانية إعادة تنشيط وتوسيع هذه الشراكة التجارية والاقتصادية الطموحة، مستفيدة من التقارب في الرؤى الاقتصادية والإمكانات الهائلة التي يمتلكها البلدان.
الذكاء الاصطناعي في قلب الرؤية المشتركة: استثمارات ضخمة تفتح آفاقًا جديدة للتعاون التكنولوجي
بالإضافة إلى ذلك، يبرز طموح صندوق "سوفت بنك"، الذي تستثمر فيه السعودية بشكل كبير، للمشاركة في مشروع ضخم للذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة باستثمارات تصل إلى 500 مليار دولار، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون التكنولوجي المتقدم بين البلدين.
شهد منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي الذي حضره الرئيس ترامب في الرياض تركيزًا ملحوظًا على فرص التعاون والاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي.
وشارك في المنتدى رؤساء شركات تكنولوجية أمريكية كبرى، من بينهم إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا وسبيس إكس، وآندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، بالإضافة إلى قيادات من شركات أخرى مثل بلاك روك وسيتي جروب. كما التقى ترامب بنحو 40 شخصية قيادية سعودية في مختلف المجالات.