جولدمان ساكس يكشف سيناريوهات مستقبل الفائدة الأمريكية هذا العام!

رجّح الخبراء لدى بنك جولدمان ساكس أن يقدم الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة ثلاث مرات خلال الأشهر المقبلة، وتحديدًا في يوليو وسبتمبر وأكتوبر، بمقدار إجمالي يبلغ 75 نقطة أساس، وذلك في محاولة لموازنة مخاطر التضخم والتوظيف، وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية بعد فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الأخيرة.
وذكر البنك الاستثماري، في تقرير صادر يوم الاثنين، أن الفيدرالي الأمريكي من المرجح أن ينتظر مؤشرات قوية وواضحة من سوق العمل قبل الشروع في أي تحركات نقدية، على الرغم من أن الاستطلاعات الاقتصادية تشير إلى نظرة متشائمة بشكل متزايد. وأشار التقرير إلى أن البيانات الواقعية غالبًا ما تستغرق نحو ثلاثة أشهر لتظهر تدهورًا ملموسًا، ولم يتحقق هذا التدهور بعد حتى الآن.
وتظهر مؤشرات الاقتصاد الأمريكي صورة متضاربة؛ ففي الوقت الذي سجل فيه نمو الوظائف خلال أبريل إضافة 177 ألف وظيفة متجاوزًا توقعات بلومبرغ، فإن ذلك ترافق مع ثبات معدل البطالة عند 4.2%. وعلى الجانب الآخر، تراجعت ثقة المستهلك الأمريكي بشكل حاد، حيث هبط المؤشر إلى 86 نقطة في أبريل، وهو أدنى مستوى له منذ 13 عامًا، مدفوعًا بمخاوف متزايدة من الرسوم الجمركية التي باتت على رأس اهتمامات المواطنين.
في المقابل، انخفضت فرص العمل المعلنة إلى 7.19 مليون وظيفة بنهاية مارس، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر 2024، وأقل من التوقعات التي بلغت 7.5 مليون. كما شهد الربع الأول من العام انكماشًا اقتصاديًا بنسبة 0.3% على أساس سنوي، في أول تراجع للناتج المحلي الإجمالي منذ ثلاث سنوات.
وكان رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ، جيروم باول، قد حذر في وقت سابق من الآثار المعقدة للتعريفات الجمركية، معتبرًا أنها قد تعرقل قدرة البنك المركزي على تحقيق أهدافه المزدوجة في استقرار الأسعار وتحفيز النمو الاقتصادي. كما أشار إلى احتمال مواجهة الفيدرالي الأمريكي "سيناريو صعب تتعارض فيه الأهداف الاقتصادية".
وتأتي هذه التحديات وسط ضغوط متزايدة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، حيث وجّه انتقادات مباشرة إلى باول الشهر الماضي، وهدد بإقالته، قبل أن يتراجع لاحقًا عن ذلك.